حفظ الله مصر وكرمها بذكرها فى القرآن الكريم فى أكثر من آية.. كما يدلنا الحديث الشريف لسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) والذى يقول فيه إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا من أهلها جنداً كثيفاً فإنهم خير الأجناد لأنهم وأهلها فى رباط الى يوم القيامة الحديث يعلى شأن مصر لأنه قال إذا فتح الله عليكم مصر ولم يقل إذا فتحتم مصر ذلك بأن الله كرم مصر أكثر من بلدان العالم وجعل فتحها يأتى بفضله لدعم الإسلام والمسلمين وأن فتحها نعمة من الله وعزة للمسلمين.. وقد فتح المسلمون مصر فى 1 محرم سنة 20 هجرية متواكبًا مع احتفالهم بالعام العشرين للهجرة الموافق 640 ميلادية بواسطة عمرو بن العاص. وقد استقبلت الإسلام بسماحة وحب فقويت بالإسلام وقوى الإسلام بها (*) وكلمة مصر تعنى فى اللغة (البلاد ذات الخيرات الوفيرة) وهى البلد والأرض الذى جاء ذكرها فى القرآن الكريم فى أكثر من موضع فى خمس آيات قرآنية، فهى الوحيدة التى انفردت بهذا التكريم الإلهى. كما أن لمصر مع الأنبياء الكرام علاقات وذمم، فسيدنا إبراهيم تزوج من السيدة هاجر وهى مصرية وسيدنا محمد – عليه السلام – تزوج من السيدة ماريا القبطية من مصر، وسيدنا يوسف جاء لمصر وتولى أمر خزانتها. وسيدنا موسى جاء إلى مصر وأقام فيها وكان له مع فرعون دور كبير. كما أن سيدنا عيسى وعائلته المقدسة جاءوا إلى مصر ابتعادًا عن الاضطهاد الرومانى. وفى أحضان مصر يرقد العديد من أهل البيت الكرام مثل السيدة زينب والسيدة نفيسة والسيدة رقية والسيدة سكينة. ومصر هى كالقلب فى الجسم بالنسبة للأمة العربية.. وهمزة الوصل بين آسيا العربية.. وإفريقيا العربية.. وهى أيضاً همزة الوصل بين المشرق والمغرب العربى تاريخياً.. وجغرافياً وهى التى عرفت منذ البداية عقيدة التوحيد وتعاملت مع كل الأديان وعندما دخلها الإسلام قويت به وقوى بها. ومصر ليست وحدة جغرافية فحسب.. بل هى أيضاً وحدة تاريخية.. وعرقية.. فشعب مصر شعب واحد بكل المقاييس.. فبحكم الموقع امتزج شعب مصر مع أجناس أخرى وشعوب مختلفة ولكنه كون من كل ذلك وحدة بشرية متجانسة أسهمت بفاعلية فى الحضارة الإنسانية.. فى كل العصور والأزمان وعلى مر التاريخ ظلت مصر تشع الأمن والسلام والحضارة على منطقتها وعالمها.. وخاصة أمتها العربية. وعلى مر التاريخ سميت بالقوى العظمى فى التاريخ – وأم الدنيا – وأرض الحضارات – والمحروسة، فهى محروسة بفضل الله تعال وبركة الأنبياء والرسل الذين باركوا أرضها. وظلت مصر تشع الأمن والأمان والحضارة على إقليمها وعالمها على مر التاريخ ومع محاولة اختطافها بواسطة فصيل معين له أجنداته الخاصة، استطاعت مصر بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسى وقتذاك أن تعبر تلك المحنة, حيث كانت فى موعد مع قائدها الذى يعتبر فضلًا من الله وهدية ثمينة لشعب مصر وهى فى أمس الحاجة إليه، وقد تولى المسئولية الوطنية بعد انتخابات تحمس لها كل شعب مصر حباً فى هذا الرجل ووفاءً من الشعب له وعلى دوره البارز فى إنقاذها من براثن الطامعين مع الأمل فى مستقبل مشرق لشعبها، حيث بدأ قيادته بمواجهة التحديات المتعددة التى تواجه مصر فى ذلك الوقت. * المصدر جاء ذكر مصر وتكريمها فى خمس آيات قرآنية ( سورة البقرة الآية 61 – سورة يونس الآية 87، سورة يوسف الآية 21، سورة يوسف الآية 99، سورة الزخرفة الآية 51) أولاً: مواجهة الإرهاب: واجهت مصر الإرهاب لاقتلاع جذوره من خلال استراتيجية شاملة تراعى جميع أبعاد هذه الظاهرة.. ولا يمكن فصل ما يحدث فى سيناء من دعم للجماعات الإرهابية المسلحة، وما تتعرض له مصر منذ ثورة 30 يونيو، من حرب خفية تمارس فيها جميع أنواع الضغوط، بما فيها أساليب الجيل الرابع من الحروب لمحاولة تدمير الاقتصاد المصرى والقدرة العسكرية والتماسك الاجتماعى ومحاولات فقدان الثقة بين الشعب والقيادة، وقد قامت القوات المسلحة بتنفيذ عمليات عسكرية ضخمة فى سيناء( عمليات حق الشهيد الأولى والثانية والثالثة.. والعملية الشاملة سيناء 2018)، للقضاء على العناصر الإرهابية، وتدمير مصادر تهريب السلاح عبر الأنفاق التى كانت الأخطر بجانب تأمين الحدود تماما والسيطرة الكاملة عليها.. ولا تزال القوات المسلحة تقوم بتنفيذ عملياتها العسكرية حتى الآن، حيث قضت على أغلب البؤر الإرهابية فى شمال سيناء، حتى عادت الحياة إلى طبيعتها وبدأت معركة أخرى لتنمية سيناء. ثانياً: تطوير قدرات وإمكانات القوات المسلحة حرصت القيادة السياسية على تطوير قدرات وإمكانيات القوات المسلحة لتكون دائماً قادرة على تأمين الأمن القومى داخل وخارج مصر مع امتلاك الردع للقوى الكارهة التى تسعى للنيل من أمن مصر القومي كما تحرص القوات المسلحة على منهجها الدائم فى تطوير كفاءتها القتالية, حيث اشتمل التطوير على تنظيم تشكيلات جديدة داخل القوات المسلحة من بينها قوات التدخل السريع المحمولة جوًا، وإنشاء الأسطول الجنوبى لتأمين مسرح العمليات البحرى بنطاق البحر الأحمر، وإعادة تجميع بعض التمركزات العسكرية فى شكل قواعد عسكرية متكاملة تتوافر فيها جميع الخدمات الإدارية والمعنوية للفرد المقاتل، وتتوفر فيها مقومات التدريب والاستعداد والقدرة القتالية طبقًا لأسس ومبادئ ومكونات معركة الأسلحة المشتركة الحديثة ) قاعدة محمد نجيب العسكرية / قاعدة برنيس الجو بحرية). هذا وقد أورد موقع «جلوبال فاير باور» العالمى المختص بالشأن العسكرى للدول، أن الجيش المصرى جاء ضمن أقوى 10 جيوش لعام 2020، فى تقدم ملحوظ بعدما قفز تصنيفه من المركز ال12 عالمياً لعام 2019 إلى المركز 9 عالمياً ومن المركز الثانى إقليمياً الى المركز الأول متفوقاً على جيوش كبيرة أخرى فى المنطقة، أبرزها نظيره التركى الذى كانت له الصدارة فى قائمة أقوى جيوش العالم للعام الماضي. وكانت فى باكورة انجازات الرئيس عبدالفتاح السيسى إنشاء قناة السويس الجديدة, حيث تبلغ إجمالى أطوال المشروع 72 كم، وقد استغرق إنشاء المشروع 12 شهرًا «سنة واحدة» وقد تم افتتاح القناة الجديدة فى حدث عالمى أغسطس 2015.. وتعتبر القناة الجديدة خطوة مهمة على الطريق لإنجاح مشروع محور التنمية بمنطقة قناة السويس ودفع عجلة الاقتصاد القومى المصرى لتحويل مصر إلى مركز تجارى ولوجيستى عالمي.وجدير بالذكر أن الشعب المصرى أصر أن يسهم بتكاليف إنشائها.