أكد خبراء أمنيون على أن قرار رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى بإلغاء حالة الطوارئ يعكس مدى الاستقرار الذى حققته مصر بفضل استراتيجيتها الحكيمة فى إدارة ملفات عدة، وعلى رأسها ملف محاربة الإرهاب حتى تحقق الاستقرار والأمان وهى رسالة ثقة وتقدير لرجال الشرطة والقوات المسلحة عن دورهم فى مواجهة الإرهاب، وهى أيضًا لكل شهداء مصر على ما قدموه من أجل أن يعيش المصريون نعمة الأمن والاستقرار. و قال العميد خالد عكاشة، مدير عام المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية والخبير الأمنى إن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بإلغاء مد حالة الطوارئ فى البلاد، بمثابة إعلان وتتويج للنجاح الذى حققته الدولة المصرية خلال السنوات الماضية، وبدء مرحلة جديدة نحو تثبيت دعائم الجمهورية الجديدة التى أعلن عن انطلاقها منتصف هذا العام كما أنه يعد انتصارًا لمصر على كل المخاطر والتهديدات، وأنها أصبحت فى وضع يسمح لها بالتقدم بأقدام ثابتة على الأرض. وأشار ل»روزاليوسف» إلى أن تلك التقارير أفادت بانحسار المخاطر التى تواجهها الدولة المصرية وأنه لم تعد هناك حاجة لحالة الطوارئ لا سيما أن حالة الطوارئ كانت موجهة ضد فرعين هما الإرهاب والجريمة المنظمة فقط مشيرًا إلى أن قرار القيادة السياسية بإلغاء حالة الطوارئ لأول مرة منذ سنوات طويلة، يأتى بعد الاطلاع على تقديرات وتقييم للموقف العام للدولة من الناحية الأمنية والاقتصادية وكذلك من ناحية التهديدات التى تعرضت لها مصر. وأضاف: نجاح الدولة المصرية أيضًا فى إعادة بناء مؤسساتها الأمنية ومؤسساتها للأمن المعلوماتى جعل الاحتياج للإجراءات الاستثنائية فى مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة غير ضرورية وكان أحد الأسباب التى وضعتها القيادة السياسية فى الميزان عندما قررت تجميد العمل بحالة الطوارئ مشيرًا إلى أن تطبيق حالة الطوارئ خلال السنوات القليلة الماضية ولا سيما بعد ثورة «30 يونيو»، لم يمس أى حق من حقوق المواطنين أو تحركاتهم وأوضح عكاشة أن المواطنين استقبلوا قرار الرئيس بإلغاء العمل بحالة الطوارئ بشكل ايجابى لثقتهم فى تأثير ذلك القرار على مصر اقتصاديًا بشكل إيجابى ومن المتوقع أن تشهد مصر استثمارات كبيرة بعد إلغاء حالة الطوارئ. وقال اللواء عبدالحميد خيرت الخبير الأمنى إن قرار السيد رئيس الجمهورية بالغاء المد بقانون الطوارئ، قرار جريء، يحمل رسائل محلية وإقليمية ودولية قوية، رغم التحديات التى تواجهها مصر وحالة التوتر الإقليمى الموجودة. وأضاف لم يكن المواطن العادى معنى بقانون الطوارئ، الذى ألغاه مؤخرًا السيد رئيس الجمهورية، ولكن علينا أن نتوقف ونفرق بين أمرين، بين مواجهة الإرهاب ومكافحة التطرف، المعنى بمواجهة الإرهاب هى الأجهزة الأمنية، والمعنى بمكافحة التطرف هو المجتمع المدنى ومؤسسات الدولة عدا الأمنية، لأن الإرهاب حركة، والتطرف فكر ومن هنا فإن قرار رئيس الجمهورية بإلغاء المد بقانون الطوارئ المعنى به مواجهة الإرهاب وليس مكافحة التطرف . وأضاف ل«روز اليوسف» الإرهاب عمل استثنائى، فكانت مواجهته تحتاج إلى إجراءات استثنائية، فكان قانون الطوارئ، والمعنى به رجل الأمن والإرهابى، وليس رجل الشارع ونجحت الأجهزة الأمنية خلال السنوات الثلاثة الماضية فى تفكيك مكون التنظيم من حيث التمويل والسلاح وإرباك أفراده بعدم توفير ملاذ آمن لهم، بإلإضافة إلى التعامل باللغة التى تفهمها كل التنظيمات التى ترفع السلاح، فكانت النتيجة أن نسبة العمليات الإرهابية فى محافظات مصر عدا سيناء عامى 2020، 2021، صفر%، فلم تحدث عملية إرهابية واحدة فى هذين العامين، وانخفضت نسبة العمليات الإرهابية فى سيناء بصورة واضحة. وتابع لو استعرضنا خريطة الإرهاب فى الفترة من 2014 وحتى 2021 نجد الآتى: فى عام 2014، عدد العمليات الإرهابية 222 عملية وفى عام 2015، عدد العمليات الإرهابية 594 عملية و فى عام 2016، عدد العمليات الإرهابية 199 عملية وفى عام 2017 عدد العمليات الإرهابية 50 عملية وفى عام 2018 عدد العمليات الإرهابية 4 عمليات أما فى عام 2019 عدد العمليات الإرهابية، 2 عملية وفى عام 2020، عدد العمليات الإرهابية، لا يوجد وفى عام 2021، عدد العمليات الإرهابية، لا يوجد ومن من خلال البيان السابق يتضح أن مواجهة الإرهاب بعد المعدل الذى وصلت إليه الأجهزة الأمنية (صفر %)، لا تحتاج إلى إجراءات استثنائية، وهو «قانون الطوارئ »، وأن المواجهة الأمنية مع الإرهاب يكفيها القوانين الوضعية فى أمر البحث وضبط الإرهابى. وأشار إلى أن إلغاء مد قانون الطوارئ لا يعنى أن الإرهاب توقف، وأن الجماعات والتنظيمات المتطرفة تم القضاء عليها، وقد نشهد فى أى وقت عملية إرهابية وهذا أمر وارد، لكن مواجهتها لن تحتاج إلى إجراء استثنائى، شأننا فى ذلك شأن العالم كله فى التعامل مع الإرهاب، فرنسا وأمريكا وكل دول أوروبا فيها عمليات إرهابية، لكن لا يوجد بها قانون طوارئ لمواجهته. وأوضح: فى النهاية وعلى المستوى المحلى فإن قرار الرئيس بإلغاء المد بقانون الطوارئ له مردود على مناخ الاستثمار والسياحة، وهى رسالة ثقة وتقدير لرجال الشرطة والقوات المسلحة عن دورهم فى مواجهة الإرهاب، وهى رسالة أيضًا لكل شهداء مصر، شكرًا قدمتم حياتكم من أجل أن يعيش المصريون نعمة الأمن والاستقرار.