حوار - الحسين عبدالفتاح أكد الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية، أن يوم 21 أكتوبر 1967 هو يوم استعادة الثقة للقوات البحرية، حيث وجهت ضربة قاصمة للعدو الإسرائيلى المتغطرس، علاوة على تغيير الفكر الاستراتيجى العسكرى بتدمير وحدات بحرية كبيرة الحجم بواسطة وحدات بحرية صغيرة، مضيفًا فى حواره ل«روزاليوسف»، أن رجال القوات البحرية يعاهدون الله ثم شعب مصر العظيم بأن يظلوا أوفياء مخلصين مدافعين عن سواحل الوطن ومياهه الطاهرة رافعين علم مصر خفّاقا عاليا بكل فخر وكرامة.. وإلى نص الحوار..
القوات البحرية صاحبة سجل وافر من التضحيات والبطولات فى سبيل مصر وشعبها.. فما أسباب اختيار يوم 21 أكتوبر عيدًا للقوات البحرية؟ يوم 21 أكتوبر 1967 هو يوم العزة والكرامة، واستعادة الثقة لقواتنا البحرية خاصة، ولقواتنا المسلحة ولشعبنا العظيم عامة، إذ انتفضت فيه جميع أجهزة القوات البحرية وتراصت أركانها كالبنيان المرصوص حين تم رصد اقتراب أكبر الوحدات الإسرائيلية فى ذلك الوقت (المدمرة إيلات) تبحر داخل المياة الإقليمية المصرية فى جولة لاستعراض القوة صلفاً وغروراً، وعلى الفور اقتنصت القيادة السياسية والقيادة العسكرية واغتنمت الفرصة وصدرت الأوامر التى لطالما انتظرها جنودنا البواسل بتنفيذ الهجوم على المدمرة الإسرائيلية «إيلات». ففى هذا اليوم المجيد، يوم 21 أكتوبر 1967 تم تنفيذ هجمة بحرية مصرية مفاجئة ومباغتة ب (2) لنش صواريخ على المدمرة، وكانت الضربة قاصمة والمفاجأة كبيرة والتى دوت أصداؤها ليس فقط على صعيد الصراع العربى الإسرائيلى، وإنما فى جميع أنحاء العالم وجاء الخبر مشئوماً على قوات العدو، برداً وسلاماً وعزاً وفخراً على قلوب جميع المصريين (تم إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات)، وسبقت القوات البحرية المصرية بحريات العالم فى خوض أول معركة صاروخية بحرية فى العالم فى ذلك الوقت، لتعلن القوات البحرية المصرية عن درجات استعداد عالية لتنفيذ المهام القتالية تحت مختلف الظروف وفى جميع الأوقات، وتنفيذ تكتيكات قتالية أدت إلى تغيير فى الفكر الاستراتيجى العالمى بتدمير وحدات بحرية كبيرة الحجم بواسطة وحدات بحرية صغيرة الحجم، وإيذاناً ببدء عصر جديد ترفع فيه هامات جميع المصريين جنداً وشعباً وتنكس فيه رؤوس العدو وينقلبوا خاسئين، وحُفر تاريخ هذا الحدث بحروف من نور فى قلوب ووجدان كل مصرى واتخذته القوات البحرية المصرية عيداً سنوياً لها. ■ حرصت مصر على تطوير قدراتها العسكرية فى كل الأفرع والتخصصات..فهل تم التعاقد على أنظمة جديدة فى ظل سياسة تنويع مصادر السلاح؟ وما مدى ارتباط هذه السياسة بتأمين الأهداف الحيوية بالبحرين المتوسط والأحمر؟ فى ظل التحديات الخاصة بالأمن البحرى فى منطقة الشرق الأوسط وتعدد الصراعات الناتجة عن التغيرات الدولية والأقليمية بالمنطقة وتأثيرها على الأمن القومى المصرى والعربى كان قرار القيادة السياسية للدولة بتطوير القوات المسلحة المصرية، بما يتناسب مع تقديرات دقيقة تتجه نحو المهام المستقبلية للقوات البحرية ضمن رؤية استراتيجية شاملة للحفاظ على الأمن القومى المصرى ودعم مطالبه, حيث سعت لتطوير إمكانيات القوات البحرية، وذلك بالتعاقد على أحدث الوحدات البحرية ذات النظم القتالية والفنية المتطورة من ضمنها امتلاك لحاملات المروحيات طراز (ميسترال) والفرقاطات الحديثة طراز (فريم - جوويند - ميكو 200 ) والغواصات طراز ( 209 / 1400)، ما كان له الأثر على إحداث نقلة نوعية للقوات البحرية المصرية وجعلها قادرة على استمرار تواجد وحداتها البحرية بالمياه العميقة والحفاظ على مقدرات الدولة بالمناطق الاقتصادية الخالصة، كما أسهم ذلك فى تأكيد الثقل الإقليمى لمصر وجعل قواتنا البحرية نقطة اتزان لاستقرار مسرحى البحر المتوسط والأحمر ومسار لايمكن تجاوزه عند وضع الترتيبات الأمنية بالمنطقة. ■ فى ظل قيام القوات البحرية بالتصنيع المشترك لعدد من القطع البحرية مثل الفرقاطة (الأقصر) من طراز (جوويند) والتى تم بناؤها فى شركة ترسانة الإسكندرية ولنشات المرور الساحلى والريبات المقاتلة التى تم بناؤها فى ترسانة القوات البحرية - كيف ترى مستقبل هذه الصناعات؟ وكيف يمكن أن تضيف هذه القطع للقوات البحرية؟ إن التصنيع المشترك الذى تقوم به القوات البحرية أسهم بشكل مباشر فى رفع القدرات القتالية للقوات البحرية والقدرة على العمل فى المياه العميقة، والاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية، ما يسهم فى دعم الأمن القومى المصرى والحفاظ على المقدرات الاقتصادية المهمة بالبحر، فى ظل التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية حاليًا، ويعتبر التصنيع المشترك أول خطوة على طريق النجاح, حيث أحدث نقلة تكنولوجية كبيرة فى تطوير التصنيع بما تتطلبه من أجهزة ومعدات وتأهيل عنصر بشرى يجعله قادرًا على تصنيع وحدات جديدة تسهم فى رفع القدرات القتالية للقوات البحرية، وتتمكن الأيدى العاملة المصرية من اكتساب الخبرات والحصول على المعرفة والخبرة من الشريك الأجنبى حتى تصل بإذن الله إلى مرحلة التصنيع بأيد مصرية بنسبة 100 %. ■ على مدار الفترة الماضية تم تسليح القوات البحرية وتزويدها بصفقات على درجة كبيرة من الأهمية - فهل لذلك ارتباط مع تطوير البنية التحتية والإنشائية للقوات البحرية حالياً؟ وما هو الغرض من إنشاء قواعد جديدة؟ اتساقاً مع قيام القوات البحرية بزيادة قدراتها فى مجال انضمام وحدات بحرية حديثة عن طريق تدبير وحدات جديدة, تصنيع مشترك, فإن زيادة القدرات فى الصيانة والإصلاح يتم على التوازى بإنشاء قواعد جديدة لاستقبال أكبرعدد من القطع البحرية، وكذا توفير قواعد لوجيستية ومناطق ارتكاز لوحدات قواتنا البحرية لتوفر الانتشار المناسب والمتوازن بمسرحى العمليات البحرى (المتوسط_الأحمر) بما يمكنها من دفع الوحدات البحرية فى اتجاه التهديد فى أقل وقت ممكن، وقد تم تطوير وإنشاء قواعد بحرية جديدة بتصميم يفى بمطالب جميع الوحدات البحرية الحديثة تزامناً مع إعادة تنظيم القوات البحرية فى أسطولين وعدد من الألوية البحرية التابعة لها وانضمام الوحدات البحرية الحديثة (حاملات الطائرات المروحية - فرقاطات - لنشات - صواريخ - غواصات)، حيث تم إنشاء قاعدة برأس بناس البحرية وقاعدة 3 يوليو البحرية، بالإضافة إلى قاعدة شرق بورسعيد البحرية. ■ يقاس تقدم الشعوب بمدى امتلاكها منظومة متكاملة من الطاقات البشرية والتقنية القادرة على الابتكار والتطوير والبحث وبناء قاعدة متطورة للتصنيع والتأمين الفنى والصيانة والإصلاح -كيف يٌترجم هذا داخل القوات البحرية؟ تحرص بحريات الدول العظمى على تعزيز أواصر العلاقات الثنائية العسكرية بمصر، وذلك لما تشهده القوات البحرية المصرية من تطوير متسارع ومتنام بفضل الدعم المستمر من القيادة السياسية والعسكرية للدولة، حيث تسعى بحريات العالم لتنفيذ تدريبات مشتركة أو عابرة مع القوات البحرية المصرية، تأكيداً على ما توصلت له قواتنا من تقدم من خلال منظومة متكاملة تتكون من العنصر البشرى القادر على الابتكار والتطوير, ويأتى ذلك من خلال التركيز على أهم مكونات القوة البحرية وهى: أولًا العنصر البشرى، والذى يتم تأهيله بالمنشآت التعليمية للقوات البحرية بدءًا من الجندى المقاتل وانتهاءً بقادة الوحدات والتشكيلات على أحدث ما وصل إليه العلم العسكرى البحرى، وباستخدام مناهج مطورة ومحاكيات تدريب ووسائل تعليمية على مستوى عالمى، بالإضافة إلى اكتساب الخبرات من بحريات الدول المتقدمة عبر الدورات المنعقدة بالخارج أو المشاركة فى التدريبات المشتركة، وثانيًا منظومة تأمين فنى على أعلى مستوى حيث تمتلك القوات البحرية ثلاث قلاع صناعية تتمثل فى كل من (ترسانة القوات البحرية - الشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن - شركة ترسانة الإسكندرية)، وهى تعمل ضمن منظومة متكاملة لها القدرة على التأمين الفنى وصيانة وإصلاح الوحدات البحرية المصرية، كما أصبحت قادرة على التصنيع بعد تطويرها وفقاً لأحدث المواصفات القياسية العالمية بدعم من القيادة العامة للقوات المسلحة، وقد بدأت بالفعل فى تصنيع عدد من لنشات تأمين الموانئ ولنشات الإرشاد والقاطرات، بالإضافة إلى التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة فى مجال التصنيع المشترك عبر مشاركتهم بنقل التكنولوجيا إلينا, حيث يجرى العمل فى مشروع الفرقاطات طراز (جوويند) بالتعاون مع الجانب الفرنسي، وتتم الصناعة فى هذه القلاع بسواعد وعقول مصرية مدربة ومؤهلة. ■ فى ظل التقدم المستمر فى تكنولوجيا التسليح العالمية والمنظومات الحديثة التى زٌودت بها القوات البحرية - كيف يتم إعداد وتأهيل مقاتلى القوات البحرية وكذا طلبة الكلية البحرية للتعامل مع هذه المنظومات؟ سعت القيادة العامة للقوات المسلحة للارتقاء بالفرد المقاتل باعتباره الركيزة الأساسية فى منظومة الاستعداد القتالى للقوات المسلحة، ومن هذا المنطلق أنشأت القوات المسلحة معهد ضباط الصف المعلمين وهو معنى بتأهيل الفرد المقاتل (فنيًا - تخصصيًا - لغويًا - تدريبيًا ) ليكون قادراً على استيعاب التطور العالمى فى مجال التسليح والتعامل مع المنظومات الحديثة، وتسعى القوات البحرية للاستمرار فى تأهيل وإعداد الكوادرالمختلفة من ضباط الصف فى جميع التخصصات والمستويات لأداء مهامهم بكفاءة عالية، كونهم العمود الفقرى للقوات البحرية، حيث يتم توزيع ضباط الصف المتطوعين فى مراحل التأهيل والتعليم الأساسى على المدارس البحرية والمنشآت التعليمية المطورة وطبقًا لقدراتهم الشخصية ويتم التركيز خلالها على التدريب النظرى والعملى من خلال المدارس المتخصصة فى العلوم البحرية، لتأهيلهم فى المناهج التخصصية المتطورة والتى تشمل تخصصات التشغيل والإصلاح لتلبية احتياجات ومطالب القوات البحرية بطريقة علمية منهجية لمواكبة التطور فى منظومة التسليح البحرى العالمي، من خلال وسائل التعليم الحديثة على يد ضباط متخصصين فى هذا المجال. وبالنسبة للضباط يتم تأهيلهم بدءًا من التقدم للكليات العسكرية، حيث يتم انتقاء أفضل العناصر والتى تخضع للعديد من الاختبارات الحديثة والمتطورة بما فيها من اختبارات سمات وقدرات، بالإضافة إلى الاختبارات النفسية المتطورة التى تؤكد مدى استعداد وكفاءة الطالب لمواكبة الحياة العسكرية ويتم تأهيل الضباط فى المراحل المختلفة منذ دخوله الخدمة, حيث يخضع إلى أحدث نظم التعليم المتطورة والمواكبة للتكنولوجيا الحديثة أثناء الدراسة، بالإضافة إلى اشتراكه فى مأموريات سفريات الطلبة التى تجعله ملم بأحدث النظم فى بحريات العالم وتدريبه العملى لفترات طويلة أثناء الإبحار على أحدث الوحدات البحرية المصرية. وينتقل بعد ذلك الضابط إلى مرحلة التدريب طوال فترة الخدمة والتى تستمر منذ تخرجه، حيث يستمر تأهيله من وقت إلى آخر فى معهد الدراسات العليا البحرى، بالإضافة لإيفاده إلى العديد من البعثات والمأموريات للتدريب التخصصى مع كبرى دول العالم لمواكبة التكنولوجيا المتطورة، ويعتمد جزء كبير من تدريب الضباط والأفراد على الاشتراك فى التدريبات المشتركة والتدريبات العابرة مع الدول المختلفة للوصول لأرقى مستوى تدريبى للقوات البحرية والحفاظ على كفاءتها القتالية العالية وحماية الدولة وأمنها. ■ قامت القوات البحرية ضمن منظومة القوات المسلحة على مدار الفترة الماضية بالعديد من المهام لحماية ركائز الأمن القومى المصرى والعربى ويظهر ذلك من خلال عملية (إعادة الأمل) - حدثنا عن الدور الذى تشارك به القوات البحرية فى تلك العملية؟ تشارك القوات البحرية فى العملية (إعادة الأمل) من منطلق تحقيق مفهوم الأمن البحرى حيث يتضمن الأمن البحرى عناصر مختلفة بدءًا من حرية الملاحة البحرية إلى القدرة على التصدى للتهديدات التى تشكلها القرصنة والإرهاب والاتجار بالمخدارت والتهريب بالبحر، خاصة تهريب الأسلحة, حيث استوجب ذلك تغيير المفهوم التقليدى للأمن المبنى على قدرة الدولة على حماية أرضها وحدودها البحرية فى مواجهة أى تعد، لذلك أصبح هذا المفهوم غير كاف لحماية مقدرات الدولة واستوجب ضرورة التواجد بمناطق السيطرة البحرية والتى تعتبر حاكمة على الممرات الملاحية وخطوط الملاحة وتحقيق الحماية للمجرى الملاحى (قناة السويس) كونه شريانًا ملاحيًا عالميًا، لذلك وجب على القوات البحرية المحافظة على استمرار تدفق الملاحة الأمنة فى هذا الشريان الحيوى، بدءًا من مضيق باب المندب ومروراً بالبحر الأحمر، كما تقوم القوات البحرية بدعم الأمن القومى العربى عند باب المندب بالمشاركة فى العملية (إعادة الأمل) لمساندة الدول العربية الشقيقة فى تأمين مصالحها القومية وحماية أمنها القومى فى ظل المتغيرات الدولية والإقليمية بالمنطقة، وتقوم القوات البحرية المصرية بتنفيذ مهام إنفاذ القانون بالبحر بمنطقة «باب المندب»، كذلك تقديم الحماية للسفن التجارية أثناء عبورها مناطق التهديد, حيث قامت القوات البحرية المصرية بتأمين وحراسة الكثير من ناقلات البترول والسفن التجارية واعتراض السفن المشتبه بها لتلك بالمنطقة. ■ مع استمرار العملية الشاملة بسيناء والتى كان الهدف منها تطهير سيناء من العناصر التكفيرية الإرهابية - ما هو الدور الذى تقوم به قواتنا البحرية فى هذه العملية؟ القوات البحرية كفرع رئيسى بالقوات المسلحة المصرية وبالتعاون مع الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية تقوم بتأمين الأهداف الاستراتيجية والتعبوية والتكتيكية، على جميع الاتجاهات والمحاور المختلفة كما تقوم بأداء دور كبير فى العملية الشاملة بسيناء، هذا الدور يتلخص فى عزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية وعدم السماح بهروب العناصر الإرهابية، ومنع أى دعم يصل لهم من جهة البحر، والاستمرار فى تأمين خط الحدود الدولية مع الاتجاه الشمالى الشرقي وتكثيف ممارسة حق الزيارة والتفتيش داخل المياه الإقليمية المصرية والمنطقة المجاورة، ومعارضة أى عائمات أوسفينة مشتبه بها، مع قيام عناصر الصاعقة البحرية باستخدام العائمات الخفيفة المسلحة بمداهمة جميع الأوكار والمنشآت المشتبه فيها على الساحل وتفتيشها بطول خط الساحل الشمالى لسيناء، وبالطبع جميع هذه الأعمال تتم بتنسيق كامل مع كل الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية العاملة بهذه المنطقة، بما يحقق تنفيذ هدف القيادة العامة للقوات المسلحة من العملية الشاملة بسيناء للحفاظ على أمن وسلامة مصرنا الحبيبة. ■ عصف فيروس كورونا بالعالم أجمع، لكن تميزت مصر بطرق التعامل معه والتصدى إليه - فكيف واجهت القوات البحرية هذه الجائحة؟ أصبح فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) هو التهديد الأكبر الذى يواجه الدول على مستوى العالم المتقدمة منها والنامية, لذلك اتخذت القوات البحرية ضمن منظومة القوات المسلحة خطوات جادة منذ بداية ظهور الفيروس، للحد من انتشاره واتخاذ الإجراءات الاحترازية للوقاية من إنتشاره بجميع وحدات القوات البحرية، التى من شأنها الحفاظ على الاستعداد القتالى والكفاءة القتالية للأفراد والمعدات والتصدى له باتخاذ الإجراءات الاحترازية، للوقاية مع الحفاظ على التزامات القوات البحرية والقيام بمهامها لحماية وتأمين مقدرات الدولة الاقتصادية، وكذا الموانئ، والأهداف البحرية الحيوية والخطوط الملاحية التجارية ومصادر الثروة البحرية على مدار الأربع والعشرين ساعة. كما اتخذت القوات البحرية العديد من الإجراءات للحفاظ على الفرد المقاتل ومن أبرز هذه الإجراءات بث الوعى لدى (الضباط -الطلبة- الدرجات الأخرى) بمدى خطورة التهاون فى اتخاذ الإجراءات الاحترازية كما قامت بتجهيز المستشفيات بحيث تكون مجهزة فنياً وإدارياً، من حيث توافر الأجهزة الطبية والتعقيم وتخصيص قسم فى كل مستشفى به غرف استقبال وطوارئ للحالات القادمة للكشف أو الاشتباه، كما أكدت عدم الانسياق وراء أى شائعات أو حملات مغرضة يتم بثها عبر وسائل الإعلام المختلفة من خلال عناصر مناوئة للدولة المصرية والتمسك بما تم طرحه بوسائل الإعلام الرسمية، وتم تدبير أجهزة الكشف عن فيروس كورونا المستجد وتوزيعها على وحدات القوات البحرية والكلية البحرية ومعاهد ومراكز التدريب. ■ نفذت القوات البحرية العديد من التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والدول الأجنبية الصديقة فى المنطقة - ما هى أوجه الاستفادة من تلك التدريبات؟ التدريب هو جزء من عملية مخططة تخطيط دقيق يمر بمراحل مختلفة متدرجة يراعى فيها أبعاد كثيرة، وصولاً لتحقيق درجات الاحترافية القتالية والتى تمكن القوات من تنفيذ مهامها القتالية بكفاءة ونجاح، ويأتى من إحدى مراحلها التدريبية المشتركة ونظراً لارتقاء مستوى قواتنا البحرية المتمثل فى الوحدات المنضمة حديثاً وارتفاع مستوى الجندى المقاتل فى استخدام المعدة والخبرة العالية، حرصت بحريات الدول الشقيقة والصديقة والتى تمتلك بحريات متقدمة لتنفيذ تدريبات مشتركة وعابرة مع القوات البحرية المصرية، وتعد التدريبات البحرية المشتركة والعابرة من أرقى أنواع التدريب بالقوات البحرية, حيث يتم تبادل الخبرات فى أسلوب تأمين مسارح العمليات البحرية ضد العدائيات المختلفة وتنفيذ مثل هذه التدريبات يعطى الثقل لكلا الجانبين لتحقيق وتعزيز الأمن البحرى بالمنطقة.. كما تؤدى التدريبات المشتركة بين الدول إلى الحفاظ على العلاقات الثنائية فيما بينها سواء على المستوى العسكرى أو السياسى, حيث تتبادل الأطراف المشتركة فى التدريب الزيارات والمؤتمرات من أجل التخطيط الدقيق والمسبق لتنفيذ التدريب للوصول به لأرقى مستويات. كما يتيح التدريب المشترك والعابر لمصر إمكانية دراسة مسارح العمليات المختلفة التى يتواجد بها مناطق حاكمة ومناطق سيطرة قد تؤثر فى المستقبل على الأمن القومى المصرى، وتهدف التدريبات المشتركة إلى رفع المستوى والحفاظ على الكفاءة القتالية العالية للقوات المشتركة والاحتفاظ بالمواءمة العملياتية والعمل المشترك بين الدول المشتركة باختلاف مسارح العمليات والقتال. ■ ما الدور الذى تقوم به القوات البحرية فى حماية المجتمع من مخاطر الهجرة غير الشرعية والقبض على عدد من المهربين؟ تعتبر الهجرة غير الشرعية ظاهرة حديثة على المجتمع المصرى وقد زادت معدلاتها خلال الفترة الأخيرة، فقد قامت القوات البحرية بالتعاون الكامل مع كل الجهات المعنية بالدولة وقوات حرس الحدود والمخابرات الحربية بتوجيه ضربات حاسمة للقائمين على أعمال الهجرة غير الشرعية ونجحت المجهودات فى إلقاء القبض على العديد من البلنصات وإحباط محاولة تهريب العديد من الأفراد خلال محاولات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، واعتباراً من سبتمبر 2016 لم تنجح أى عملية هجرة غير شرعية من سواحلنا وهو إنجاز غير مسبوق فى القضاء على الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا أشادت به تقارير الاتحاد الأوروبى. وفى مجال مكافحة التهريب (مخدرات - سلاح - بضائع غير خالصة الجمارك)، ونتيجة لتكثيف أعمال المرور وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها، قامت الوحدات البحرية فى قاعدة برنيس البحرية بإحباط أكبر عملية تهريب للمخدرات فى مطلع عام 2019 بكمية 2 طن من الهروين 99 كجم من مادة الأيس، وهذه تعتبر إشارات على عزم القوات البحرية الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات هذا الشعب. ■ ما الكلمة التى يوجهها قائد القوات البحرية لأبنائه من رجال القوات البحرية والشعب المصرى بهذه المناسبة؟ أوصيهم بالاستمرار فى المحافظة على الكفاءة القتالية للأفراد والمعدات واليقظة التامة والإدراك العالى لمستجدات المرحلة التى تمر بها بلدنا الحبيبة مصر للحفاظ على مكتسبات الشعب المصرى والحفاظ على الاستعداد القتالى العالى لقواتكم البحرية لتكونوا جاهزين فى أى وقت لتنفيذ المهام الموكلة إليكم من القيادة العامة للقوات المسلحة بحرفية وقوة وإصرار جديرين بثقة الوطن فيكم ومستحقين للقب خير أجناد الأرض.. وأبعث لشعب مصر الأبى العظيم رسالة طمأنينة وثقة بأن أبناءكم وأبناءنا من ضباط وضباط صف وجنود وصناع القوات البحرية مستعدين لبذل الغالى والنفيس وعلى أهبّة الاستعداد للزود عن مقدرات مصرنا الحبيبة الغالية وعلى أعلى درجات الجاهزية..ونعاهدكم بأن نظل أوفياء مخلصين مدافعين عن سواحلنا ومياهنا الطاهرة رافعين علم مصر خفاقًا عاليًا بكل فخر وكرامة.
الفريق أحمد خالد: القوات البحرية من أذرع الدولة القوية للحفاظ على الأمن القومى وثروات الأجيال المقبلة
فى كلمته بمناسبة الاحتفال بالعيد الثالث والخمسين للقوات البحرية، قال الفريق أحمد خالد، قائد القوات البحرية:» تحتفل قواتنا البحرية اليوم بعيدها الثالث والخمسين، يوم يخلد مجدها وتاريخها يوم تفتخر وتعتز به قواتنا المسلحة، يوم يُحفر فيه تاريخها بحروف النور على صحائف الذهب، يوم نستحضر فيه عزة ماضينا، ونستشرق فيه ضياء مستقبلنا، يوم إغراق المدمرة إيلات، فمعركة إغراق المدمرة إيلات لم تكن حدثاً خاصا بالقوات البحرية فحسب، بل أتى كحدث فارق فى مرحلة دقيقة من حياة أمتنا الشامخة, حيث إن حالة الفخر والأمل التى تحققت يوم 21 أكتوبر عام 1967،أحيت فى قلوب الشعب المصرى العظيم الأمل نحو كسر قيود الاحتلال، وبدء تحرير الأرض ورد الاعتبار واعتبرت بشهادة الخبراء أحد أعظم الانتصارات وأول معركة صواريخ بحرية فى التاريخ البحرى الحديث، حيث غيرت المفاهيم الاستراتيجية والتكتيكات البحرية بشكل عميق. وتابع:» لقد امتزجت إرادة أبطال القوات البحرية، بصبر وعزيمة الشعب المصرى العظيم الذى رفض الهزيمة، ليجعل من هذا اليوم يوم المجد والعزة والكرامة، يوم الشرف ورد الاعتبار إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من بذل الجهد والعطاء، وما زلنا على هذا الدرب فى هذه المرحلة الدقيقة نعمل بكل جدية وعزم فى ظل قيادة سياسية لها رؤية مستقبلية، أكدت مراراً أنه لن يتم أبداً فرض أمر واقع ضد إرادة هذا الشعب العظيم. وأضاف: «إنه لمن دواعى الشرف أن يتزامن هذا الاحتفال مع أعياد مصر والقوات المسلحة بنصر أكتوبر المجيد الذى أعاد لمصر مجدها ورفعتها وأرضها، بتوفيق الله عز وجل وقوة وعزيمة الرجال.. واليوم ونحن نستحضر عظمة الماضى ونفخر بما يتحقق لنا فى الحاضر، نشعر ونرى القفزة الهائلة التى تتحقق الآن لأمتنا وإعادة بناء دعائم وركائز الدولة المصرية وتقوية أركانها، والتى امتدت رياحها للقوات المسلحة ومنها لقواتنا البحرية، لتشمل جميع المناحى تسليحاً وتدريباً وبنية تحتية محدثة، وعنصر بشرى محترف، مع توفير دعم كامل لا محدود من القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة، نحو امتلاك قدرات قتالية حقيقية تؤهلنا للعمل فى المياه العميقة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة المصرية، لمواجهة التحديات الحالية، وأن تكون القوات البحرية وبحق إحدى أذرع الدولة القوية القادرة على الحفاظ على الأمن القومى المصرى، وعلى ثروات الأجيال المقبلة، لسنوات وعقود طويلة. واستطرد: «لقد قامت القيادة السياسية، والقيادة العامة للقوات المسلحة بتطوير القوات البحرية لتفى بمطالب الدولة المصرية لحماية حدودها البحرية ومقدراتها الاقتصادية بالبحر، ولتكون القوات البحرية قادرة على مجابهة التهديدات التى تواجهها بمناطق عملها الحالية والمنتظرة، فى ظل تحديات فرض الأمن البحرى بمناطق عملها بالبحرين المتوسط والأحمر، والتى يغلب عليها الآن صراع محتدم على مصادر الثروة والطاقة والموارد الطبيعية ويشمل تطوير القوات البحرية تزويدها بأحدث ما وصلت إليه الترسانات العالمية، من وحدات بحرية حديثة ومتطورة ذات قدرات قتالية عالية من تكنولوجيا التسليح والقدرات القتالية جعلها قادرة على العمل فى المياه العميقة، كما بدأنا فى تنفيذ برامج تصنيع فى ترسانات القوات البحرية لوحدات بحرية متعددة الطرازات والأحجام والمهام بأيدى وسواعد وعقول مصرية تمثلت فى مشروعات ضخمة لبناء الفرقاطات طراز (جوويند) والفرقاطة الشبحية طراز (ميكو 200)، ولنشات المرور الساحلى وبناء الريبات القتالية المدرعة طراز (رافال 1200) ذات القدرات القتالية العالية، فى ظل ثورة التطوير الشاملة غير المسبوقة التى تشهدها مصرنا الغالية، وطبقًا لتخطيط دقيق يراعى عوامل الجودة مع التنفيذ فى زمن قياسى، مع اكتساب الخبرات للكوادر الفنية فى مجال التصنيع للوحدات البحرية ذات التكنولوجيا الحديثة المتقدمة وارتباطًا بهذا، ومنذ أيام قليلة شهدنا تدشين الغواصة (S44) طراز (209 1400) ألمانية الصنع، والتى ستنضم قريباً للقوات البحرية فى إطار دعم قدرات القوات البحرية والمحافظة على الأمن القومى المصرى، كما تم الانتهاء من تشييد عدد من القواعد البحرية الحديثة بمواقع مختارة وفق أحدث المتطلبات للقواعد البحرية المتطورة، وذلك لتوفير مناطق ارتكاز لوحدات قواتنا البحرية بكل طرازاتها، ومطالبها اللوجيستية لكى نستطيع أن نعمل على كل الاتجاهات الإستراتيجية فى وقت واحد، وبقدرات قتالية عالية، مكننا ذلك من أن يكون نطاق عمل القوات البحرية هو مناطق مصالح الدولة المصرية وأمنها القومى، وبشكل خاص فى المياه الاقتصادية العميقة، بهدف المحافظة على الأمن والسلام والاستقرار فى المنطقة. وأردف: «لم يقتصر التطوير على التسليح والبنية التحتية فقط بل امتد ليشمل تطوير المكون البشرى، والذى نحرص دوما على انتقائه وتدريبه، وصقل مهاراته على أسس علمية حديثة، بالتعاون مع الخبرات العلمية المحلية والدولية، أدى كل ذلك إلى سعى العديد من بحريات الدول الشقيقة والصديقة، التى تمتلك بحريات متقدمة القيام بالعديد من التدريبات المشتركة مع قواتنا البحرية، جعلتنا فى مصاف بحريات العالم الحديثة، والحمد لله وبفضله قواتنا البحرية اليوم تمتلك قوة بحرية متطورة تمكنها من ردع كل من تسوّل له نفسه تهديد مصالحنا القومية، وهى قادرة ومستعدة دائماً لتنفيذ كل المهام التى توكل إليها من القيادة العامة للقوات المسلحة بكل كفاءة وحرفية واقتدار فى ظل التهديدات والتحديات غير المسبوقة المحيطة بالدولة المصرية. وأضاف: «بمناسبة هذا اليوم العظيم أحب أن أرسل لكم رسالة طمأنينة فما زال جهد رجال القوات البحرية وعطائهم الدؤوب قادرا بسواعد وعقول أبنائها الأبطال على تأمين مقدرات الدولة الاقتصادية بالبحر، بمساحات تصل لآلاف الأميال البحرية من السلوم غرباً إلى رفح شرقا وحتى مضيق باب المندب جنوباً وكذا تأمين الموانئ والجزر المنعزلة والأهداف البحرية الحيوية والخطوط الملاحية التجارية، وفرض قوانين الدولة فى البحر واحترام السيادة المصرية فى المياه الإقليمية على مدار الساعة، بالإضافة إلى تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس فى الاتجاهين الشمالى والجنوبى، ودعم استقرار الأمن البحرى وحرية الملاحة البحرية، وكان للدور الفعال لرجال القوات البحرية فى القضاء على الهجرة غير الشرعية والتى حظيت بإشادات دولية من الأممالمتحدة، وكذا مكافحة أعمال التهريب بكل أشكالها وتوجيه ضربات قاصمة لتجار الموت، كما تقوم القوات البحرية بدور لا يقل أهمية عن معاركها السابقة فى قتالها الشرس ضد قوى الإرهاب والظلام فى العملية الشاملة على أرض سيناء الحبيبة بالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة والجيوش الميدانية». وشدد: «إن امتلاك القدرة البحرية يعطى لأمتنا المصرية صوتاً مسموعا، وعلماً خفاقاً يجوب العالم تحمل للجميع رسالة هذه الأرض الطيبة رسالة سلام واستقرار وبناء وأمن تحميها قوة بحرية لا تتهاون فى حق مصر شعارها النصر بشرف أو الاستشهاد ببطولة، كما أود أن أرسل تحية فخر وإعزاز وعرفان إلى رواد القوات البحرية الأوائل وقادتها المخلصين لما بذلوه من جهد وعمل مخلص دؤوب، طوال رحلة عطائهم بالقوات البحرية، للحفاظ على مكتسبات ومقدرات وطننا العزيز مصر.. كما أُحيى أسر وأرواح شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم الغالية فى سبيل إعلاء كلمة الحق ورفعة مصرنا الغالية ..أبنائى رجال القوات البحرية من قادة وضباط وضباط صف وصناع وجنود أهنئكم بعيد قواتنا البحرية متمنياً لكم كل التوفيق والسداد وأطالبكم بالحفاظ على الكفاءة القتالية والفنية العالية حتى تظل قواتنا البحرية قوية مجيدة فى مصاف بحريات العالم المتقدم. واختتم حديثه قائلاً:» أتوجه بالشكر العميق للقيادة السياسة الحكيمة التى أولت اهتماما خاصة لبناء قوة بحرية قادرة رادعة فى قلب منطقة تنوء بعواصف اقتلعت شعوبًا من جذورها فى ظل ظروف اقتصادية دقيقة وبرنامج إصلاح اقتصادى حازم.. كما أتقدم بالشكر والتقدير للقيادة العامة للقوات المسلحة على الدعم المتواصل والمتابعة لكل أنشطة القوات البحرية وعلى إجراءاتها فى إنجاح جميع خطط القوات البحرية تسليحاً وتدريباً وتنظيمًا. ونعاهد الله والوطن أن نبذل كل جهد ممكن وأن نكون دائماً مستعدين لتنفيذ كل المهام التى تسند إلينا من القيادة العامة للقوات المسلحة مدعومين بثقتنا بالله تعالى وفى أنفسنا وفى رجالنا وعزيمتهم وإصرارهم وصدقهم. حفظ الله مصر وحفظ الله جيشها الأبى المجتمع على كلمة الحق وقلب رجل واحد وعاشت مصر قوية أبيّة مصانة. تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،،