مع إعلان القيادة السياسية الاهتمام بالتصدى لظاهرة الغارمين فى المجتمع وإطلاق مبادرة «مصر بلا غارمين» تسارعت مؤسسات المجتمع المدنى للتعامل مع الظاهرة، حيث تعتبر «مصر الخير» من أولى مؤسسات المجتمع المدنى التى تصدت لظاهرة الغارمين منذ سنوات عديدة، ما أكسبها خبرة متميزة فى هذا المجال، الأمر الذى دفع الرئيس عبدالفتاح السيسي، للإشادة بتجربة «مصر الخير» فى التعامل مع ظاهرة الغارمين وجهودها للقضاء على تلك الظاهرة، حيث لم يقتصر جهدها على فك كرب الغارمين، إنما امتد ليحدث لهم تمكين اقتصادى ليحميهم من دخول دائرة الغرم مرة أخرى. أعلنت سهير عوض، مدير برنامج الغارمين بموسسة مصر الخير، فى تصريحات خاصة ل «روزاليوسف»: إطلاق «مصر الخير» مبادرة جديدة لفك كرب 1000 غارم وغارمة قبل حلول عيد الأضحى المبارك ليتمكنوا من قضاء العيد مع أسرهم، بما يدخل السرور على نحو 5 آلاف شخص، باعتبار أن كل غارم هو فرد فى أسرة لا تقل فى المتوسط عن 5 أفراد. ولفتت إلى أن المبادرة تمد يدها لأشخاص تعثروا فى سداد ديون عليهم بسبب الظروف التى نمر بها كتداعيات لفيروس كورونا، وظروف فقرهم أو إصابتهم بمرض منعهم من العمل، حيث تقوم المؤسسة بالتعامل مع الجهات كافة لسداد الدين المستحق على الغارم أو الغارمة من خلال التبرعات التى تحصل عليها تطبيقا لأحد مصارف الزكاة الثامنة. وتابعت: إلى أن برنامج الغارمين ب«مصر الخير» منذ إطلاقه نجح فى فك كرب ما يزيد على 76 ألف غارم وغارمة، وأطلق سراحهم من السجون، وخلال هذه الفترة شاهدنا ومرت علينا العديد من التجارب والمشكلات، وكان هدفنا القضاء على ظاهرة الغارمين، لكن اكتشفنا أن الموضوع كبير جدا ويحتاج لتشريعات، وأيضا يحتاج لتوفير فرص عمل تدر دخلًا على الأسر الفقيرة لتحميها من الاستدانة وهو الحل السحرى للقضاء على هذه الظاهرة، حيث وجود دخل ثابت للأسرة لا يجعلهم يلجأون للاستدانة ومن ثم العودة للسجن مرة أخرى. وأوضحت أن «مصر الخير» أقامت للغارمين أول مصنع للسجاد اليدوى بابيس بالإسكندرية منذ 6 سنوات، وزاد عددها حتى وصلوا إلى 4 مصانع، كما تم وضع حجر الأساس لمصنع خامس يوفر 5 آلاف فرصة عمل، وإنشاء مصنع للكليم اليدوى بأطفيح بالجيزة، وجار إنشاء مصنع جديد للكليم بأطفيح أيضًا على مساحة 500 متر ليجمع إنتاج الكليم اليدوى ، وتصنيع العبوات والأغلفة التى يتم وضع الكليم بها فى شكل متطور وغير تقليدى ليكون شكله لائقًا وجماليًا ويواكب العصر، وسيوفر المصنع الجديد المزيد من فرص العمل، حيث يستوعب نول الكليم من 2 إلى 4 من العمال للعمل عليه، وندرس تسليم من يتم تدريبهم ولديهم مكان نول فى المنزل ليتناوب أفراد الأسرة العمل عليه، وقد يشاركهم فى العمل أسر تسكن بالقرب منهم وهذا يحقق لهم التمكين الاقتصادى بما يتمشى مع سياسة الدولة. وعن تسويق منتجات الغارمين والأسر الأكثر احتياجًا قالت عوض: أصبحنا نصدر سجادًا يدويًا وكليمًا يدويًا بتصميمات متميزة تراعى الخبرة التراثية للصناعة مع استلهام روح العصر ومواكبة التطور فى الأذواق وأصبح لدينا العديد من الأسواق التى تستقبل منتجاتنا فى أمريكا وكندا وإيطاليا والآن فى الإمارات، بالإضافة إلى عرض المنتجات فى جميع منافذ مؤسسة مصر الخير مؤكدة ضرورة مواكبة أحدث وسائل التسويق لمنتجات الغارمين من السجاد اليدوى. وبشأن اهتمام «مصر الخير» بتنمية المرأة السيناوية، أكدت أن تنمية المرأة السيناوية شيء مهم وأساسى فى برنامج عمل المؤسسة، وهناك عدد كبير جدًا من السيدات فى محافظة شمال يتم التعاون معهن من أجل تمكينهن اقتصاديًا وإتاحة فرص عمل تدر لهن دخل ثابت، حيث تقوم المؤسسة بتوفير جميع الخامات ومستلزمات الإنتاج كى تنتج المشغولات اليدوية الخاصة بهن من الشيلان والعبايات والشنط وغيرها من المنتجات التراثية السيناوية.