ترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، القداس، بالكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس، فى مناسبة الذكرى العاشرة لنياحة مثلث الرحمات معلم الأجيال قداسة البابا شنودة الثالث البطريرك ال117 فى عداد بطاركة كنيستنا القبطية الأرثوذكسية. شارك فى صلوات القداس عشرون من أساقفة الكنيسة، والعديد من الآباء الكهنة والرهبان وأعداد كبيرة من الشعب، وشهد القداس رسامة 29 كاهنًا من كهنة كنائس القاهرة قمامصة، بيد قداسة البابا. وتحدث البابا عن ثلاث علامات تميز بها المتنيح البابا شنوده الثالث، وهى التعليم حيث اهتم بالتعليم وفسر الكتاب المقدس والموضوعات الإيمانية واللاهوتية بطريقة بسيطة، عميقة، والتعمير الرهبانى, فالبابا الراحل أحب الرهبنة من كل قلبه، فكان يقضى وقتًا كبيرًا فى الدير، وهو أسقف وهو بطريرك، وعمر الأديرة داخل مصر وخارجها فى أمريكا وأوروبا وأستراليا وإفريقيا. والعلامة الثالثة- بحسب البابا تواضروس- العلاقات المسكونية فقد كانت الكنيسة القبطية من أوائل الكنائس التى شاركت فى مجلس الكنائس العالمى فى جنيف فى سويسرا، أيام المتنيح البابا يوساب الثانى، واستمر العمل المسكونى أيام البابا كيرلس السادس، والبابا شنودة الثالث الذى عمل على تأسيس مجلس كنائس الشرق الأوسط فى بيروت، وكذلك مجلس كنائس كل إفريقيا، فى نيروبى فى كينيا. وقبل نياحته بشهور معدودة بدأ مشاوراته وإعداده لتأسيس مجلس كنائس مصر واُفتُتِح المجلس بعد نياحته بحوالى سنة. وأكمل البابا: البابا شنودة هو أول بطريرك قبطى يزور الفاتيكان ، ويقيم علاقات مع الكنيسة الكاثوليكية، فى مايو 1973 وتمخض عن الزيارة بيان رسمى وقعه البابا شنودة والبابا بولس السادس, وهذا البيان يعتبر أساسًا قويًّا للعلاقات التى تقوم بين الكنيستيْن. وعلى أساس البيان قامت الحوارات اللاهوتية بين الكنائس الشرقية (الأورينتال) ومع الكنيسة الكاثوليكية. والثمرة القوية لكل هذا هو الفهم المتبادل بين الكنيستين. واستطرد: اهتم بالحوار مع الكنائس البيزنطية، وهذا الحوار أثمر عن اتفاقية حول طبيعة المسيح، وزار معظم كنائس العالم الأرثوذكسية الخلقيدونية وغير الخلقيدونية والكاثوليكية والإنجيلية والأسقفية وتبادل الزيارات معهم, وكان يهتم بهذه العلاقات الطيبة التى تجمع الجميع، واهتم بالحوارات اللاهوتية وزيارات المحبة واستقبال الآباء وقادة هذه الكنائس هنا فى مصر ليطّلعوا على التاريخ القويم لكنيستنا المصرية. فكان بحق داعمًا قويًا لهذه العلاقات التى تشمل كنائس العالم. وأشار إلى أن البابا شنودة حصل على أكبر جائزة فى التعليم المسيحى تمنحها مؤسسات بروتستانتية مُنحت له باعتباره واعظًا مسيحيًا متميزًا، وكان ذلك فى أواخر السبعينيات، موضحًا: كان حضور البابا بما لديه من خبرة كبيرة فى الكتاب المقدس وكتابات الآباء ومعرفة الإيمانيات وبما لديه أيضًا من مواهب أدبية فى التاريخ وفى الشعر والأدب كل هذه كانت تتجمع فيه وتساعده وتقويه فى أن تكون كنيستنا فى الحوارات اللاهوتية لها مكانة. وقال: نحتفل اليوم بقامة روحية كنسية قبطية عظيمة أثرت فى التاريخ المصرى والتاريخ القبطى، الذى كان محبًا للكتاب المقدس ومحبًا للرهبنة والدير ومحبًا للعلاقات المسكونية مع كنائس العالم، وجعل الكنيسة القبطية «منارة» لذلك عندما تتواجد فى أى مكان لا تخشى من شيء بل تقدم خبرتها وتاريخها واختباراتها ومعرفتها وإيمانها المستقيم للجميع.