الفيوم العجميين.. غرف نوم وصالونات من الجريد

وسط مركز تصنيع منتجات الجريد نبغ محمد كمال الرجل الأشهر بقرية العجميين بالفيوم والذى تحول من تصنيع أقفاص الخضر والفاكهة و مطارح العيش إلى واحد من أمهر صناع قطع «الموبيليا» من الجريد حيث ابتكر صناعة غرف النوم والصالونات والنجف.
ويحكى محمد كمال تاريخ القرية- وواحد من أشهر صناع منتجات الجريد -أنه فى عام عام 1800 حدث فيضان للترع والبحار وأغرق منازل القرية,وكان هناك رجل يدعى العجمى، والذى أمسك بقطعة من الجريد، وألقاها فى البحر, وبعدها توقف الفيضان، فتبارك الأهالى بالرجل، وقرروا إطلاق اسم» العجميين «على القربة، بدلا من الأخصاص، وبعدها شيدوا له مسجدا باسمه، مازال كما هو، تيمنا بالشيخ العجمى، وأقاموا له «مقاما» وله «مولد» وزوار، كان يتم الاحتفال به فى شهر مايو من كل عام، وتلاشى مع ظهور تنظيم «الشوقيين» فى الفيوم مع بداية التسعينيات من القرن الماضى وانتشار العناصر السلفية والتكفيرية.
وأوضح أن القرية عرفت صناعة الجريد منذ عام 1870م، وكانت تعرف باسم «الأخصاص» وكان ذلك مع بداية الخلافة العثمانية حيث كانت تزدهر صناعة الجريد.
وقال إن نحو 60 الف جريدة تدخل القرية يوميا لإعادة تصنيعها حيث يتم جلبها من أسوان وقنا والمنيا وأسيوط وبنى سويف.
ويشير محمد كمال «أشهر صناع» غرف النوم والصالونات من الجريد والنجف والسبات، أنه يعمل فى هذه المهنة منذ 50 عاما، وكان عمره 10 سنوات، وكان يتقاضى 3 قروش أسبوعيا، وبعدها انطلقت لأصبح صاحب ورشة كبيرة، و يعاوننى، 10 عمال يتقاضى كل منهم ما يقرب من 70 جنيها يوميا.
يشير إلى طاقم الصالون المكون من 4 كراسى وترابيزة، سعره نحو 500 جنيه، كما يبلغ سعر السرير مقاس 65 عرض بطول 170 سم نحو 600 جنيه، فى حين يصل سعر السرير والذى يبلغ عرضه مترا بطول 170 سم نحو 1000 جنيه.
ويرى أن سبب ارتفاع أسعار غرف النوم والصالون يرجع إلى جنون أسعار الجرائد والذى يتراوح سعر الألف ما بين ألفين إلى الأف جنيه، ويضيف أن غرفة النوم كاملة تتكلف نحو 6 آلاف جنيه
ويؤكد كمال أن نحو 40 ألف مواطن,يعملون فى مهنة تصنيع الجريد، وهى بورصة مصر فى هذا المجال، وأنهم يقومون بتصنيع نحو 15 مليون قفص سنويا، إلى جانب باقى المنتجات.
ويشير أن أقفاص الفاكهة من الجريد أكثر أمانا من الأقفاص المصنوعة من البلاستيك المصنوع من المخلفات الملقاة بالشوارع.
وقال إن الصينيين فشلوا فى سرقة إبداعاتنا من منتجات الجريد ونقلها لبلادهم.