تشتهر محافظات الصعيد وخاصة قرى محافظة أسيوطوالفيوم وسوهاج بتحويل جريل النخيل إلى صناعات عديدة منها صناعة الكراسى والترابيزات والأسرة وصالونات والكثير من الديكورات. ويقول احمد محمود أحد التجار والمصنعين لهذه المهنة أنها مهنة شاقة وتحتاج إلى جهد كبير لأنها تحتوى على عدة مراحل لكى تخرج بانتاج جيد ومطلوب لدى الزبائن. وأوضح سالمان سيد أن الكثير من القرى السياحية والفنادق تطلب تصميم ديكورات الجريد ونقوم أيضا بمراحل عديدة لصناعة الجريد منها الأثاث وقبل التصنيع نقوم برش الجريد ضد السوس وهذا يطيل عمره بالإضافة إلى النجف والابليك التى تستخدم للإضاءة فى المساء وتزين وذلك لخلق أجواء للزائرين خاصة فى المناطق ذات الهدوء والطبيعة الجميلة التى تشهدها مواقع القرى السياحية موكدا أن الصناعات اليدوية بدأت تعود خاصة مع تفشى وباء كورونا وفانوس الجريد فى رمضان بيكون عليه اقبال خاصة فى محافظات الصعيد. وأضاف على سالم أن سعف النخيل يدخل فى صناعات كثيرة ويتم استخدامه كبديل للخشب فمنه يتم صناعة الكراسى المراوح اليدوية والمكانس وصحون القش وبذلك فهو يوفر فرص عمل لكثير من الحرفيين إضافة إلى صناعة الأقفاص والألواح الخشبية ويستخدم أيضا كحشو فى صناعة الموبيليات وصناعة القبعات والصناعات اليدوية والحصير وأسرة الأطفال وسلال حفظ الفواكه والبيض. وفى الفيوم يقول محمد كمال اشهر الحرفيين المتخصصين فى صناعة جريد النخل بقرية العجميين بالفيوم أنه أبتكر صناعة غرف النوم والصالونات والنجف ويحكى محمد كمال أن القرية عرفت صناعة الجريد منذ عام 1870م، وكانت تعرف باسم « الأخصاص « وكان ذلك مع بداية الخلافة العثمانية حيث كانت تزدهر صناعة الجريد. ويشير محمد كمال « أشهر صناع « غرف النوم والصالونات من الجريد والنجف والثبات، أنه يعمل فى هذه المهنة منذ 50 عاما، وكان عمره 10 سنوات، وكان يتقاضى 3 قروش أسبوعيا. ويرى أن سبب ارتفاع أسعار غرف النوم والصالون يرجع إلى جنون أسعار الجرائد والذى يتراوح سعر الألف ما بين ألفين وألف جنيه، ويضيف أن غرفة النوم كاملة تتكلف حوالى 6 آلاف جنيه. ويؤكد كمال أن حوالى 40 ألف مواطن، يعملون فى مهنة تصنيع الجريد، وهى بورصة مصر فى هذا المجال، وأنهم يقومون بتصنيع حوالى 15 مليون قفص سنويًا، إلى جانب باقى المنتجات. ويشير إلى أن أقفاص الفاكهة من الجريد أكثر أمانا من الأقفاص المصنوعة من البلاستيك المصنوع من المخلفات الملقاة بالشوارع. وقال إن الصينيين فشلوا فى سرقة ابداعاتنا من منتجات الجريد ونقلها لبلادهم.