تبادل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، فى اتصال هاتفي، وجهات النظر حول المبادرة المصرية بشأن وقف إطلاق النار فى ليبيا. وفى أعقاب الاتصال الهاتفى، أعرب الكرملين، عن الشعور بالقلق حيال التصعيد الجديد للمعارك فى ليبيا، وقال إن الوقف العاجل لإطلاق النار «لا بديل عنه»، مشيراً إلى أن روسيا ترحب لهذا السبب بالجهود المصرية. وطالب الكرملين ببدء المفاوضات تحت رعاية الأممالمتحدة. وأوضح الكرملين أن المحادثة الهاتفية جاءت بناء على مبادرة من المستشارة الألمانية. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد أعلن يوم السبت الماضى عن مبادرة لعقد هدنة جديدة فى ليبيا وافق عليها المشير خليفة حفتر قائد ما يسمى «الجيش الوطنى الليبي»، فيما رفضتها حكومة الوفاق فى طرابلس المعترف بها دولياً. من ناحية أخرى، نشر موقع «بريكينج ديفينس» الأمريكى المتخصص فى التحليلات العسكرية والسياسية تقريراً أكد فيه ضرورة تدخل الإدارة الأمريكية فى الأزمة المندلعة فى ليبيا، نظراً لما تمثله طرابلس من أهمية لواشنطن، وكذلك لمواجهة تأثير تركيا المتنامى فى الدولة الواقعة فى شمال أفريقيا. وقال الموقع إن «تدخل تركيا الأخير فى ليبيا يكثف حرباً بالوكالة ومنافسة إقليمية على الطاقة تهدد المصالح الأمريكية الحيوية، بينما يلاحظ غياب واشنطن واكتفاؤها بمراقبة من بعيد». وأضاف إن «التحول العميق للموقف الاستراتيجى لتركيا فى ظل الرئيس أردوغان هو عامل آخر، وبمجرد أن أصبحت أنقرة حليفاً فإن دبلوماسية القوارب الحربية فى أنقرة ودعم جماعة الإخوان الإرهابية والعلاقات الوثيقة بشكل متزايد مع روسيا تضعها على خلاف متزايد مع الشركاء التقليديين مثل الولاياتالمتحدة وأوروبا ومصر. وحان الوقت للولايات المتحدة لتأكيد دورها القيادى الحاسم فى معالجة الصراع الليبى وإحباط التأثير التركى والروسى على هذا البلد ذى الموقع الإستراتيجى على أعتاب أوروبا، بالإضافة لأنه غنى بالطاقة. وأضاف الموقع أنه يجب على الولاياتالمتحدة أيضًا تعيين مبعوث خاص لشرقى المتوسط. يجب عليه العمل مع منتدى غاز شرق البحر المتوسط المؤيد للولايات المتحدة. وأشار الموقع إلى أنه يتوجب على أمريكا من خلال مبعوثها أن تقود الجهود الدبلوماسية بشأن حل تفاوضى لإنهاء أو تخفيف الصراع فى ليبيا وإنشاء نظام غير دينى يخدم المصالح الوطنية الليبية، ويجب أن تعالج التسوية القابلة للتطبيق العوامل العسكرية المؤدية لعدم الاستقرار، أولاً وقبل كل شيء التدخلات التركية والروسية التى كثفت العنف خلال العام الماضي. يجب على الولاياتالمتحدة قدر الإمكان إقناع زملائها الأعضاء فى الناتو بتبنى نهج موحد فى دعم حل تفاوضى.