عيار 21 ينخفض لأقل سعر.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الثلاثاء 14 مايو 2024 بالصاغة    سيات ليون تنطلق بتجهيزات إضافية ومنظومة هجينة جديدة    ارتفاع جديد.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الثلاثاء 14 مايو 2024 في البورصة والأسواق    ملف يلا كورة.. حالة مصابي الأهلي من مواجهة الترجي.. موقف دونجا.. وتصريحات حسام حسن    مدير منتخب مصر يتحدث عن.. تحريف تصريحات حسام حسن.. الشناوي رقم 1 في مصر.. وموقف مرموش    الشناوي يرفض تجديد عقده مع الأهلي.. مدحت شلبي يكشف التفاصيل    أكرم عبدالمجيد: مباراة نهضة بركان في القاهرة صعبة ويجب تجهيز لاعبي الزمالك نفسيًا    «بعتنا لمحمد صلاح».. إبراهيم حسن يكشف موقف مرموش الأخير من منتخب مصر    إجازة كبيرة للموظفين.. عدد أيام إجازة عيد الأضحى المبارك في مصر بعد ضم وقفة عرفات    في أول ظهور.. شقيقة ضحية «أوبر» تكشف ل«المصري اليوم» تفاصيل واقعة التعدي: «الحادث مدبر»    سلوى محمد علي داعمة القضية الفلسطينية: «العالم يتضامن مع غزة» (فيديو)    في عيد استشهادهم .. تعرف علي سيرة الأم دولاجي وأولادها الأربعة    الأمم المتحدة: مقتل أول موظف دولي أممي في غزة    ضابط استخبارات أمريكي يستقيل بسبب حرب غزة    مرصد الأزهر يحذّر من عودة تنظيم داعش الإرهابي في موزمبيق    لطفي لبيب: عادل إمام لن يتكرر مرة أخرى    فريدة سيف النصر تكشف كواليس تعرضها للإهانة من والدها بسبب بدلة رقص    إلغاء شهادات ال 27% و23.5%.. ما حقيقة الأمر؟    بينهم أطفال.. سقوط 14 شهيدا في مجزرة مخيم النصيرات وسط غزة    فرج عامر: الحكام تعاني من الضغوط النفسية.. وتصريحات حسام حسن صحيحة    جائزة الوداع.. مبابي أفضل لاعب في الدوري الفرنسي    زيادة جديدة في أسعار بيبسي كولا وهذا موعد التطبيق    لجان البرلمان تناقش موازنة وزارتي الزراعة والتعليم العالي وهيئات الطرق اليوم    عاجل - "احذروا واحترسوا".. بيان مهم وتفاصيل جديدة بشأن حالة الطقس اليوم في محافظات مصر    تفحم 4 سيارات فى حريق جراج محرم بك وسط الإسكندرية    القصة الكاملة لهتك عرض الطفلة لمار وقتلها على يد والدها بالشرقية    إبراهيم عيسى: مشكلتي مع العقل المصري الهش أنه عابر للطبقات.. التعليم السبب    أحمد موسى: مشروع مستقبل مصر سيحقق الاكتفاء الذاتي من السكر    وزير الإسكان العماني يلتقى هشام طلعت مصطفى    فريدة سيف النصر: «فيه شيوخ بتحرم الفن وفي نفس الوقت بينتجوا أفلام ومسلسلات»    «اتحاد الصناعات» يزف بشرى سارة عن نواقص الأدوية    احذر.. هذا النوع من الشاي يسبب تآكل الأسنان    رئيس شعبة الأدوية: هناك طلبات بتحريك أسعار 1000 نوع دواء    رئيس شعبة الأدوية: «احنا بنخسر.. والإنتاج قل لهذا السبب»    أطفال مستشفى المقاطعة المركزى يستغيثون برئيس الوزراء باستثناء المستشفى من انقطاع الكهرباء    فرنسا: الادعاء يطالب بتوقيع عقوبات بالسجن في حادث سكة حديد مميت عام 2015    ارتفاع درجات الحرارة.. الأرصاد تحذر من طقس الثلاثاء    الحماية القانونية والجنائية للأشخاص "ذوي الهمم"    "يأس".. واشنطن تعلق على تغيير وزير الدفاع الروسي    الحرس الوطني التونسي يحبط 11 عملية اجتياز للحدود البحرية    موعد مباريات اليوم الثلاثاء 14 مايو 2024| إنفوجراف    فريدة سيف النصر تنفي عدم التزامها.. وتؤكد تواجدها لآخر يوم تصوير بمسلسل العتاولة    منال سلامة في "الجيم" ونجلاء بدر ب"الجونة".. لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    حدث بالفن| حمو بيكا يهاجم الصحفيين وأسباب فشل الصلح بين شيرين و"روتانا"    الخميس.. تقديم أعمال محمد عبدالوهاب ووردة على مسرح أوبرا دمنهور    دعاء في جوف الليل: اللهم إنا نسألك يوماً يتجلى فيه لطفك ويتسع فيه رزقك وتمتد فيه عافيتك    الجيش الإسرائيلي: إصابة 11 جنديا و3 موظفين بقطاع غزة و4 جنود آخرين في الشمال    وصل ل50 جنيهًا.. نقيب الفلاحين يكشف أسباب ارتفاع أسعار التفاح البلدي    مصطفى بكري: اتحاد القبائل العربية منذ نشأته يتعرض لحملة من الأكاذيب    رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية: نقوم باختبار البرامج الدراسية التي يحتاجها سوق العمل    دبلوماسي سابق: إسرائيل وضعت بايدن في مأزق.. وترامب انتهازي بلا مبادئ    إبراهيم عيسى: الدولة بأكملها تتفق على حياة سعيدة للمواطن    إصابة شخصين في حادث تصادم بالمنيا    عاجل: مناظرة نارية مرتقبة بين عبدالله رشدي وإسلام البحيري.. موعدها على قناة MBC مصر (فيديو)    فطائر المقلاة الاقتصادية.. أصنعيها بمكونات سهلة وبسيطة بالمنزل    ما الفرق بين الحج والعمرة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يدعو آل البيت لمن يزورهم؟.. الإفتاء تُجيب    المفتي للحجاج: ادعو لمصر وأولياء أمر البلاد ليعم الخير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انطلاق معرض ديارنا للحرف اليدوية التراثية بمشاركة 350 عارضًا
مصر بتتكلم حرفى

فتح معرض ديارنا للحرف اليدوية، أقدم معارض الأسر المنتجة والحرف اليدوية، أبوابه بقص وزيرة التضامن الاجتماعى نيفين القباج، لشريط افتتاحه، وشاركها الاحتفال د.أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، ود. لميس نجم مستشار محافظ البنك المركزى للمسئولية المجتمعية ود.زياد بهاء الدين رئيس مجلس إدارة بنك الإسكندرية، والسيد دانتى كامبيونى الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لبنك الإسكندرية، والمهندسة نورا سليم المدير التنفيذى لمؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، والمهندس أشرف عز الرئيس التنفيذى لكايرو فستيفال سيتى وعدد من ممثلى الوزارة والبنك والشركاء.
المعرض الذى يستمر حتى 7 مارس، يقام بالشراكة مع بنك الإسكندرية ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية والشركة المصرية للاتصالات «we » للعام الرابع على التوالي، بكايرو فيستيفال سيتى مول بالقاهرة الجديدة، ويفتح أبوابه للجمهور من العاشرة صباحًا حتى العاشرة مساءً مجانًا.
وعلى مساحة أكثر من 3500 متر مربع، ومشاركة أكثر من 350 عارضا وسط إجراءات احترازية مشددة، تحتفل الدورة الجديدة للمعرض بالثقافة والفنون النوبية الفريدة كضيف الشرف، بالإضافة إلى مشاركة عدد من الجمعيات الصديقة للبيئة، فى إطار استعداد مصر لتنظيم مؤتمر التغير المناخى بشرم الشيخ والمفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والفنانين من ذوى الإعاقة.
«ديارنا» الذى يعد أقدم وأعرق المعارض فى دعم مجال الحرف اليدوية والحفاظ على الفنون التراثية من الاندثار، يرفع شعار «مصر بتتكلم حرفى»، للترويج للحرف اليدوية الأصيلة، ما يساهم فى خلق فرص بيع مباشرة وفتح أسواق جديدة للفنانين المنتجين، ويخصص المعرض مساحات عرض لما يزيد على 40 عارضاً من الفنانين ذوى الهمم، من منظمات غير حكومية ومؤسسات اجتماعية، مع عرض قصص نجاح العديد منهم.
ويقام على هامش المعرض عدد من الورش لتعليم الحرف اليدوية من خلال عدد من الجمعيات الأهلية وعلى رأسها «جمعية حرف أهل مصر»، لتعليم المشاركين مختلف الفنون من «الشموع، الزخرفة، التزيين، النحاس، مكرمية، الجلد، الفسيفساء، الإكسسوارات، الراتينج والتطريز»، كما خصص مكانا لورش الأشغال اليدوية للأطفال، بالإضافة إلى وجود عدد من الخدمات الترفيهية والمصرفية المختلفة.
ومن جانبها قالت وزيرة التضامن الاجتماعى :إن معرض « ديارنا » يمثل قيمة اقتصادية وتراثية وثقافية لوزارة التضامن الاجتماعى منذ انطلاقه لأول مرة عام 1964، لدوره الأصيل فى دعم الصناعة الحرفية الوطنية عبر الترويج للمنتجات اليدوية التى يتم تصنيعها من قبل الحرفيين ومئات الآلاف من الأسر المنتجة فى كل محافظات مصر.
وأضافت القباج أن وزارة التضامن الاجتماعى تسعى دائمًا لإتاحة الفرصة لصناع التراث الحرفى والمنتجات اليدوية والحرفية لعرض منتجاتهم، لافتة إلى أن المعرض يقام فى عدد من محافظات الجمهورية، إلا أن المعرض السنوى الذى يقام فى القاهرة يعتبر أكبر نسخة، نظراً لاستضافة عدد أكبر من العارضين، موضحة أن الوزارة ترفع شعار «التمكين الاقتصادي» ومزيد من الإنتاج ومزيد من توريث الحرف التراثية والتأكيد عليها، حيث قررت الوزارة مضاعفة إقامة المعارض على مستوى محافظات الجمهورية هذا العام، وزيادة عدد العارضين المشاركين فيها، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية، حيث من المقرر إقامة ما يزيد على 20 معرضًا خلال هذا العام على مستوى محافظات الجمهورية.
وتشجع الوزارة العارضين على عرض منتجاتهم، وتساعدهم بفرص الإقراض متناهى الصغر، وفى التصميمات المختلفة من خلال التعاون مع كليات الفنون الجميلة، والتربية النوعية، وتبادل الخبرات مع الدول الأخرى، مثل التعاون مع وزراء الشئون الاجتماعية العرب، كما ترعى الوزارة الأسر المنتجة وتسوق منتجاتها اليدوية أو الحرفية أو البيئية أو التراثية من خلال المعارض المتنوعة، وتطور منتجاتهم، من خلال رفع مهارات العاملين عبر 420 مركز أسر منتجة و71 مركز تكوين مهنى، وتتوسع حالياً فى التدريب على مهارات إدارة المشروعات ومجال التسويق.
وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أن تقديم منتجات معقولة التكلفة ومحلية الصنع يؤكد تبنى وزارة التضامن لسياسة الدولة بشأن تشجيع المنتج المحلى، وتوفير فرص عمل، بالإضافة إلى أهمية تعزير ثقافة ترشيد نفقات الزواج.
يشارك فى المعرض مجموعة من الجمعيات والمنتجين بمنتجات صديقة للبيئة، ومجموعة أمن أولادنا من ذوى الاعاقة ومجموعة من اللاجئين على أرض مصر الحبيبة، وقدمت الوزيرة التحية لشركاء الوزارة الذين يؤمنون بالفن والتراث، والذين يدفعون أبواب الرزق فى الأسواق المصرية بحس وطنى ونبيل بالمسئولية المجتمعية، «بنك الإسكندرية، ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، وشركة We للاتصالات».
ومن جانبه أبدى الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة سعادته بما رآه من منتجات حرفية تراثية تكشف لنا عظمة التراث المصرى الأصيل، مشددًا على أن معرض «ديارنا للحرف اليدوية» يتميز بجودة المنتجات ومناسبة الأسعار للمواطنين، حيث إنها فى متناول المواطن البسيط.
وعبرت المهندسة نورا سليم، المديرة التنفيذية لمؤسسة ساويرس عن سعادتها وفخرها، بالمشاركة كممول وداعم للمعرض، كإحدى مبادرات دعم الاقتصاد الإبداعى، وخلق حلول اقتصادية للحرفيين والعاملين بقطاع الحرف اليدوية، بتوفير التدريب اللازم لتعزيز مهاراتهم، وتوفير أكبر قدر من الفرص التسويقية لهم عبر المعارض والمنصات الإلكترونية».

عيش «نوبى» دوكة ولحم أصلاد وأبريه وتمر
من أجل أن تعرض منتجاتها لزوار «ديارنا» جاءت الأربعينية غادة حسن صالح بثوبها النوبى الجرجار، من قرية بلانة التابعة لمركز نصر النوبة بمحافظة أسوان، حاملة منتجات شركتها التى يمكن أن تشترى منها ما يكفى لشهر رمضان من المأكولات والمشروبات النوبية الرمضانية.
غادة أحد ضيوف شرف معرض ديارنا، وصاحبة الشركة التى اشتقت اسمها من النوبة، شركة «نوبتى» للوجبات التراثية والمنتجات الأسوانية.
الشركة الناشئة التى استفادت من حاضنة أعمال «مسار»، تقدم منتجات غذائية تراثية أسوانية، ومخبوزات نوبية، منها: مربى الكركديه الشهيرة فى النوبة، والخبز النوبى، أو«عيش الدوكة» باللغة النوبية، الذى يؤكل طازجًا، أو يحفظ بالفريزر.
ومن منتجاتها لحم البقر المجفف «المقدد» أو باللغة النوبية «الأصلاد»، على طريقة تخزين اللحم فى النوبة القديمة، المسواة بقطع صغيرة فى طاجن من الطين الأسوانلى مع دهون اللحم والملح بمقادير معينة، وتؤكل بعد تخزينها فى أى وقت، بالتسوية مع البيض، فيما يشبه البيض بالبسطرمة، أو مع الخضروات المطبوخة.
ومشروب الأبريه أو «الحلو مر» النوبى الشهير، الذى لا يخلو منه بيت نوبى فى رمضان، بالإضافة لمشروبات الكركديه والدوم، ويتكون الأبريه من رقائق من دقيق الذرة والخميرة، التى تترك لتخمر لمدة يومين، وتخبز فى صاج الدوكة على شكل طبقة رقيقة، ويترك ليجف، ويفتت لأجزاء صغيرة، ويحضّر بخلطه بعصير الليمون أو البرتقال أو الكركديه، على طريقة الخشاف، فيقلل من إحساس العطش فى رمضان.
«هارسم كفاحك عمل.. وارسم صمودك إيد»
معرض ديارنا فى نسخته الجديدة يقوم على الرقم 7 أيضًا، وهو الرقم النوبى المميز لارتباطه بالعديد من العادات النوبية، حيث ينزل المولود لمياه النوبة فى اليوم السابع من الولادة، وتمر المرأة عقب الإنجاب 7 مرات على البخور، ويحتفل النوبيون فى 7\7 من كل عام باليوم العالمى للنوبة احتفاءً بالتراث والحضارة، واختارت وزارة التضامن الرقم 7؛ لينتهى المعرض فى 7 مارس، وقد أقيم فى اليوم السابع من الأسبوع، ويستمر لأسبوعين.
وقد اختارت الوزيرة نيفين القباج مقطوعة غنائية للفنان النوبى العالمى حمزة علاء الدين، لتبدأ بها كلمتها عن ضيوف شرف المعرض من النوبة الحبيبة، وتقول كلماتها:
«لو جيت فى يوم أرسمك هارسم أمل بسّام .. ارسم حضارة، ومدن وأبراج حمام ويمام.. أنا كل يوم هارسمك تصويرة لونها جديد.. هارسم كفاحك عمل وارسم صمودك إيد»
وكتبت على صفحتها على فيسبوك، معبرة عن النوبة أرض الذهب، «مشتاقين يا ناس للخير.. بالحب الكبير والشوق الكتير فى معرض ديارنا بكايرو فيستيفال، من عبق النوبة العطر، ومن قلبها الدافئ الحنون، ومن أصالة معدنها الذهب، ومن كرم نيلها الجارى، ومن خير نخلها الباسق، ومن دفء شمسها الساطع، ومن جمال فنها المتفرد؛ تتحدث أيادى سيدات النوبة البارعات ورجالها الأصلاء فى 38 قرية نوبية، ويشارك بعضها فى معرض ديارنا... «مصر بتتكلم حرفى»!
ووصفت النوبة فكتبت: «على ضفاف نهر النيل الخالد ومن الجنوب من مدينة أسوان؛ تقع النوبة أو أرض الذهب الجميلة (النوبة من النوب وهو الذهب)، والجمال فى النوبة يقدم نفسه على المداخل والبيوت المزخرفة بألوان الشمس وبرائحة السعادة، الرسوم التى تزدان بها البيوت مستوحاة من الفن النوبى والفرعونى والقبطى والإسلامى، وهو ما يعكس ثقافات مصر الممزوجة فى بوتقة واحدة تغنى فى حب مصر.
ويؤكد المؤرخون أن الزخارف النوبية الشعبية ذات دلالات رمزية، ومحملة بالقيم الاجتماعية والثقافة البيئية، حتى يصبح الشكل المرسوم قريبًا من الحياة اليومية للمواطن النوبى، وكثير من الرسوم قد تبدو بسيطة للوهلة الأولى، إلا أنها تحمل عمق التاريخ وأصالته، وثراء المجتمع وعاداته.. مزيج من النخيل والأعلام.. الهلال والصليب والنجوم والمثلثات.. الزهور والفاكهة، المراكب والسمك وأصداف البحر، الحيوانات الأليفة والقوية.. عالم يحوى وراءه الكثير من الأسرار العميقة حتى وإن يبدو بسيطًا طيبًا».
يمتد الجمال من المنازل لأهل النوبة الكرام، ذوى الحس الرهيف والفطرة الذكية... فالمواطن النوبى يعشق الفن بطبعه، سواء كان رسمًا أو نسجًا وعزفًا.. ويعد الفن النوبى من الفنون التى نجحت فى إثراء الثقافة الفنية المصرية بفن مميز دون أن يذوب فى الفنون الأخرى، كما استطاعت الدفوف ذات الهوية المصرية الإفريقية أن تدق مكانًا لنفسها وسط كثير من الآلات الحديثة، وجاء صوت النيل الرقراق والرتم الإفريقى الجرىء ليغزلان لوحات أدبية تمثلت فى صوت الفنانين عبده ميرغنى وحسن جزولى وحمزة علاء الدين وأحمد منيب ومحمد منير، والفنانات يحبوجية وشالوية، وشعر الأديب محيى الدين شريف، وجسارة الجندى أحمد إدريس.
أما سيدات النوبة العزيزات، فنتعلم منهن الصلابة والرفق، وسبل الحفاظ على كيان الأسرة المصرية، هذا بالإضافة إلى دورهن المجتمعى القوى فى وحدة الصفوف وفى أصول التكافل الاجتماعى.
ورق مصنوع من قش الأرز
سؤال كثير ما يسأله الأطفال، ولهذا أحضرت الفنانة التشكيلية إيناس خميس، وعاءً به الألياف المطبوخة، ومصفاة وشاسية لينزل منه الورق الطرى، قبل أن يجف ويصبح ورقًا يصلح للرسم أو الكتابة أو التشكيل، ليراه زوار معرض ديارنا فى جناح مؤسسة نافذتى.
إيناس مسئولة مركز تدريب «نافذتى» بقرية الفخارين، التى افتتحها الرئيس السيسى مؤخرًا، بمنطقة مصر القديمة بعد تطويرها، وهو المركز المهتم بإنتاج الورق اليدوى، من المخلفات الزراعية، حماية للبيئة ودفعًا لعجلة الاقتصاد، والتمكين الاقتصادى للفئات الأولى بالرعاية.
ينتج المركز كل أحجام الورق من الورق الصغير للنوت الصغيرة، وحتى الورقة الكبيرة المتر فى مترين، وهو الورق الذى يمكن إنتاجه من قش الأرز، وورد النيل، ونبات البردى، والقطن، ومخلفات قصب السكر، لكن كل مخلف منها ينتج نوعية مختلفة من الورق، وأغلى أنواع الورق هو الورق المنتج من مخلفات القطن.
تمر صناعة الورق اليدوى من قش الأرز بعدة مراحل ، تبدأ ببل القش بالماء، ثم طبخه على النار، ثم طحنه ثم غسله مرات كثيرة، وتصفيته، ثم على مسطح، ويترك ليجف.. مركز تدريب نافذتى، يركز الآن على إنتاج الورق اليدوى من قش الأرز، وفى جناح المركز منتجات كثيرة من هذا الورق، غير الورق نفسه، مثل بوك مارك، أو فاصل الكتاب، والشنط، وفوانيس رمضان، والنوت بأحجامها وأشكالها، وبعضها مصبوغ بألوان متعددة.
قصص الفلاحات على الشنط والمفارش
«كشمير هاند ميد» هو اسم البراند، الذى اختارته آية الجبرى، لمنتجاتها المطرزة بقصص الفلاحات، من المفارش والشنط القماش مختلفة الأحجام، والشيلان، والفوط وأغطية علب المناديل، والمقالم وحافظات الكروت وغيرها، المعروضة بالمعرض الآن.
تعلمت آية من والدتها خريجة الفنون الجميلة فنون الخياطة وغرز التطريز المختلفة، ثم طورت هذا العلم إلى التطريز على كل أنواع الأقمشة، وهى تدمج أيضًا بين الكروشيه والتطريز على القماش، لتصنع مفرش سفرة مميز، مرسوم عليه حياة الفلاحات، وهن يحملن المشنات فوق رؤسهن، وسط الزرع والبط والنخيل، وفرحة الأطفال وغيرها من الرسوم التراثية المصرية.
تشترى آية الأقمشة التى تناسب كل تصميم أو منتج، وبعض المنتجات تحتاج إلى تقفيل فى ورش متخصصة، مثل ورشة الجلود التى تقفل حقيبة اليد المطرزة والمبطنة، ذات الحزام الجلد.
آية تطوعت لسنوات طويلة للعمل فى جمعية الزهراء الخيرية، لتدريب الفتيات على الخياطة والتطريز فى مشغل الجمعية، ثم قررت مع الاستمرار فى الإشراف على القسم الفنى فى الجمعية أن يكون لها مشروعها الخاص، والآن تعمل فى مشغلها الكثير من السيدات والفتيات اللاتى تدربهن على التطريز.. تدرب آية الآن الفتيات وسيدات الأسر المستفيدة من دعم برنامج تكافل وكرامة، لتمكنهن من زيادة دخلهن خلال عمل يدوى فنى ومميز،.

نظرة الرئيس غيّرت نظرة الناس لذوى الهمم
فى جناح كريم أيضًا يعرض محمد حمدى 16 سنة، منتجاته، التى تعلم إنتاجها على يد كريم، من السبح والغوايش والخرز، ويشارك فى المعارض ضمن مؤسسة أولادنا، ويشارك فى الرقصات الشعبية التى تنظمها المؤسسة بالمعرض، ترفيهًا ودعمًا للفنانين المبدعين من ذوى الإعاقة.
والدة محمد، تشارك مع ابنها فى معرض ديارنا للعام الثانى على التوالى، وتقول:«بعد اهتمام الرئيس بأولادنا كل الجهات بقت تهتم بيهم، زمان كانوا بينظروا لهم نظرة شفقة، دلوقت بقوا منتجين لمنتجات هاند ميد حقيقى من غير أى ماكينات، وفارضين نفسهم، والمجتمع بينظر لهم نظرة ثانية».

على الفيسبوك وفى ديارنا.. المبدعون يلتقون
مجموعة من محبى الحرف اليدوية من ذوى الاعاقة، جمعهم جروب عبر الفيسبوك، وكما تقول، رشا مصطفى، كلنا تجمعنا على حب الهاند ميد والصداقة، وأسمينا الجروب «المبدعون يلتقون».
رشا تعلمت حتى الثانوية العامة، ثم مرت بظروف صحية صعبة، أقعدتها على كرسى متحرك، لكن لم تقعدها عن العمل، وركزت على منتجات التريكو والتطريز، والاكسسوارات، وهى المرة الأولى التى تشارك فيها فى ديارنا، ومن قبلها كانت تعرض منتجاتها ببعض المعارض الصغيرة بالأندية، أو عبر الإنترنت.
«فى ديارنا بأحس إنى فى أجواء فرح وتعلم، بنتعلم من بعض، وبنشوف عملاءنا وجها لوجه من كل الأعمار، وبنسمع رأيهم فى اللى بنعمله، وبيدونا أفكارًا جديدة، وبنملأ عينا بالجمال، وبالألوان والأشكال التراثية».
فى نفس الجناح يعرض صديقا آخر من «المبدعون يلتقون» أحمد درويش، مجسمات من الخرز، على شكل فوانيس، جامع، الكعبة المشرفة، بها أيضا أنوار وموصلة بجهاز للصوت، لأغانى رمضان والآذان والتواشيح وغيرها، وتثبت المجسمات على قطعة من الخشب مقطعة بالأركيت الليزر، هذا بالاضافة إلى السبح واكسسوارات الخرز الأخرى.
لا يعرض أحمد ورشا إنتاجهما فقط، بل يعرضان أيضا منتجات يد أبو عمر من الخشب الأركيت.
أبو عمر، ومطرزات صديقتهم فاطمة، التى تطرز كل ما تجده، حتى الطاقية أو الكاب، الذى يمكن أن يلبسه الرجل أو الطفل أو السيدة.
تطريز بالخرز على القماش صناعة الدكتور كريم
بابتسامة، «رفع يده ووضعها على صدره، وقال أنا الدكتور كريم، وكل ده شغلى»، اكسسوارات من الخرز، تطريز بالخرز على القماش، مفارش آرت مور، ومنتجات كديكور، من إعادة تدوير أشياء مختلفة.
إيمان زكى، والدة كريم أحمد، صاحب الثلاثة وثلاثين عامًا، واحدة من بطلات قصص أولادنا من ذوى الاعاقة، تبادر ضاحكة:«هو بيقول على نفسه دكتور كريم، من وقت ما تم اختياره ضمن الألف قائد إفريقي، وبعدها كمان بقى مدرب لزمايله فى مؤسسة أولادنا، التى تقودها الأستاذة سهير عبد القادر، وله أنشطة كثيرة فى أكثر من مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني، المهتمة بذوى الاعاقة».
كريم حاصل على دبلوم مهنى، من قسم نحو حياة أفضل، بمدرسة الفرير دى لاسال، «كانت جدته تسأله عندما يعود من المدرسة، أخدتم ايه النهاردة، وتعيد تدريبه على ما أخذه فى المدرسة، من تطريز أو شغل الخرز أو غيره من الأعمال اليدوية، تعيد معه الخطوة مرات عديدة، حتى يتقنها، كان الطبيب يقول لنا الكلمة اللى هتقوليها للطفل العادى مرة، هتقوليها للطفل الداون 100 مرة».
بجناح كريم منتجات كثيرة ومتنوعة من عمل يده، معلقة لوضع المفاتيح من الخيش والخرز، مركب من إعادة تدوير علبة جبنة كديكور، مشغولات أيتامين، شنط من بواقى القماش وخيط دوبارة، .
«شغل الخرز بيعلمه الصبر، الخشب بيعمل منه سبح، لو رمضان يعمل فوانيس، وبابا نويل خدادية، قماش وطبع، ثم تطريز بالخرز، زهرية من زجاجة مياه غازية، لا يرمى أى حاجة فى البيت حتى الطبق المكسور يلصقه، ويعمل منه عملًا فنيًا.

عطور النوبة تفوح من جناح ليلى هيبون
قبل أن تعرف نفسها، قالت: «لو نزلت من محطة قطار أسوان وقلت فين الحاجة ليلى هيبون، أى حد هيدلك عليها», ثم ضحكت وقالت اسمى ليلى دهب، من قرية خزان أسوان، وليلى هيبون ده اسم الشهرة.
تجلس الحاجة ليلى بين أجنحة ضيوف المعرض القادمين من أرض الذهب ، النوبة، وسط منتجاتها من الكروشيه، والخرز، والمزروعات الأسوانية، والمنتجات الجلدية المطرزة بخوص النخيل، وعطور النوبة التى تفوح رائحتها من أجنحة النوبة وتملأ جنبات المعرض بالدفء والبهجة.
الحاجة ليلى أيضًا تطلبها الكثير من الجمعيات فى أسوان وفى غيرها، لتدرب الفتيات على لضم أنواع الخرز المختلفة، لصناعة العقود بأحجامها وأشكالها، والشنط، وأيضًا الأساور وغيرها، غير أنها لم تخجل من أن تتلقى تدريبًا قبل سنوات قليلة، نظمته إحدى الجمعيات فى غرب أسوان، لصناعة منتجات الجلد الطبيعى المطرزة بخوص النخيل الأسوانى، الذى ورثت جدله عن أمها وجدتها.
تشترى الحاجة ليلى مستلزماتها من الخرز بكل أحجامه والجلد الطبيعى من القاهرة، لأن أسعارها أكثر ارتفاعًا فى أسوان، وتصنع من الجلد الطبيعى الشنط الصغيرة والبورتوفيه، وتطرزها بيدها بالخوص، مستخدمة خرامة ودقاقة.
ورغم أنها مدربة كروشيه وخرز، لكنها لا تكف عن التعلم، فشاركت فى تدريب فى غرب أسوان نظمته إحدى الجمعيات، لإنتاج الشنط الجلد المزينة بالخوص يدويًا، بورتوفيه وشنط صغيرة، بالخرامة والدقاقة.
«طول ما إحنا قاعدين فى البيت بنشتغل، الشغل سهل للى بيحبه، طول الوقت بتعلم الجديد، عشان نكون متطورين، وبرضه نحافظ على تراثنا والموتيفات المشهورين بيها والألوان النوبية الشهيرة».
خد لك قطعة ديكور من إيد «سمعة»
نسمة عليوة، آية وآلاء مجدى، ومنة الله، كيرولس، وكثير من المبدعين الصغار والشباب، ملأت أجنحتهم بمنتجات مميزة، أغلبها تدربوا عليه فى الورش التى نظمتها لهم مؤسسة أولادنا، وتقول رئيسة مؤسسة أولادنا سهير عبد القادر: لا تقتصر التدريبات على أشغال اليد فقط، بل هناك الرقص والغناء، والموسيقى، والتصوير بالموبايل، وإعادة التدوير، وأغلبهم يشارك فى مسرح أشرف عبد الباقى الذى ترعاه وزارة التضامن الاجتماعى.
مقلمة من زجاجة مياه غازية، زهرية من الخيش أو التلي، كروت لعيد الأم وديكورات من جذوع الشجر ومن فروعه، قطعة ديكور من «سى دى» مركب عليها أحجار، ديكوباج بارز على الزجاجات، لوحات من الكرتون وورق شجر طبيعى .
كلها معروضة فى جناح «سمعة» أو إسماعيل محمد نائل، صاحب ال 21 سنة، والحاصل على الثانوية العامة، من ذوى إعاقة الشلل الدماغى، وكلها منتجات من إعادة تدوير مواد طبيعية كثيرة، وقد أخذ الخبرة من ورش اعادة التدوير التى ينظمها صندوق التنمية الثقافية، بمركز طلعت حرب، حتى أصبح صاحب مشروع، واختار لمنتجاته براند«سمعة»، وترى والدته أن ديارنا فرصة كبيرة ليعرف فيها الناس سمعة، ويرى رأيهم فى صنع يديه، ويشعر بالسعادة.
منتجات فتيات جمعية النور والأمل للمكفوفات.

شنطة بغرزة سيناوى وزيت زيتون وبلح
«بدوية فاشون» هو اسم البراند الذى اختارته هناء عيد وفتحية سليمان عامر، لمنتجاتهما من الغرزة السيناوية بموتيفاتها التراثية وألوانها المميزة، التى جئن بها من مدينة بئر العبد بشمال سيناء أرض الفيروز، خصيصًا لزوار ديارنا.
تشرح هناء: هدفنا توظيف الغرزة السيناوية ليس فقط فى الثوب والشال السيناوى الشهير، لكن أيضا فى أزياء تجمع بين التراثى والشكل الجديد المواكب للموضة،«نطور من منتجاتنا، بدل ما نعمل الثوب اللى بيلبس بس فى المناسبات، ممكن نصنع من نفس الثوب القديم شنطة، جراب، كمامة، شنطة صغيرة، توكة شعر، إسورة، لا نضيع من الثوب أى قطعة».
وتشير فتحية إلى البلوزات والفساتين والثوب الفلسطينى«عملنا اللى بيناسب الست المصرية اللى بتحب التراث، البلوزة طرزناها بغرزة سيناوية بالخيط القطن، اللى ما بيغيرش لونه، وكمان فستان كات وعليه روب».
الشنطة الصغيرة ب60 جنيها، التوكة ب20 والكمامة ب40 جنيهًا، والبورتوفيه ب35، وشنطة الظهر ب250 جنيهًا.
119272f1-283d-4fe5-957d-0f751f85e20d
24a30baa-d502-4bf1-930f-5e666078437d
309b59f1-7dc1-4166-8910-6d7e001b3409
42e85d60-4c20-4cde-9254-38aff6956fd8
aef833b3-7176-4a17-8851-ef7544be5b15
b2ba4b6f-da70-4c83-a7e9-d62a1da08ede
beb0a3ab-f53b-4aab-a8f1-f0231cc6c2ea
c7d86a14-0d42-41ec-9c64-c0d30e96f605
النوبة
ايه_الجابرى_(3)
رشا_واحمد_درويش
غادة_(2)
ليلى_هيبون_مع_الوزيرة_(1)
ليلى_هيبون_مع_الوزيرة_(2)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.