فى نوفمبر 2019 صدر كتاب بعنوان «معرفة المعنى: مراحل الحزن الست»...للكاتب الأمريكى ديفيد كايسلر وهو الذى كان من قبل قد اشترك مع إليزابيث كوبلر روس عام 2005 فى تأليف كتاب بعنوان «معنى الحزن ومراحل الفقد الخمس».... الكتاب الجديد والذى أضاف مرحلة سادسة إلى الحزن طفا إلى السطح هذه الأيام مرة أخرى مع زيادة الإحساس بمشاعر الحزن والاكتئاب والقلق والخوف والتى يمر بها سكان العالم أجمع نتيجة وباء كورونا. وفى لقاء مع الكاتب وبسؤاله سؤالًا مباشرًا «هل يمكن تسمية ما يشعر به الناس الآن حزنًا؟» وبالرغم من أن السؤال قد يبدو ساذجًا وبديهيًا إلا أن الكاتب قد استفاض فى الإجابة , مشيرًا إلى أننا نشعر بأحزان متعددة... نحن نشعر أنه قد تغير ولن يعود لسابق عهده إطلاقًا... يعطى مثالًا بإجراءات السلامة فى المطارات بعد الحادى عشر من سبتمبر.... مع مشاعر خوف مرتبطة بالحالة الاقتصادية....خوف من فقدان الوظائف.... خوف من التواصل... خوف من المرض و من الموت.... ترقب لمستقبل غير واضح ....جائحة لا يمكن توقع متى ستنتهى.. فقدان للإحساس بالأمان على مستوى العالم كله.... ربما لم يحدث من قبل فى تاريخ البشرية أن يعم هذا الشعور الكوكب كله. والسؤال عن كيفية التغلب على الشعور بالحزن تجعل فهم مراحل الحزن أمر ضرورى حيث يشير الكاتب إلى تلك المراحل وباتخاذ أزمة وباء كورونا كمثال فتكون المرحلة الأولى هى مرحلة الإنكار....هذا الفيروس لن يؤثر فينا... لن نصاب بالمرض.... ثم تأتى مرحلة الغضب وفيها مشاعر الغضب والضجر جراء البقاء فى المنازل والامتناع عن العديد من الأنشطة التى كنا نمارسها من قبل.... ثم تأتى مرحلة المساومة... حسنًا... إن بقينا أسبوعين فى المنزل والتزمنا بالتباعد الاجتماعى هل ستتحسن الأمور؟.... ثم تأتى مرحلة الحزن والاكتئاب حيث يحدث الناس أنفسهم... نحن لا نعرف متى تنتهى هذه الغمة.... ثم المرحلة الخامسة وهى مرحلة القبول.... نتقبل وجود الوباء وأن علينا أن نعمل وتعود جميع الأنشطة إلى الحركة...بالتقبل علينا أن نعرف كيف سنتعامل مع هذا الواقع وتمضى الحياة أيضًا. المرحلة السادسة هى مرحلة «المعنى» أى ألا نتوقف عند القبول ولكن أن نتفكر فى معنى كل ما يحدث حولنا وأن نبحث عن الجوانب الإيجابية فى الأمر... أن نرى الضوء فى نهاية النفق فليست كل مشكلة قاصمة للظهور أو لن تنتهى أو ليس لها حل... قبول المشكلة والتفكر فى المعنى هما المرحلتان النهائيتان وبدونهما فإن الحزن ينتصر والحياة تنتهى.
