قفزة بحثية وعلمية كبيرة شهدتها مصر خلال الست سنوات السابقة، تنوعت ما بين ارتفاع مرتبة مصر فى المؤشرات العالمية للمعرفة والابتكار والنشر العلمى، وصولا إلى اقتحام مجال الحاضنات التكنولوجية، فضلا عن تزايد أعداد براءات الاختراع، حيث توج النجاح المصرى العلمى والتكنولوجى بإطلاق القمر الصناعى واستضافة وكالة الفضاء الإفريقية.. وفى ضوء أن مصر شريان إفريقيا، قدمت للقارة السمراء هبات وعطايا كبيرة، من منح تعليمية، وقوافل طبية، ومبادرات أشاد بها الإفريقيون واعترفوا بها، مؤكدين أن الكنانة هى الأم التى احتضنت أبناءها فى مختلف البلدان. وواجهت الحكومة المصرية، غياب التعليم من التصنيف العالمى بحزمة قرارات احترافية، نجحت فى تغيير خريطة التعليم الجامعى، حيث سيطرت الجامعات المصرية ولأول مرة على معظم التصنيفات البريطانية والصينية والهندية، وكان النجاح الأكبر اقتحام هذه التصنيفات ببرامج علمية مثل النانوتكنولوجى والعلوم الطبية، وتم ذلك بسيمفونية لمعظم الجامعات المصرية، وعدم استحواذ الجامعات الأم على كل التصنيفات.
مصر تقتحم عصر الفضاء
كشفت الإحصاءات والأرقام عن ارتفاع مراكز مصر فى المجالات البحثية، ومؤشرات المعرفة العالمية، وجاء أبرزها ارتفاع مرتبة مصر فى مؤشر المعرفة العالمى 17 مركزا عن 2018 «99 من 134» ليصبح 82 من ضمن 136 دولة فى عام 2019، إلى جانب احتلال مصر المرتبة 38 فى مجال الأبحاث العلمية المنشورة من ضمن 230 دولة على مستوى العالم، فضلا عن زيادة التعاون الدولى فى الأبحاث المشتركة مع دول العالم، وبلغت نسبتها 50.2%، إلى جانب وصول أعداد الباحثين فى القطاعات المختلفة إلى 138 ألف باحث، فى حين بلغت الأبحاث العلمية المنشورة دولياً 22.6 ألف بحث. كما تقدمت مصر فى مؤشر الابتكار العالمى 13 مركزا منذ عام 2017، حيث احتلت مصر المرتبة 92 فى مؤشر الابتكار العالمى لعام 2019 وكانت فى المرتبة 105 عام 2017، ووصل ترتيب مصر فى مؤشر الابتكار الفرعى للبحث والتطوير إلى 53، واحتلت مصر المركز 94 من بين 140 فى مؤشر التنافسية العالمية. أيضًا فى مجالِ التكنولوجياتِ البازغة، احتلت مصر عالميًا المرتبةَ ال 11 فى النشرِ العلمى فى تحليةِ المياهِ والأولى إفريقيا، والمرتبةَ 25 فى النانو تكنولوجى، والثالثةَ إفريقيًا فى الزراعةِ الذكية، ناهيك عن وصول عدد طلبات براءات الاختراع إلى 2255 طلبا «997 طلبا للمصريين و1258 للأجانب». إلى ذلك بلغت براءات الاختراع الممنوحة 690 براءة اختراع منحها مكتب البراءات المصرى عام 2018 «155براءة ممنوحة للمصريين بنسبة 22.5% 535 براءة ممنوحة للأجانب بنسبة 77%»، بالإضافة إلى اختيار 170 منحة ماجستير ضمن برنامج علماء الجيل القادم بإجمالى تمويل قدره 13.5 مليون جنيه. وعن أنشطة المراكز البحثية التابعة للوزارة، فقد تم إطلاق القمر الصناعى كيوب سات، واستضافة وكالة الفضاء الإفريقية، ومشروع مصر القومى لتصنيع الإلكترونيات، واكتشاف خام الحديد فى الفرافرة، وتطوير وتنمية البحيرات المصرية.
الجامعات المصرية حاضرة بقوة فى التصنيفات العالمية
فى الوقت الذى وصمت فيه الجامعات المصرية بتدنى مستوى التعليم، وتواصلت الاتهامات على ضعف مستوى الخريجين، وتزامن ذلك مع غياب الجامعات المصرية من جميع التصنيفات الدولية، بدأت مصر اتخاذ خطوات كبيرة وجادة للارتقاء بالتصنيفات، حيث استطاعت «التعليم العالى» تحقيق العديد من الإنجازات فى هذا الملف المهم، ففى عام 2017 تم إدراج 4 جامعات فى تصنيف ليدن الهولندى، و8 فى تصنيف Times Higher Education البريطانى. وفى 2018 تم إدراج 19 جامعة بين أفضل 1200 جامعة فى تصنيف «Times Higher Education»، و20 جامعة فى تصنيف QS البريطانى، و11 فى تصنيف US News الأمريكى، و6 فى تصنيف Ranking Web of Universities الأسبانى. كما شهد تصنيف «شنغهاى» إدراج 16 جامعة مصرية فى مراكز متقدمة ضمن أعلى 500 جامعة عالمياً فى 54 تخصصا علميا عبر المجالات التخصصية فى العلوم الطبيعية والهندسة وعلوم الحياة والعلوم الطبية والعلوم الاجتماعية فى تصنيف «شنغهاى» للتخصصات للعام 2019، وتواجد خمس جامعات مصرية فى تصنيف شنغهاى الصينى وهى جامعات «القاهرة عين شمس الإسكندريةالمنصورةالزقازيق». وشهد تصنيف US NEWS العالمى للعام 2020 إدراج 14 جامعة مصرية مقارنة ب 11 جامعة العام الماضى بزيادة 3 جامعات حكومية، وهي: «بنى سويف بنهاالمنيا»؛ وبذلك يكون هناك زيادة فى تمثيل مصر هذا العام لتصل إلى 0.93% على مستوى تصنيف الجامعات بالمقارنة بنسبة 0.88% العام الماضى، فضلاً عن زيادة نسبة المنشورات من 0.49% لتصل إلى 0.70% فى 4 سنوات «2014 : 2018».
عودة الريادة ولم شمل الأفارقة
كتبت شيماء عدلى نجحت مصر فى استعادة الدور الريادى لها فى أفريقيا، حيث شهد التعاون المصرى الأفريقى العديد من الإنجازات، فى مقدمتها تقديم الدولة 1900 منحة لأبناء القارة الأفريقية بتكلفة نحو 17 مليون دولار سنوياً، وعلى سبيل المثال قد بلغ عدد المنح المقدمة لدول القارة الأفريقية للدراسة بقطاع العلوم الطبية خلال الأعوام «2014 2020» 1632 منحة. ويوجد بمصر 1100 طالب أفريقى يدرسون بمنح جارٍ زيادتها، إلى جانب أن المراكز البحثية تسخر جميع إمكاناتها للتواصل مع الباحثين الأفارقة لتنظيم المشروعات البحثية المشتركة، خاصة فى مجالات الصحة والطاقة والزراعة والمياه، وبلغ إجمالى المنح المقدمة سنويا للدول الأفريقية 644 منحة للمرحلة الجامعية، بجانب تقديم 50 منحة لشباب الباحثين الأفارقة، بتكلفة إجمالية 12.5 مليون جنيه، تأكيدًا لدور مصر الريادى فى دعم أفريقيا وتنمية قدراتها المتعلقة بقطاعى الشباب والبحث العلمى. وفى سياق متصل، استمرت الفروع الثلاثة للجامعات المصرية «فرع جامعة الإسكندريةجنوب السودان فرع جامعة الإسكندرية فى تشاد فرع جامعة القاهرة بالسودان» فى تقديم نموذج علمى متميز لخريج مؤهل لسوق العمل ويحاكى احتياجات الدولة، بجانب الموافقة على إنشاء معهد الدراسات الأفروآسيوية للدراسات العليا بجامعة قناة السويس، هذا بجانب قيام كليات الطب المصرية بتنظيم قوافل طبية إلى أفريقيا تم خلالها فحص 1000 حالة وإجراء أكثر من 600 عملية جراحية فى مختلف بلدان أفريقيا. وشهدت السنوات ال6 السابقة، استحواذ مصر على رئاسة المناصب الأفريقية فى مجال التعليم والعلوم والتكنولوجيا، لتكن خير ممثلا دوليا وإقليميا، فقد فازت مصر برئاسة رابطة تطوير التعليم فى أفريقيا بنهاية عام 2015 ولمدة عامين، وهى أكبر مؤسسة أفريقية فى مجال تطوير التعليم، وتتبع البنك الأفريقى للتنمية.