من منا لم يفقد شخصا قريبا؟ للأسف نتعرض جميعا لفقد أشخاص مقربين فى حياتنا، ويبقى التحدي الأكبر هو كيفية تخطى الشعور بالحزن فى حالة الفقدان. ويختلف رد فعل كل شخص وتعامله مع فراق أحد الأشخاص المقربين له، والذى قد يكون فردا من العائلة أو صديق أو شريكة حياة، أو ربما يكون خسارة حلم أو وظيفة أو حالة صحية أو ثروة أو حيوان أليف. لكن يبقى الجزء المشترك بين كل الأشخاص الذين فقدوا أحبتهم، أو أشياء ذو قيمة هو المرور بفترة حزن وألم قد يصعب تجاهلها. ولتخطى هذه الأزمة يجب طلب المساعدة من شخص موثوق به، والتعرف على مراحل التغلب على الأزمة والتحديات التى ستواجهها، ويجب تعلم طرق صحية للتعامل مع الأحزان وإحساس الضياع بعد فراق الأشخاص الأعزاء. ومن الطبيعى أن يبدأ الحزن كبيرا حيث يعجز الفرد عن ممارسة حياته الطبيعية كما كانت، وقد يصاحب ذلك أيضا مشاعر غير متوقعة وصعبة، بداية من الشعور بالصدمة أو الغضب الى التأنيب واللوم والألم الشديد. ويؤثر الحزن بشكل سلبى على الصحة النفسية والجسدية، وقد يؤدى إلى اضطرابات فى النوم والأكل والتفكير السليم. ويجب العلم أن جميعها مشاعر ونتيجة طبيعية بعد خسارة أحد الأفراد المهمين فى حياتنا، ذلك أنه بالطبع هناك عدة طرق صحية للتعامل مع الألم،والتى من شانها تخفيف أعراض الحزن، وتسهيل التأقلم ثم المضى فى الحياة بشكل طبيعي. ويؤكد الخبراء كما ذكر موقع «هيلب جايد» الأمريكي، أن أول خطوة لتخطى الأزمة هى الإقرار والاعتراف بشعور الألم، ومعرفة وقبول أن الحزن سوف يصاحبه مشاعر معقدة ومختلفة،وفهم أن مرحلة الحزن فردية وتختلف من شخص لأخر. ومن الخطوات المهمة يجب اللجوء إلى المساعدة وعدم الانغلاق، فهناك العديد من الأشخاص على استعداد للمساعدة لمرورهم بنفس الحالة وفهم أهمية هذه الخطوة. ويجب الاهتمام بالصحة الجسدية عن طريق المداومة على ممارسة الرياضة، لتجنب الوقوع فى أزمات صحية. ويجب أيضا أن لا نخلط بين الحزن والاكتئاب،فطريقة تعاملنا مع الحزن هى التى سوف تنقذنا من الوصول الى مرحلة الاكتئاب. ومن المهم معرفة مراحل شعور الفقدان والتى تبدأ بالإنكار ثم الغضب ثم لوم النفس والتفكير فى ماذا لو؟ ثم الحزن الشديد والأقرب إلى الاكتئاب، ثم بعد ذلك مرحلة القبول أو تقبل الأمر الواقع، والدخول فى مرحلة سلام مع الأزمة بحسب استجابة الأشخاص المختلفة. ولا تصدق أن هناك مدة زمنية محددة لنسيان الألم،فالبعض يقول أنها سنة، لكنها تختلف من شخص الى آخر وفقا لتعامله مع الحالة،فقد تكون أقل من سنة أو أكثر. ووفقا لمجلة سيكولوجى توداى يؤكد «ويليام وردين» عالم النفس الأمريكى أن أهم خطوات الشفاء من الألم يجب أن تبدأ بقبول ما حدث، واستيعاب أنه حقيقة بالفعل،ثم العمل على تخطى مرحلة الحزن بالطرق المختلفة،ثم تنظيم حياتك والتأقلم بشكل أو بآخر على الحياة دون الشخص أو المفقود.