الأعمال للفنانة: إكسانا عبدلييفا يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين. إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة بإرسال مشاركتك من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى: [email protected]
لص
قصة قصيرة
كتبها - على السباعى/العراق دخلَ متلصِصا تحملُه رءوسُ أصابعِ قدميه داخلَ المنزل، جال فيه متفحِصا الأشياءَ الغارقةَ فى الظلامِ والصمت، وكأنه طائرٌ خُلِقَ ليعيش فى ظلام الكهوف، دفعَ احدَ الأبوابِ ثم ولجَ داخلَ الغرفةِ التى ينام فيها زوجان فوق سريرٍ حديدى عالٍ عن الأرض، طفلٌ رضيعٌ ينامُ فى مهده هادئا، حملَ الطفلَ إلى خارج الغرفةِ مخافةَ أن يصحو، سادَ الغرفةَ صمتٌ حجريٌ، راحَ يلملمُ ما يصادفهُ من أغراضٍ فى كيسٍ قماشى، بين انهماكه فى لملمةِ ثمينِ الأشياء، أطلقَ الطفلُ صوتهُ باكياً، بخفةٍ وكيسهُ بيده انبطحَ تحتَ السرير الحديدى، استيقظت الأمُ على بكاءِ وليدها، لكزت زَوجها مرعوبة: (استيقظْ يارجل، ابنُك يبكى خارج الغرفة!). سألها بصوتٍ مرتبكٍ: (ماذا يا امرأة ؟). أجابتهُ خائفةَ وهى تصرخ: (ابنى يبكى فى باحةِ الدارِ!!!). لم يعطهم الطفلُ مجالاً للتفكيرِ، بكاؤه يصم الآذان، هَرَعا إلى الخارجِ لِتَحْمِله أمهُ بين يديها خائفةً تسألُ زوجَها: (مَن حمله ؟). لم يمنحها الوقتَ لإكمالِ سؤالِها، ارتفعت القعقعةُ تصدرُ عن السقفِ، البيتُ يهتزُ من اساسة كأن زِلزالا ضَرَبَه، تَهَشمَتْ جذوعُ الأشجار التى تحمل السقفَ، تصدعت الجدرانُ ليتساقط الترابُ بكثافةٍ، تخطفت الخفافيشُ مذعورة فى كلِ اتجاه قبل أن يهبط السقف ساقطا وسط ذهول الزوجين، جهد أبناء المحلة كثيراً لإخراج جثة اللص.