لأول مرة منذ إنشائه أطاحت انتخابات برلمان الثورة بالعائلات البرلمانية العريقة والتي توارثت مقاعد البرلمان أجيالاً متعددة منذ عهد الملكية حتي زوال نظام الرئيس المخلوع ولم يكن سقوط رموز العائلات البرلمانية هو المفاجأة الوحيدة بل كانت المفاجأة الحقيقية هو السقوط المذري والخروج بشكل يدعو إلي الضحك أحيانا بعد أن خرجت رموز من العملية الانتخابية بعد حصولها علي عدد من الأصوات بما يعادل 10٪ من أصوات عائلتها بعد أن كانت تحتكر البرلمان لسنوات طويلة وبأرقام لا تعد ولا تحصي من الأصوات حتي فوجئنا برموز عندما كانت تترشح للبرلمان تحصل علي عدد من الأصوات يصل إلي أكثر من 250 ألف صوت لم تستطع الحصول علي عشرة آلاف صوت لأن مجلس الشعب كان ملكًا للحزب الوطني يدخل فيه من يشاء ويخرج منه من يشاء وحدث ذلك في انتخابات عام 2005 عندما فوجئ الجميع بسقوط اللواء حازم حمادي في دائرة مركز سوهاج وبعد عامين عاد إلي مجلس الشعب بحكم محكمة وكان الوحيد الذي تم تنفيذ حكم المحكمة له. وفي العشرين عاماً الأخيرة كان مجلس الشعب تحكمه العائلات فقط والتي أصبحت أسماؤها مرتبطة بمقاعد البرلمان حتي جاء برلمان الثورة وغير المفاهيم لتختفي العصبيات والقبليات في مواجهة الأحزاب الجديدة خاصة الأحزاب ذات المرجعيات الدينية والتي استطاعت أن تنفذ داخل العائلات وتغيير المفاهيم القديمة وإن كان هناك عدد قليل جدًا مازال يتمسك بتلك المفاهيم في محافظة قنا في ثلاث دوائر فقط هي نجع حمادي والرئيسية ودشنا وإن كانت أقل حدة من الماضي بعد أن وحدت الأحزاب الصفوف في مواجهة الأشراف والعرب والهوارة. فقد شهدت محافظات الصعيد خروجاً مهيناً لرموز العائلات التي ظلت لسنوات طويلة تسيطر علي البرلمان لدرجة أن البعض تعود أن كرسي البرلمان في عدد من دوائر الصعيد أصبح ملكًا خاصاً لهذه العائلات والتي اعتبرته بالفعل إرثاً لها لا يستطيع أحد أن ينافسها عليه من العائلات الأخري والتي كانت تنظر للبرلمان علي أنه لا يجوز الترشح عليه لأنه ملك هذه العائلات والمعروف أن الصعيد يمتلك في البرلمان الحالي 142 مقعداً موزعة علي محافظات الصعيد وهي بني سويفوالفيوموالمنياوأسيوط والوادي الجديد وسوهاجوقنا والبحر الأحمر وأسوان وقد خرجت منه العائلات التي احتكرت البرلمان لسنوات طويلة حيث أطاح برلمان الثورة بالعائلات التي احتكرت مقاعد البرلمان لما يزيد علي 50 عاما وقد ظهر ذلك واضحا في محافظة سوهاج والتي شهدت خروجا مذريا للعائلات صاحبة التاريخ الطويل مثل عائلة حمادي والتي خرج منها حازم حمادي الذي ظل في البرلمان لثلاث دورات متتالية وهو سليل عائلة حمادي صاحبة التاريخ العريق في البرلمان وكذلك خرجت عائلة عبدالآخر التي تعد من أكبر عائلات الصعيد التي جاء منها الوزراء والمحافظون مثل حلمي عبدالآخر وعمر عبدالآخر وأبوستيت وأبوكريشة والضبع ورضوان وأبوحجي وعائلة صبحي سليمان ومازن وعاشور التي ينتمي لها نقيب المحامين سامح عاشور والتي كانت حتي فترة قريبة ينجح منها عضوان بالبرلمان وكذلك عائلة أبورحاب والشمندي. أما في أسيوط فحدث ما لا يحمد عقباه لعدد كبير من العائلات التي ظلت في البرلمان سنوات طويلة مثل عائلة هريدي في مدينة البراري والتي لها باع طويل مع البرلمان بداية من المحامي الشهير والبرلماني الكبير ممتاز نصار وحتي وقت قريب وكذلك عائلة أبوعقرب بمدينة أبوتيج والتي ظلت حتي وقت قريب تحتكر مقعدا بمجلس الشعب وآخر في مجلس الشوري كان آخرهم أحمد أبوعقرب البرلماني الشهير والصديق المقرب أيضا من أحمد عز والذي خرج في الانتخابات الأخيرة بشكل مذر وكذلك عائلة مكي والكيلاني بديروط والتي كانت تحتكر مقعداً بالبرلمان منذ أكثر من 40 عاماً وظلت حتي انتخابات 2010 لها عضو في البرلمان مع عائلة قرش وحتي جاء برلمان الثورة فأطاح بعائلات كيلاني خارج البرلمان. وفي المنيا شهدت المحافظة خروج عائلات ذات سمعة عريقة في البرلمان أمثال عائلة سعداوي وعائلة مفتاح وعائلة طه وتوفيق والكاشف وغيرها من العائلات حيث فضل البعض منهم عدم خوض الانتخابات مثل عائلة طه المتمثلة في كبير العائلة اللواء فاروق طه الذي ظل عضواً في البرلمان طوال أكثر من 25 عاما وكان رئيسا للجنة الأمن القومي في مجلس الشعب دورة عام 2005 والذي فضل عدم الترشح في دائرته بأبوقرقاص وكذلك فعل صديقه وابن الدائرة الذي كان يتقاسم معه المقعد مجدي سعداوي ابن عائلة سعداوي وخرج من البرلمان أيضا اللواء مصطفي توفيق بعد السقوط المدوي له علي مقاعد الفردي وأيضا خرجت عائلة الكاشف في ملوي وعائلة عامر شقيق وزير الحربية الأسبق عبدالحكيم عامر وكذلك عائلة أبوحته وشمروخ ومكاوي. وفي القليوبية وبالتحديد في مدينة طوخ حيث ظلت عائلة الفيومي محتفظة بمقعدها في البرلمان دورات متتالية في ظل وجود النائب عطية الفيومي والذي استمر علي هذا المقعد سنوات طويلة وتولي بعده أولاده وراثة الكرسي حتي أن عصام الفيومي استطاع أن يحصل علي الكرسي في مدينة نصر وشقيقه سيد الفيومي ورث كرسي والده لعدة دورات متتالية إلا أن الثورة أطاحة بالتوريث في القليوبية وخرجت عائلة الفيومي من البرلمان كما اختفت عائلة عودة التي احتفظت بالمقعد عدة دورات في منطقة شبرا الخيمة بعد حبس العضو السابق عن الدائرة محمد عودة عقب اتهامه في موقعة الجمل كما اختفت عائلة شديد ومرعي والتي تعد أهم العائلات في الدائرة وكذلك اختفت عائلة الحمزاوية في طحانوب وراشد وبركات والطناني. وخرجت عائلات عريقة من البرلمان في الشرقية مثل عائلة أباظة التي ظلت طوال أكثر من 50 عاماً تحتكر كرسي البرلمان لما لها من رصيد ضخم لدي أبناء الدائرة كان آخرهم أحمد أباظة في برلمان عام 2010. وفي الإسماعيلية اختفت عائلة عثمان والتي تنتمي إلي زعيمها عثمان أحمد عثمان الرئيس السابق لشركة المقاولون العرب والتي ظلت لسنوات طويلة تحتكر مقعد البرلمان في الإسماعيلية وإن كان آل عثمان في الإسماعيلية من أهم العائلات التي تلاقي ترحيبا وحبا منقطع النظير بين أبناء الإسماعيلية جميعا خاصة من الجماهير العاشقة لفريق الإسماعيلية الذي كان يلاقي دعما كاملا من أبناء عثمان أحمد عثمان كما اختفت أيضا عائلات غنام المتمثلة في ابنها أحمد غنام آخر أعضاء مجلس الشعب في الدورة الماضية وعائلات رجيح وشعيب وظهرت شخصيات أخري استطاعت أن تقفز علي البرلمان في الإسماعيلية ولم يكن لها دور سياسي سابق من قبل بعد عمليات التهميش التي أصابتها بفعل الحزب الوطني المنحل. ومن الإسماعيلية إلي القاهرة حيث شهدت القاهرة تراجع عدد كبير من العائلات التي حظيت بمقعد مجلس الشعب لسنوات طويلة واختفت مع ظهور ثورة يناير ولن نشاهدها تحت القبة في برلمان الثورة مثل عائلة رستم والتي ظل سيد رستم عضو مجلس الشعب الذي رحل عن دنيانا بعد نجاحه في برلمان 2010 بأيام قليلة وكان عضواً في مجلس الشعب منذ عام 1969 مرة في صفوف المعارضة ومرات في صفوف الحزب الوطني فهو أحد أعضاء مجلس الشعب الذين دافعوا عن العمال في بداية حياته في حزب العمل ثم انتقل إلي صفوف الحزب الوطني ليظل عضوا من خلاله عن دائرة الساحل وكذلك في دائرة قصر النيل اختفي عبدالعزيز مصطفي وكيل مجلس الشعب لأكثر من 20 عاما والذي ظل يحتكر مقعد مجلس الشعب عن العمال والفلاحين في دائرة أولاد الذوات كما يطلق عليها حتي قيام ثورة 25 يناير وفضل عبدالعزيز مصطفي عدم الترشح مرة أخري كذلك اختفت عائلة المحجوب في حلوان والتي ظل يمثلها الدكتور محمد علي محجوب وزير الأوقاف السابق لسنوات طويلة وكذلك اختفت عائلة السلاب والتي كان يمثلها الراحل مصطفي السلاب في دائرة مدينة نصر وكذلك أيضا عائلات النفاوي في بولاق أبوالعلا مع عائلة القاضي التي مثلها لأكثر من 20 عاماً بدر القاضي حتي رحل بعد أداء حلف اليمين في برلمان 2010 ثم تبعه ابنه كريم بدير القاضي وكذلك عائلة بيومي في الدائرة نفسها وعائلة العبودي في دائرة الموسكي وعائلات وهدان في باب الشعرية ورضوان في روض الفرج وطه وراضي والسعيد في مصر القديمة وغيرها من العائلات التي ظلت علي مقاعد البرلمان لسنوات طويلة دون أن يستطيع أحد أن يزحزحها وكذلك أيضا اختفت عائلات عريقة في محافظات المنصورة مثل عائلة بركة والمفريجي في دمنهور ووالي في الفيوم والتي مثلها الدكتور يوسف والي وزير الزراعة السابق لسنوات طويلة وعدد آخر من أبناء عائلة والي والتي رفضت خوض انتخابات مجلس الشعب الأخيرة وكذلك عائلات رحومة وخطاب والبرتقالي في الجيزة.