لم تكتف يد التطوير التى مدتها الدولة الى المدن الجديدة فقط، بل سيشمل التطوير القاهرة القديمة بما فيها القاهرة الفاطمية لتتحول الى متحف كبير مفتوح وتعيد لتلك المنطقة قيمتها التاريخية الكبيرة.. حيث تمتلىء القاهرة القديمة بالمناطق الاثرية التى طمثت معالمها الإهمال لسنوات وأصبحت مراكز للقمامة والتلوث. أتت بداية عودة مدينة القاهرة لجمالها حين وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى بتطوير وإعادة إحياء المناطق التراثية، وكانت البداية بتجديد ميادين القاهرة الرئيسية وميدان التحرير والذى أصبح تحفة معمارية، كذلك تطوير بحيرة «عين الصيرة» وهى بحيرة للمياه الكبريتية التى كان يأتى إليها زوار من مختلف البلدان للاستشفاء، ولكن التلوث والإهمال على مر السنوات السابقة جعل منها منبعاً للتلوث. وقد قامت روزاليوسف بجولة داخل موقع بحيرة «عين الصيرة» للوقوف على حجم التطوير الحادث هناك، وقد اصطحبنا المهندس محمد الدسوقى المهندس المسئول والمشرف على المشروع من قبل وزارة الإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية والذى أكد فى البداية أن هناك بروتوكولا بين هيئة المجتمعات العمرانية ومحافظة القاهرة لتطوير بعض المناطق العشوائية بالقاهرة القديمة مثل منطقة «عين الصيرة» و«سور مجرى العيون» و«مثلث ماسبيرو».. وبحيرة «عين الصيرة»: ويضيف الدسوقى ان البحيرة والمنطقة حولها كانت مرتعا للمجرمين ومرتعا لغسيل وتنظيف الخيول والبغال وعربات الكارو والمنازل العشوائية والقبور ومصرفا صحيا لسكان المنطقة حتى تحولت مياهها الكبريتية إلى مياه ملوثة يملؤها الصرف الصحى وتحولت الى مركز للقمامة، مضيفاً ان منطقة القاهرة القديمة المتمثلة فى مدينة الفسطاط تحولت الى منطقة عشوائية مؤخراً، لذلك قامت القيادة السياسية بالتوجيه بتطوير تلك المنطقة على عدة مراحل بدأناها ببحيرة «عين الصيرة» و«متحف الحضارة» وتطوير منطقة «سور مجرى العيون» حيث ان تلك المنطقة بها العديد من الاثار الإسلامية التى من الضرورى الحفاظ عليها وإعادة أحيائها. محتويات منطقة «عين الصيرة» وعن محتويات المشروع يقول دسوقى ان المشروع يمتد إلى مساحة 63 فدانا تحتل البحيرة الكبريتية منها 23 فدانا، ومسطحات خضراء بمساحة 13 فدانا، مارينا لليخوت منطقة المطاعم ويحتوى على كبارى عملاقة ومناطق ترفيهية ومطاعم وحدائق ومنطقة بنوك، وأماكن تجارية وإدارية ومسارح، ودور سينما، وسوق للكتاب ومرسى للقوارب بالبحيرة ومسرح مكشوف ونافورة وبارك انتظار سيارات. تطهير البحيرة ويقول دسوقى ان بداية المشروع كانت بالقيام بعملية تطهير وتكرير للبحيرة وقد تم إزالة ما يقرب من 230 الف متر مكعب مخلفات، ثم تم عمل تحديد وتوسيع للبحيرة، وتدبيش «تحديد» لجميع نواحى البحيرة، وتم إسناد تلك المرحلة لشركة متخصصة فى تطهير البحيرات والترع . اما المرحلة الثانية وهى مرحلة «اللاند سكيب» وهى عبارة عن ممشى سياحى حول البحيرة بطول 2500 متر. تكلفة المشروع والتكلفة الاجمالية للمشروع حتى الان 283 مليون جنيه وتم البدء فيها من شهر مارس الماضى ورغم الظروف التى تمر بها البلاد الا اننا قمنا بطبيق كافة الإجراءات الاحترازية. فمشروع بحيرة عين الصيرة مقسم لعدة أقسام أولا ساحة الشاى وهى تصلح لتناول المشروبات الساخنة والاطعمة الخفيفة صباحاً، والجزيرة التى ستكون ممتلئة بالنباتات وستحتوى على نباتات نادرة وستمثل غابة صغيرة وسط المياه وهى « جزيرة استوائية « وسيكون بها كافيتريات أيضاً كما ستضم البحيرة مرسى للمراكب لمن يريد التجول داخل البحيرة كما أنها مزودة بعدة نافورات لإعطائها شكلا جمالياً. واشار الى أنه سيكون هناك مسرح تقدم عليه العروض لزوار البحيرة بالإضافة إلى عمل ممرات للمشى والتريض لاستخدام البحيرة ليلًا ونهارًا وتخصيص شاشات عرض مطلة عليها أيضا كما تشمل أعمال تطوير البحيرة إنشاء أحواض سمك ومحطة معالجة مياه و4 محطات كهرباء وإنشاء وتوزيع 4500 وحدة إنارة بمحيط البحيرة وإنشاء 20 منفذا للوجبات السريعة والمشروبات وإنشاء 4 مطاعم ومجموعة من الكافيهات وتسمى «منطقة المطاعم» ومرسى للقوارب بالبحيرة وتحتوى البحيرة على مجموعة من النافورات المضيفة بالموسيقى ومسرح مكشوف وبارك انتظار سيارات. كذلك تم تطوير شبكة الصرف الصحى لتلك المنطقة لانها كانت متهالكة .. بالإضافة الى عمل محطة معالجة لمياه البحيرة بتكلفة 8 ملايين جنيه. وقال دسوقى انه كان لابد من تطوير المنطقة لتليق «بمتحف الحضارة»الذى يمثل حضارة مصر .. كما ان المنطقة بعد التجديد ستكون متنفسا للمواطنين فى تلك المنطقة وستكون منطقة سياحية جديدة ضخمة فى قلب القاهرة حيث ان الموقع كذلك يطل على القلعة. وقد تم الانتهاء من 80 % من الاعمال الإنشائية فى الموقع، ومن المتوقع الانتهاء من المشروع نهاية العام الجارى . مشروع تطوير «سور مجرى العيون» وقال المهندس عبدالحميد محمد نائب رئيس الجهاز والمسئول عن مشروع تطوير «سور مجرى العيون» ان المنطقة كانت منطقة المدابغ القديمة، وكانت تسبب تلوثا فى مدينة القاهرة لذلك تم نقلها الى مدينة «الروبيكى» للجلود، ومساحة المشروع 95 فدانا وسيتم إنشاء 70 عمارة تراثية بها، ومول تجارى على مساحة 51 الف متر . تكلفة تطوير «سور مجرى العيون» والتكلفة المبدئية للمشروع مليار ونصف لجزء العمارات السكنية فقط، اما المول فستكون تكلفته حوالى نصف مليار .. وسيكون (إدارى _ تجارى _ ترفيهى). وبالنسبة للعمارات السكنية فلها 3 نماذج وجميعها تتماشي مع طبيعة المنطقة التراثية، فالجزء المقابل للسور نفسه يتكون من دور أرضى وأربعة أدوار، ثم عمارات دور أرضى وخمسة أدوار، ثم دور أرضى و6 أدوار وهى فى خلف المشروع حتى تكون الرؤية واضحة لجميع السكان فى المنطقة. وقد تم البدء بالفعل فى تطوير «سور مجرى العيون» منذ شهرين، وقد تم إنشاء الهيكل الخرسانى لعدد من العمارات ومن المقرر الانتهاء العام المقبل، حيث ان الجدول الزمنى للمشروع 18 شهرا .. وقد تم الانتهاء من 25% من المشروع حتى الان . مساكن بديلة لائقة وعن ساكنى المنطقة قبل تطويرها فقد تم نقلهم الى مدن لائقة بديلاً عن العشوائيات والمناطق الخطرة التى كانوا يقطنونها، فقد قامت الدولة بتسكينهم فى «الأسمرات» و«عمارات الخيالة»، وهم كانوا مرحبين فى نقلهم ولم نواجه أى اعتراضات بل على العكس فقد حققت الدولة لهم حقهم المشروع فى مسكن آمن . محور جديد لربط القاهرة الفاطمية وكذلك شملت اعمال التطوير فى تلك المنطقة انشاء كوبرى تقاطع مجرى العيون والسيدة عائشة، وكوبرى عين الصيرة ومتحف الحضارة، وكوبرى تقاطع الإمام الشافعى مع الأتوستراد، وكوبرى تقاطع مصر القديمة وكوبرى العاشر، وكوبرى تقاطع محور الخيالة مع الطريق الدائرى ليتغير وجه المنطقة من القبح إلى الجمال . مضيفا أن منطقة «سور مجرى العيون» تعتبر منطقة أثرية ولا يليق بها ولا بالقاهرة الفاطمية القديمة ان تكون بذلك الإهمال والعشوائية، والمشروع برمته هو إحياء للقاهرة التراثية وآثارها الإسلامية وهى ما تسعى إليه القيادة السياسية بالتوازى مع التطوير فى المدن الجديدة والساحل الشمالى . وهناك مخطط هندسى لربط سور مجرى العيون ببحيرة عين الصيرة بالقاهرة الفاطمية بشارع المعز وسيكون مسارا واحدا وله تصور واحد ولكنه يتم على مراحل .