كشف مصدر مسئول بالبنك «المركزي» أن البنوك المحلية استطاعت السيطرة علي شبح التعثر وتسوية جزء كبير من المديونيات غير المنتظمة برغم حالة عدم الاستقرار وتضرر الأوضاع المالية للمقترضين في الفترة الأخيرة ، لافتاً إلي أن البنوك نجحت في ابرام تسويات مع مقترضين متعثرين بينهم رجال أعمال وكذا أفراد عاديين وقد بلغت قيمة التسويات خلال الفترة من نهاية العام المالي 2010 وحتي نهاية سبتمبر 2011 نحو 11 مليار جنيه. واستدرك المصدر قائلاً: «إن قيمة ال11 مليار جنيه تشمل أيضاً جزءًا تم إعدامه من المديونيات غير المنتظمة لكنه جزء صغير وغير مؤثر»، وأوضح المصدر أن القيمة الاجمالية للمديونيات غير المنتظمة تراجعت لتصل إلي 52 مليار جنيه مقارنة بنحو 63 مليار جنيه في 2010 ، لافتاً إلي أن نسبة المخصصات لإجمالي المديونيات المتعثرة ارتفعت لتصل إلي 93.7%. وأشار المصدر إلي أن إجمالي المديونيات غير المنتظمة أصبح يمثل 11%من إجمالي قيمة القروض البالغة 476.2 مليار جنيه ، وذلك بعد أن كانت تمثل 13.6% من إجمالي 463.8 مليار جنيه في 2010. ومن جانبه يري الخبير المصرفي الدكتور هشام ابراهيم أن الجزء الأكبر من القيمة التي تقلصت من المديونيات غير المنتظمة هو تسويات أبرمت بين البنوك والمتعثرين، مؤكداً أن نسبة الديون التي تم اعدامها محدودة ، وذلك لأن عملية اعدام المديونيات تكون مرحلة أخيرة بعد أن يستنفد البنك جميع الوسائل لإبرام التسويات والحصول علي مستحقاته لدي العملاء. وأشار ابراهيم إلي أنه من الأهمية إيضاح أن جزءًا من التسويات ينطوي علي اعدام جزء من المديونية ومن ثم فإن الأصل في العمليات هو التسويات، بينما لا تمثل عمليات الاعدام إلا نسبة ضئيلة، وأكد هشام ابراهيم أن المديونيات غير المنتظمة دائما ما تشوه حجم أعمال البنوك، لأنها تستدعي زيادة في المخصصات ومن ثم تسعي البنوك بكل الطرق لتسوية هذه المديونيات حتي تتخلص من عبء «المخصصات». وأوضح الخبير المصرفي أن حالة عدم الاستقرار في الفترة الأخيرة لم تؤثر بشكل ملحوظ في نمو القروض غير المنتظمة نظراً للمبادرات التي قام بها البنك «المركزي» والبنوك من اعطاء فترات سماح للمقترضين الذين يتأخرون عن سداد اقساطهم وعدم ادراجهم في القائمة السوداء ومن ثم عدم اعتبارهم متعثرين، وهذا أثر بشكل ايجابي في أنه حسن من الصورة العامة لميزانيات البنوك. وكان محمد عباس فايد - نائب رئيس بنك مصر – قد أكد في تصريحات سابقة أن مصرفه لجأ في الفترة الأخيرة الي إعدام عدد من القروض غير المنتظمة لعملاء صغار تعثروا منذ فترات طويلة في برامج حاسب لكل بيت وغيرها من البرامج التي كان يضخ فيها البنك تمويلات صغيرة، وأكد فايد أن البنك لم يعدم أي مديونيات لمتعثرين كبار، وأن أغلب ما تم اعدامه لمتعثرين صغار. وأشار فايد الي أن اعدام هذه القروض تم لتنظيف الميزانية من هذه القروض المتعثرة التي لها سنوات طويلة ، وقال نائب رئيس البنك: «إن المديونيات غير المنتظمة الكبيرة تخضع لأعمال التسويات ويحاول البنك بجميع الطرق تحصيل أكبر قدر منها».