من وسط الرايات السوداء حدادا علي من قتلوا في الأحداث المؤسفة ببورسعيد أكتب هذه السطور، متجهة نحو ميدان التحرير للتظاهر، وللمطالبة بمحاسبة المسئولين عما حدث لمشجعي النادي الأهلي بهذه الأحداث الإجرامية. بين المصابون وأهالي الشهداء والمهمومين باستمرار الثورة وتحقيق مطالبها الكاملة في العيش بكرامة وحرية علي ارض هذا الوطن، أعلن مسئولية المجلس الأعلي للقوات المسلحة عن هذه الجرائم الممنهجة منذ تولية شئون البلاد الي الآن. ان ما حدث من إراقة مزيد من دماء شبابنا ما هو الا مذبحة ثأرية من قبل السلطة الحاكمة ضد شباب «الألتراس» الثوري الذي كان في أوائل الصفوف يوم 25 يناير 2011 والذي كان دائما هو الوقود الحقيقي لهذه الثورة. أن الأحداث مدبرة لا جدل في ذلك هذا لأن ما تشهده مصر في الأيام الأخيرة من سرقات وأحداث خطف وترويع للمواطنين واخيرا أحداث استاد بورسعيد، لا يمكن فصله نهائيا عن مطالبة ملايين المصريين في الإسراع بنقل السلطة فورًا للمدنيين وإلغاء حالة الطوارئ وإنهاء حالة التخبط في إدارة شئون البلاد من قبل المجلس العسكري. أكتب هذه السطور أثناء انعقاد أجتماع طاريء لمجلس الشعب المصري والذي اتنمي أن ينضم لصفوف الشعب وأن يثبت أنه مجلس يمثل الشعب وليس مجلس يمثل فصيل سياسيًا بعينه. اتمني أن اري موقفًا حاسمًا اليوم من المجلس يتضمن بأقل تقدير سحب الثقة من حكومة عجزت عن تأمين مباراة كرة قدم والتي راح ضحيتها إلي الآن أكثر من 75 شهيداً. أن الأسي الذي يعتصر قلوبنا من جراء هذه المجزرة اللاإنسانية التي صادفت الذكري الأولي ليوم موقعة الجمل، يجعلنا نتوجه بالنزول لميادين التحرير دفاعا عن ثورتنا وعن حق شهدائنا. نسأل الله أن يتغمد شبابنا بوافر رحمته وان يحتسبهم عنده من الشهداء الأبرار. ونقول لأسر شهدائنا والتي تنزف قلوبنا عليهم دما إن تعازينا الحقيقية لن تأتي إلا في يوم القصاص والذي هو أت لا محالة. اللهم احمي وطننا من كل سوء يُراد بها، واحفظ أبناءها من كل شر.