تعد رحلة الإسراء والمعراج من الأحداث المهمة التى ظلت وستظل إلى يوم الدين مرتبطة بالإيمان، حيث لا يؤمن بها إلا من كانت عقيدته صحيحة، الأمر الذى يتطلب معه توضيح أهمية الإسراء والمعراج، وكيفية الاستفادة منها فى زماننا المعاصر، وتوضيح أسباب عدم استشعار البعض أهمية تلك الحادثة، إلى غير ذلك من الأمور التى توجهنا بها إلى د. مجدى عاشور المستشار العلمى لمفتى الجمهورية لتوضيحها حول حادثة الإسراء والمعراج فى سياق الحوار التالى : ■ بداية كيف نستفيد من حادثة الإسراء والمعراج؟ - حادثة الإسراء والمعراج ليست مجرد حادثة زمنية لا يستفاد بها ولكن لابد وان نسقط امور الوحى والنورانية على حياتنا حتى ننيرها وننهى الظلمة فى بعض الأمور بحياتنا، فحادثة الإسراء والمعراج تأتى لتقول لنا كيف نبدد تلك الظلمات، فمن جمال سيدنا النبى حياته صلى الله عليه وسلم 63 عاما كلها تصلح لنستمد منها العون فى حياتنا، وكل لحظة فى رحلة الإسراء والمعراج تعلمنا دروسا كثيرة أهمها الثبات على الحق والتمسك بالله. سيدنا النبى قبل الإسراء والمعراج اضطهد وظلم وخرج من مكة إلى الطائف، وعانى بشدة، فما كان منه إلا دعاء يعد هدية لنا، فبعد ان دميت قدماه الشريفة عندما ضرب بالحجارة فى الطائف رفع يده بالدعاء قائلا: »اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهوانى على الناس، أرحم الراحمين، أنت أرحم الراحمين، إلى من تكلني، إلى عدو يتجهمني، أو إلى قريب ملكته أمري، إن لم تكن غضبان على فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذى أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تنزل بى غضبك، أو تحل على سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك». ■ وما الرسائل التى يقدمها لنا دعاء النبى فى ليلة الاسراء والمعراج؟ - دعاء النبى الوارد فى ليلة الاسراء والمعراج يقدم لنا نموذجا بأن اللجوء يكون إلى الله، وأن طلب العون يأتى من المولى عز وجل، وأنه لابد من الالتزام بالإلحاح بالدعاء، حيث قال نبينا الكريم فى دعائه «لك العتبى حتى ترضى»، فعلى العبد الرجوع مرة بعد أخرى الى الله تعالى، كما أن دعاء النبى ينبهنا إلى أن الدعاء على الظالم جائز على أن يكون بالتفويض إلى الله. ■ وما الحكم من كون الإسراء والمعراج خاص بالرسول؟ - اختصاص الرسول برحلة الإسراء لمعرفة مقداره عند الأنبياء والمرسلين، وأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو إمام للرسل وهذه رسالة أن الإنسان لا يقيس مقامه إلا بقدره عند الصالحين وليس عند من حوله من المعاندين. ■ ولماذا لا يستشعر البعض بأهمية الإسراء والمعراج ؟ - استشعار تلك الذكرى يتطلب أن كل مسلم عليه أن يكون له إسراء ومعراج بمعنى أن سيدنا النبى أسرى به ليصلى فى المسجد الأقصى، فعلى المسلم أن يلزم مع نفسه العبادة بالليل لأنه إسراء بالعبادة، وأن يلزم الذكر فى كل مكان ينتقل إليه.. ولابد من التزام الدعاء الذى علمنا اياه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وكل إنسان يجب أن يكون له إسراء، فإذا كان القرآن له أنوار تشع معانى جديدة إلى يوم القيامة، فإن الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج لها سر ولكن لابد على كل مسلم أن تتفتح بصيرته، ويعلم أنه ما انتقل من طاعة إلى طاعة يكون له معراج، فالإنسان إذا انتقل بطاعته من محل لآخر كان ذلك له معراجا لأنه قرب من الله تعالى بالطاعة، وما فعل أحد شيء مما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا كان له معراج». ■ ما الذى ينبغى على المسلم فى ليلة الإسراء والمعراج؟ - والإنسان عليه فى ليلة الإسراء والمعراج أن يزيد العبادة من مكان لمكان وسيجد له عروج لله وسيجد سعادة فى القلب، كما أن من علامات قبول العمل هو أن ينقل الإنسان من طاعة إلى طاعة.