تواصل تركيا سياسة البلطجة التى تتبعها مع دول الجوار رغم غضب المجتمع الدولي، حيث أكد الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، أن تركيا ستعطى اليونان «الرد الذى تستحقه». وفى خطوة أشعلت فتيل التوتر من جديد مع اليونان، أرسلت أنقرة السفينة أوروتش رئيس إلى منطقة متنازع عليها قرب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية. وفى وقت سابق، قال وزير الطاقة التركى، فاتح دونميز، إن سفينة تنقيب تركية وصلت إلى موقع عملياتها فى شرق البحر المتوسط وبدأت فى تسجيل قراءات. ووصفت اليونان الخطوة بأنها «تصعيد كبير» فى نزاعهما على حقوق السيادة البحرية والأحقية فى موارد النفط والغاز بالمنطقة. واستنكرت وزارة الخارجية الأمريكية التحرك التركى للتنقيب عن الطاقة فى شرق المتوسط، قائلة إنها تثير التوتر بشكل أحادى الجانب فى المنطقة وتعقد بشكل متعمد استئناف المحادثات الاستطلاعية الهامة بين اليونان وتركيا العضوين فى حلف شمال الأطلسى (ناتو). وحثت الخارجية الأمريكية، تركيا على إنهاء هذا الاستفزاز المتعمد والبدء على الفور فى محادثات استطلاعية مع اليونان. فيما قال متحدث باسم الحكومة اليونانية، إن بلاده لن تشارك فى محادثات استكشافية مع تركيا طالما بقيت سفينة التنقيب التركية أوروتش رئيس فى مياه الجرف القارى لليونان. وأضاف المتحدث ستيليوس بيتساس: «لن نجرى اتصالات استكشافية مع تركيا طالما بقيت أوروتش رئيس فى المنطقة». وقالت اليونان إن قرار أنقرة إرسال السفينة إلى منطقة بالقرب من جزيرة كاستيلوريزو اليونانية القريبة من الساحل التركى يمثل «تصعيدا كبيرا» و«تهديدا مباشرا للسلام فى المنطقة». فيما دعا وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس، الحكومة التركية للتوقف عن التلاعب بأزمة شرق المتوسط المشتعلة مع جارتها اليونانية بين تصعيد التوترات تارة وتهدئتها تارة أخرى. وجاءت تصريحات هايكو ماس خلال تواجده فى زيارة رسمية لنيقوسيا عاصمة جمهورية قبرص، حيث أعلن دعم دول الاتحاد الأوروبى الكامل لليونان وقبرص أمام تركيا، واتهم تركيا بتهديد الاتحاد الأوروبي، بسبب أنشطته التنقيب عن الغاز فى شرق المتوسط. وتوجه هايكو ماس إلى قبرصالجنوبية قادما من اليونان، بالرغم من أن زيارته كان من المقرر أن تبدأ اولًا بتركيا، وأكد فى تصريحاته أن عودة سفينة الأبحاث والتنقيب التركية لنشاطها فى شرق المتوسط مرة أخرى يعتبر ضربة خطيرة لعلاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبى والجهود المبذولة من أجل تهدئة التوترات فى المنطقة. وأعرب ماس عن خيبة أمله بسبب تصرفات تركيا تجاه اليونان وقبرص، قائلًا: «ألمانيا والاتحاد الأوربى يقفان مع اليونان وقبرص ويتضامنان معهما». وبدأت سفينة التنقيب التركية أوروتش رئيس نشاطها شرق المتوسط أمس الثلاثاء، جنوب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية المتنازع عليها، والتى تبعد نحو كيلومترين فقط من الشواطئ التركية. كما استنفر رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس الاتحاد الأوروبى، بعد أن أجرى اتصالاً هاتفيّاً مع رئيس المجلس الأوروبّى، وأطلعه على إعادة تركيا إرسال سفينة التنقيب، مشدّداً على أنّ تلك الخطوة تعدّ تصعيداً خطيراً من جانب تركيا. وكانت تركيا قد سحبت السفينة من المياه المتنازع عليها فى شرق البحر المتوسط الشهر الماضى «لإتاحة المجال للدبلوماسية» قبل قمة للاتحاد الأوروبى بحثت فرض عقوبات على تركيا. وقال الاتحاد خلال القمة إنه قد يفرض عقوبات على تركيا فى ديسمبر على أقرب تقدير إذا واصلت أنقرة عملياتها فى المنطقة. ومن المقرر أن يعقد المجلس الأوروبى قمة فى الفترة مابين يومى 15-16 أكتوبر الجارى فى بروكسل، سيكون من بين ملفاتها مناقشة الانتهاكات التركية وأنشطة أنقرة الأخيرة فى شرق المتوسط. يشار إلى أن القمة الأوروبية الأخيرة التى انعقدت، يومى الخميس والجمعة الماضيين فى الفترة من 1 -2 أكتوبر، حددت ديسمبر أفقاً لمراجعة مختلف المقاربات بشأن تركيا، وأنذروها بفرض عقوبات عليها ما لم تتراجع عن الخطوات التى وصفوها ب»الاستفزازية» والتى تنتهك سيادة اليونان وقبرص عن طريق التنقيب عن الغاز فى المياه الإقليمية لكل منهما. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أنييس فون دير مول، قبل أيام فى مؤتمر صحفى: «نشعر بقلق من نبأ إرسال تركيا سفينة التنقيب Oruc Reis إلى منطقة واقعة مباشرة بالقرب من جزيرتى كاستيلوريزو ورودوس اليونانيتين» وفى سياق آخر يرفض حزب الشعوب الديموقراطى التركى المعارض، دخول الرئيس رجب طيب أردوغان على خط الأزمة بين أذربيجانوأرمينيا بعد اندلاع نزاعٍ مسلّح أواخر الشهر الماضى بين المقاتلين الأرمن والجيش الأذربيجانى فى إقليم ناغورنو كاراباخ الذى يشهد مواجهات عسكرية حتى الساعة رغم وجود هدنة هشّة بين الجانبين تمّ التوصل إليها فى موسكو نهاية الأسبوع الماضى. وطالب «حزب الشعوب الديمقراطى» المعارض لأردوغان الحكومة التركية، بتقديم معلومات واضحة حول صحة تورطها بإرسال مرتزقة سوريين إلى أذربيجان للقتال ضد المقاتلين الأرمن فى الإقليم الذى يُعرف أيضاً ب«جمهورية آرتساخ» المعلنة من طرفٍ واحد والمتنازع عليها بين باكو ويريفان منذ عقود. وطلبت ساربيل كمالباى ممثلة «حزب الشعوب الديمقراطي» فى البرلمان التركي، من وزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو الكشف عن حقيقة نقل بلاده لنحو 4000 مقاتلٍ من مدينة عفرين السورية إلى إقليم ناغورنو كاراباخ وتقديم راتبٍ شهرى لكلِّ واحدٍ منهم يُقدر ب1800 دولارٍ أمريكى فى مهمةٍ ستستمر لمدّة 3 أشهر. كما شددت أيضاً فى إحاطتها المرسلة لتشاويش أوغلو على معرفة صحة الادعاءات حول استخدام أذربيجان لطائرات «اف 16» ومسيرات تركية فى حربها الحالية ضد أرمينيا. وقالت برمالى دمير دوغان منسّقة الشؤون الإعلامية لدى «حزب الشعوب الديمقراطي» إن حزبها لم يتلق رداً حتى الآن على استفساراته المتعلقة بدور تركيا فى النزاع بين باكو ويريفان. وأضافت أن «الإحاطة البرلمانية التى وجهتها نائبة حزبنا لوزير الخارجية ستأخذ بعضاً من الوقت لأن الأمور لا تسير بسرعة تحت قبّة البرلمان». وتابعت: «من المتوقع أن نحصل على إجاباتٍ كافية لأسئلتنا فى غضون أيام». وكان «حزب الشعوب الديمقراطى» قد دعا طرفى النزاع فى باكو ويريفان إلى وقفٍ فورى لإطلاق النار منذ الساعات الأولى من الاشتباكات التى بدأت aبين الطرفين يوم 27 سبتمبر الماضى فى إقليم ناغورنو كراباخ وأدت لمقتل وجرح المئات على طرفى الحدود.