بعد انتخابات نزيهة وشريفة وشفافة،وقل كيفما تشاء عن تلك الانتخابات البرلمانية التي جرت بعد أن شهد العالم كله بأنها كذلك، فلنوافق علي شيء إيجابي وحيد في مظهره حتي ولو كان نصف الحقيقة. ورغم أن الأمة الإسلامية تعاني من التحزب والتفرقة والتشيع، والشرذمة، رغم أن الإسلام يدعو للتوحد ويدعو للتوجه إلي الله وكعبته الشريفة، والاقتداء بسنة رسوله «محمد عليه أفضل الصلاة والسلام»هذا هو الإسلام، كما جاء في كتاب الله، وكما جاء في سنة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام. تعاني مصر في هذه الأيام رغم ما وصل إليه الإسلاميون (السياسيون) من قلة تدعي لنفسها بحق الدفاع والجهاد بالإسلام، وكأن الإسلام حكراً لهم ومنهم من اتخذ للإسلام راية، وللأسف صبغوها (بالأسود) أي أن لون راية الإسلام سوداء،وليست بيضاء أو خضراء أو «أورانج»، ولم يكن الإسلام يوماً ما متصفاً أبداً بالسواد،أو بالغضب أو مرتبط بالشكل القبيح، فإن الله جميل يحب الجمال، والرسول عليه أفضل الصلاة والسلام كان جميلاً يحب الجمال، وهناك من الأحاديث ما تشير إلي أن الرسول كان يكره الغضب، والصوت العالي، وهذا أيضاً ما يتصف به دعاة الإسلام السياسي اليوم،حيث نسمع من ميكروفونات المنابر في المساجد والمنتديات في الفضائيات نحيباً، وزعيقاً، وصراخاً، وكانت فيما قبل 25 يناير استغاثات، وكأننا في يوم الحشر والغضب «سمة الوجوه»، والذقون مبعثرة علي الوجه والصدر، وكأننا أمام إنسان غابة غير متحضر، وكأننا في «هَمْ واليَّمْ قادم»، وهذا غير حقيقي وغير إسلامي، ولم نسمع أو نقرأ حتي في وصف الإسلام للجاهلية، ولم يكن أهل مكة، وقريش، بهذا الشكل الذي يظهر به البعض كالمشعوَِّذينْ والمتحاربين بالإشارات والرايات السوداء ! لماذا نتصف بكل هذه الصفات غير الواقعية وغير حقيقة الإسلام؟ لماذا الإهمال والقذارة والبطء في الحركة والشرذمة في التجمعات ؟ لماذا كل هذه الصفات غير الإسلامية اخترناها لتكون علامات مميزة لأي تجمع يدعي بأنه إسلامي؟ نحن في مذاهب السنة والشيعة والمبدعين في الإسلام أثبتنا بأن الأمة ليست في حاجة لمثل هؤلاء المَّدعُون ! بقدر حاجتنا للتوحد وللتقريب بين وجهات النظر التاريخية في الإسلام، خاصة بعد رحيل «محمد رسول الله» «صلي الله عليه وسلم» فحتي بعد موت الرسول الكريم لم تتفرق الأمة ولم تنخرب الحالة أبداً، ولم تشع بينهم الفتنة، وكانوا جميعاً علي قلب رجل واحد ! وكانوا جميعاً أمة الإسلام، لها مرشد واحد وكان «الصديق» رضي الله عنه وأرضاه (أبي بكر) حيث خطب في المفجوعين بوفاة الرسول «صلي الله عليه وسلم» قائلاً « من كان يعبد محمداً فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت» رحمَة الله عليه ورضِاه وسَلامُه وقُبولُه في جناته بعد أداء رسالته « أو كما قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه ! هكذا كانت الأمة في حياة رسول الله، ولعل الاختلافات التي أصابت أمة الإسلام هي اختلافات في رؤي تاريخية وظنون عنصرية، فرقت بين جسد الأمة وروحها، كمن أصابه مرض (رعاش) كل جزء فيه يتحرك في اتجاه، أصبحنا كالعرائس الخشبية تتحرك بخيوط ممسوكة في أماكن غير مرئية ولكنها معلومة! وأصبحت البلاد كمعرض للعرائس، للأسف الشديد نحن في أشد الاحتياج هذه الأيام لمن سيقود البلاد، أن يتقوا الله ورسوله في مصر، نريد العودة إلي حضارة الإسلام القوية، النقية، الباسمة فيما بين المسلمين ومن يعيش معهم ،نريد أن نعيش حياة أفضل وندعو للحق والعدل ونرعي مصالح البلاد والعباد بما يرضي الله ولا مزاولة للسياسة بشعارات دينية، فالدين لله والوطن للجميع ونقتدي بسنة «محمد صلي الله عليه وسلم»!