ذهبت إلي لجنة انتخابات الشوري قبل الميعاد متصوراً أنني سأجد طابوراً طويلاً مثل الطابور الذي كان أيام انتخابات مجلس الشعب فلم أجد هذا الطابور بل وجدت أفراداً من الجيش والشرطة واقفين أمام اللجنة بدون نظام ولا اكتراث، وعندما اقتربت قالوا لي «لسة بدري، تعال بعد نصف ساعة» فتصورت أن اللجنة تعمل بدقة الساعة فلن تفتح إلا في الميعاد المحدد فاستبشرت خيراً ورجعت بعد نصف ساعة وهممت للدخول إلي اللجنة فقالوا لي أفراد الشرطة «شوية كدة» فاستفسرت ما قصدهم فأفادوني بأن رئيس اللجنة لم يأتِ بعد رغم أنها كانت الثامنة صباحاً وحتي لو أتي يحتاج إلي نصف ساعة لفك الشمع الأحمر والظروف وتهيئة اللجنة، فانصرفت ورجعت ظهراً لأجد اللجنة خاوية من الناخبين والأوراق التي في الصناديق محدودة جداً فحزنت لأننا جميعاً لم نعط انتخابات مجلس الشوري الاهتمام الواجب بل كان هناك جو من اللامبالاة وعدم الاهتمام ربما لشعور الشعب أن مجلس الشوري هو مجلس غير مهم وليست له اختصاصات تشريعية أو رقابية وسُرب هذا الإحساس للقائمين علي العملية الانتخابية والناخبين علي حد سواء. ولكن هناك سبب إضافياً وعلينا أن نعترف به وهو عدم جديتنا والتزامنا الذي عاهدنا به انفسنا بعد ثورة 25 يناير. إذا أردنا أن ننجح ونعبر بمصر إلي بر الأمان بآليات الديمقراطية علينا أن نكون جاديين فيما نعهده وإلا أعطينا توقيعاتنا علي بياض لأي نظام يأتي. قالوا علي النظام السابق في مزحة لا تخلو من المرارة إن النظام كان مريحاً للمصريين لدرجة أنه كان يصوت بدلاً منهم في صندوق الانتخابات... فهل هذا هو ما نريده؟ ألم تقم الثورة لنتغير ونجدد أسلوبنا وسلوكنا حتي نكون مستحقين للديمقراطية الحق.