شهر واحد فقط، يفصل حركة النهضة الإخوانية فى تونس عن عقد مؤتمرها الحادى عشر، لانتخاب رئيس جديد للحركة، إلا أن هذا المؤتمر أصبحت بوادر عدم انعقاده هذه السنة واضحة وشبه مؤكدة، حيث انقسمت قيادات النهضة بين من يُريد أن يُحافظ على ألوهية راشد الغنوشى على رأس الحركة وجعله زعيما لا بديل له وبين الذين يطالبون بمبدأ الديمقراطية والتداول السلمى على السلطة منددين بتواصل ترؤس الغنوشى للحركة فى دورة ثالثة مخترقا بذلك النظام الداخلى للحزب. وأكد محللون سياسيون خلال تصريحات إعلامية، إن الحركة الإرهابية وصلت إلى مفترق طرق سواء بانتخاب الغنوشى أو عدمه..وقال ماجد البرهومي، الكاتب السياسى التونسى ورئيس المركز المغاربى للبحوث والدراسات والتوثيق، إن الخلافات داخل حركة النهضة ليست جديدة فقد برزت منذ المؤتمر السابق الذى نصب الغنوشى رئيسًا للحركة بطريقة لم تنل رضا المحتجين عليه اليوم والراغبين فى التغيير، ورغم ذلك يصر أنصار الغنوشى على تعديل اللائحة الداخلية ليبقى المرشد الإخوانى التونسى رئيسًا لتنظيمه مدى الحياة . وأوضح «البرهومي» أن ما يروجه أنصاره بأن الهدف من بقاء الغنوشى رئيسًا للحركة هو من أجل ترشيحه لرئاسة البلاد فى الانتخابات القادمة. ولفت «البرهومى» إلى أنه فى حال رحل الغنوشى ستصبح حركة تنظيما عاديًا، دون مال خارجى يضمن هيمنتها على صناديق الاقتراع فى الانتخابات التشريعية كما حدث فى السنوات الماضية، ولو بقى الغنوشى رئيسًا للحركة ستنقسم أكثر، وفى حال ترشيحه لرئاسة البلاد ستكون هزيمته النكراء و محرقته التى ستنهيه سياسيًا خاصة وأنه الشخصية الأكثر كرها من التونسيين. فيما قال نزار الجليدى، الكاتب والمحلل سياسى التونسى، أن المشاهد للمشهد قد يعتبر بأنه خلاف سياسى وحسب ولكن فى الأصل هو خلاف جوهرى وقبلى وعرقى، ويريد سحب البساط من الغنوشى المحسوب على الجنوب الشرقى للفائدة للجنووب الغربى، مشيرًا إلى أن هناك حرب ملفات بين نهضويين ونهضويي الخارج، والغنوشى محسوب على الخارج ومدعوم بشيوخ الفتنة من جنسيات مختلفة وجماعة المائة كلهم قيادة من الداخل ويعتبرون أنفسهم برولوتاريا الحركة ولم يتمكنوا من الفتات وفرصتهم الآن فى التمكن، مؤكدًا أن شيخ الإرهاب سيفعل كل شىء لتأجيل المؤتمر الخاص بالحركة.