ورشة عمل بالأعلى للثقافة عن حماية المرأة من العنف الإلكتروني    التخصصات المطلوبة.. ما هي شروط وطريقة التقديم لوظائف وزارة الكهرباء؟    القومي للمرأة: مبادرة ملهمات عربيات تبني نموذج القدوة والتنمية    946 شكوى للأوقاف و9 آلاف للبيئة.. استجابات واسعة وجهود حكومية متواصلة    أسعار سبائك الذهب لجميع الأوزان في الصاغة بدون مصنعية    آخر تطورات سعر صرف الإسترليني فى البنوك المصرية    وزير الاتصالات يفتتح عددا من المشروعات التكنولوجية بالمنصورة    صندوق النقد الدولي: الرؤية الاقتصادية لمصر أصبحت أكثر وضوحًا واتساقًا    محافظ أسيوط يتابع إنشاء مجمع تجاري وإداري متكامل لدعم التنمية وتعزيز الخدمات    «الري»: تنفيذ 6 مشروعات لحماية الشواطئ ب5 محافظات    عاشور يستقبل مفوض التعليم والعلوم والابتكار بالاتحاد الإفريقي    وزير خارجية تركيا: مفاوضات قوة الاستقرار في غزة لا تزال مستمرة    وزير الخارجية يلتقى وزراء المالية والتجارة والصناعة والمواصلات فى دولة قطر    وزير خارجية إسبانيا: الضفة الغربية وغزة ينبغي أن تكونا تحت سلطة فلسطينية موحدة    استشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف الاحتلال الإسرائيلي لبيت لاهيا    الجيش الباكستاني: مقتل 9 مسلحين خلال عمليتين أمنيتين بإقليم خيبر بختونخوا    مصر تبحث مع وكالة الطاقة الذرية الاستخدامات النووية السلمية بمحطة الضبعة وملف إيران    كأس العرب| البحرين في مواجهة الجزائر.. والسودان يصطدم بالعراق    كاف عن مجموعة مصر في كأس العالم 2026: فرصة ذهبية للتأهل    مواعيد مباريات اليوم السبت 6- 12- 2025 والقنوات الناقلة    موعد مباراة برشلونة وبيتيس في الدوري الإسباني.. والقنوات الناقلة    تجديد حبس نصاب ورق الطباعة في الزيتون    أولى جلسات محاكمة المتهمين في قضية رشوة مصلحة الضرائب بعد قليل    تجديد حبس عاطلين في النصب على المواطنين بالقاهرة    مقتل عنصر شديد الخطورة وضبط ترسانة أسلحة ومخدرات بقيمة 80 مليون جنيه    المركز القومي للمسرح يعلن مسابقة تأليف مسرحي جديدة عن "توت عنخ آمون"    خالد جلال يدعم منى زكي بعد مشاهدة فيلم «الست»    «الشروق» تسلط الضوء على «حياتي» لأحمد أمين تزامنا مع احتفاء معرض القاهرة للكتاب بمرور 140 عاما على ميلاده    وزيرا الأوقاف والرياضة يفتتحان فعاليات المسابقة العالمية ال32 للقرآن الكريم| صور    دار الإفتاء المصرية تواصل قوافلها الإفتائية إلى شمال سيناء لتعزيز الوعي الديني ونشر الفكر المستنير    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 6-12-2025 في محافظة الأقصر    بحضور وزير الأوقاف بدء المؤتمر العالمي لافتتاح المسابقة العالمية للقرآن الكريم في "نسختها ال32"    فحص أكثر من 7 ملابين طالب بمبادرة الكشف عن الأنيميا والسمنة والتقزم    الصحة: توقعات بوصول نسبة كبار السن من السكان ل 10.6% بحلول 2050    احذر من أضرار القاتل الصامت، استشاري يكشف 5 خرافات خطيرة بشأن أمراض القلب    تخريج أول دفعة من برنامج التدريب الميداني للوبائيات «مسار مكافحة ناقلات الأمراض»    الرئاسة في أسبوع.. السيسي يوجه بإطلاق حزمة التسهيلات الضريبية الثانية.. يشهد افتتاح المعرض الدولي (إيديكس 2025).. يهنئ منتخب الكاراتيه.. ويؤكد الموقف المصري الثابت والداعم للقضية الفلسطينية    القومي للمرأة ينظم فعاليات الاجتماع التنسيقي لوحدات المرأة الآمنة بالمستشفيات الجامعية    لاعب بلجيكا السابق: صلاح يتقدم في السن.. وحصلنا على أسهل القرعات    فرق غوص متطوعة تصل مصرف الزوامل بالشرقية للبحث عن التماسيح (صور)    بجوائز 13 مليون جنيه.. انطلاق المسابقة العالمية للقرآن الكريم اليوم    بيراميدز يسعى لمواصلة انتصاراته في الدوري على حساب بتروجت    منتخب مصر المشارك في كأس العرب يواجه الإمارات اليوم بحثا عن الانتصار الأول    «مدبولي» يتابع حصاد جهود منظومة الشكاوى الحكومية خلال نوفمبر 2025    متحف التحرير يكشف دور الجعارين عند الملوك القدماء    استكمال محاكمة 32 متهما في قضية اللجان المالية بالتجمع.. اليوم    بعتيني ليه تشعل الساحة... تعاون عمرو مصطفى وزياد ظاظا يكتسح التريند ويهيمن على المشهد الغنائي    "قتل اختياري".. مسلسل يفتح جرحًا إنسانيًا عميقًا ويعود بقضية تهز الوجدان    مروة قرعوني تمثل لبنان بلجنة تحكيم مهرجان الكويت المسرحي بدورته 25    رئيس وزراء الهند يعلن عن اتفاقية مع روسيا ومرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي    عائلة أم كلثوم يشاهدون العرض الخاص لفيلم "الست" مع صناعه وأبطاله، شاهد ماذا قالوا (فيديو)    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى مدينة 6 أكتوبر دون إصابات    مصر والإمارات على موعد مع الإثارة في كأس العرب 2025    رغم العزوف والرفض السلبي .. "وطنية الانتخابات" تخلي مسؤوليتها وعصابة الانقلاب تحملها للشعب    قائمة أطعمة تعزز صحتك بأوميجا 3    كندا ترفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب    محمد موسى يكشف كواليس جديدة عن فاجعة مدرسة «سيدز»    أزمة أم مجرد ضجة!، مسئول بيطري يكشف خطورة ظهور تماسيح بمصرف الزوامل في الشرقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رحل المبهج.. جورج سيدهم
تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمى للمسرح
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 29 - 03 - 2020

مرت ذكرى الاحتفال باليوم العالمى للمسرح 27 مارس لعام 2020 حزينة بائسة وكأنها يوم المسرح الحزين؛ فلم يتوقف الأمر عند إغلاق جميع المسارح بالعالم بسبب ما يشهده اليوم من حدث استثنائى بانتشار وباء «كورونا » المستجد الذى تسبب فى توقف حركة الحياة الإنسانية وليست فقط المسرحية؛ بينما شهد الواقع المسرحى والفنى فى مصر حدث آخر حزين برحيل الفنان المبهج القدير «جورج سيدهم» الذى أبى أن يرحل إلا فى هذا اليوم الكبير وكأن عشقه للمسرح وارتباطه الشديد به شاء أن تبقى ذكرى رحيله عالقة فى الأذهان بيوم احتفال العالم بالمسرح فى لحظة واحدة.
كوميديا عابرة للزمن كسر جورج سيدهم معايير الكوميديا النمطية بأسلوبه وأدائه فلم يعتمد على روحه الطيبة وطاقته المشعة بالبهجة والمرح فقط فى صناعة كوميديا غير اسهلاكية بل كان أيضا لمظهره وتركيبته الجسمانية دورا فى منحه شكل كاركاتيرى ربما ساعده كثيرا فى أداء بعض الشخصيات مثل تقمصه دور المرأة فى أكثر من موضع وبالتالى تفرد ثلاثى أضواء المسرح فى اللعب باختلافهم الجسمانى استغلوه استغلالا كبيرا فى صناعة تركيبة كوميدية ربما لم تتكرر فى عالم الفرق المسرحية؛ قدموا معا كوميديا ممتدة الصلاحية؛ لا تنتهى صلاحيتها برغم طول السنين وتغير مفاهيم كتابة وصياغة عمل كوميدى تماشيا مع العصر الحالى إلا أن الشكل والقالب الفنى الذى اعتاد ثلاثى أضواء المسرح تقديمه سواء فى إلقاء اسكتشات كوميدية مسرحية على طريقة «الاستاند آب كوميدى» أو فى تقديم مقاطع مغناة بالأعمال السينمائية ارتبط بها الجمهور والمشاهد المصرى سنوات طويلة وامتد مفعولها إلى يومنا هذا، فالأجيال التى لم تعاصر هذا الفريق الذى أسس عام 1967 مازالت تتابع بشغف وتضحك على افيهات ومواقف كوميدية بذل أصحابها جهدا فى صناعتها وصياغتها على مستوى الكتابة والشكل والتكنيك والتأليف الموسيقى؛ فأصبحت خالدة دائمة فى صناعة البهجة والمرح لكل جيل لا تفسد أو تهرم بمرور الوقت وكأنها كوميديا عابرة للزمن..!

«ملاك البسمة»

فى دورته الرابعة لعام 2019 كرم مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى الفنان الراحل وأصدرت إدارة المهرجان احتفاء به كتابا بعنوان «مهندس الضحك» أعدته الكاتبة سلوى عثمان؛ كما كان قد سبق وأن كتب عنه الكاتب طاهر البهى كتابا آخر بعنوان «ملاك البسمة» عام2003 كلا الكتابين تضمنا معلومات وافية ودقيقة عن حياة الفنان الراحل وكانا لهما الفضل الأكبر فى استغلالهما كمرجع كبير لمعرفة كواليس وأسرار حياة « جورج سيدهم» .

«دش بارد»

هو «جورج شفيق سيدهم » ولد فى مدينة جرجا بمحافظة سوهاج يوم 28 مايو عام 1938 كان يعمل أباه موظفا بأحد البنوك ويعتبر سيدهم هو الابن الرابع بين خمسة أشقاء بينهم بنت واحدة؛ بعد حصوله على الشهادة الإعدادية ترك أسرته فى مدينة جرجا وانتقل إلى الحياة فى القاهرة وكانت قد تفجرت موهبته فى التمثيل خلال مرحلة الدراسة الثانوية، كان يقوم بتقليد العديد من الشخصيات أثناء المرحلة الثانوية ثم أصبح رئيسا لفرقة التمثيل بالمدرسة وبعد انتهاء مرحلة الثانوية التحق بكلية الزراعة جامعة عين شمس وتخرج بعد حصوله على درجة البكالوريس عام 1961 وخلال فترة دراسته الجامعية ترأس فرقة المسرح بكلية الزراعة ثم تعرف عليه االجمهور لأول مرة خلال تلك الفترة عندما قدم فقرة صامتة بعنوان «دش بارد» فى برنامج تسالى للتليفزيون.

رفض الرباعية الفنية

تعرف على رفقاء دربه من خلال الفرق المسرحية والمنتخبات الفنية الجامعية الضيف أحمد من آداب القاهرة، سمير غانم كلية الزراعة بمدينة الإسكندرية؛ قاموا معا بتكوين فريق ثلاثى أضواء المسرح حيث التقى الكوميديانات الثلاث عن طريق نجاحهم فى منتخبات الجامعات التى كانت تنظم مهرجانات مسرحية تضم منوعات فنية كان ضمن هذه المنوعات تقديم فقرات كوميدية، وكان يرأس سمير غانم فريق جامعة الإسكندرية والضيف أحمد رئيس فريق جامعة القاهرة وجورج سيدهم رئيس فريق جامعة عين شمس تنافس الثلاث على الفوز بكأس الجامعات للتمثيل وفاز به سمير غانم عام 1959، والضيف أحمد 1960 ، وجورج سيدهم 1961 اكتشفهم المخرج محمد سالم وقدمهم باسم «ثلاثى أضواء المسرح » فى أول اسكتش « دكتور الحقني » ويعود إليه الفضل فى تقديمهم للتليفزيون وفوازير رمضان وكانوا هم واضعى أفكارها، ويقومون بكتابتها قدم معهم أنجح برامجه ثم بدأت تدور فى ذهنه فكرة تشكيل فرقة مسرحية تعتمد على مواهبهم ووضع لها اسم «فرقة ثلاثى أضواء المسرح » كان هناك مشروع لانضمام عادل نصيف فى بداية تشكيل الفريق، قبل انضمام الفنان سمير غانم لكن نصيف لم يعجبه وضع العمل بالفريق وقرر الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد مشاركته فى عرض «حواديت وبراغيت » ثم حاول العودة من جديد بعد السفر لكنهم رفضوا عودته بعد اعتيادهم على سمير غانم والعمل معه بجانب أنهم لم يتنازلوا عن كونهم ثلاثى فقط ورفضوا أفكار نصيف بتحويل الفريق إلى رباعى أو خماسى كما اقترح عليهم لإعادته.

كوميديا منسجمة

صنع هذا الثلاثى حالة فنية متفردة واستثنائية بكل المقاييس سواء فى غزل وصياغة أعمال كوميدية جديدة ومختلفة عن العصر الذى ظهروا فيه مرورا بالقالب الفنى الذى وضعت فيه هذه الأعمال أو الذى تشكل عليه هذا الفريق فلم يعتمدوا على الاندماج أو التلاحم والانسجام معا فى الشكل والمضمون بل على العكس قدم كل منهم من خلال طبيعته الخاصة والمتفردة عن غيره كما ذكرنا، كوميديا منسجمة خرجت من رحم اختلافهم الجسمانى أولا والحس الفكهاى ثانيا بدءا من الضيف أحمد الذى كان يبدو ضعيف البنيان لكنه يتعمد التظاهر بالعكس، ثم سمير غانم النحيف الطويل وأخيرا جورج سيدهم القصير البدين، ساهمت هذه الطبيعة المختلفة فى اللعب على هيئتهم الخارجية وكذلك فى شكل واسلوب الإضحاك وإلقاء الإفيهات وبالتالى انسجموا معا عن طريق الاختلاف وليس عن طريق التشابه فى المنطق والبنيان الجسدى فخرجت أعمالهم محملة بمزيج من العفوية والتلقائية النادرة والتنوع المقصود فى صناعة الضحك ونجحوا فى إضحاك الجمهور دون تصنع أو ابتذال.

خلاف سالم والثلاثى

بدأت الفرقة عملها بمسرح الشاطبى بالإسكندرية ثم انتقلت إلى القاهرة حتى وقع خلاف كبير بين محمد سالم والثلاثى حول أسلوب إدراة الفريق لأنه كان يريد أن تبقى هذه الفرقة فى قالب فنى غنائى استعراضى بينما رأى أعضاؤها أن هذا المشروع يحتاج إلى إمكانيات ضخمة لا تقوى الفرقة على تحملها، كان الفنان جورج سيدهم هو العقلية الإدارية المالية المدبرة للفريق ومن بين أفكاره التى ساعدت فريقه على تجاوز الكثير من المحن المادية فكرة ذهابهم وتقديم عروض فى السجون دعت الفرقة عددا كبيرا من ضباط الشرطة لمشاهدة العرض «اتسجن آه إنما بمزاجي» ثم تقدمت باقتراح لوزارة الداخلية ووزيرها فى ذلك الوقت شعراوى جمعة لتقديم عرضها على النزلاء بالسجون وافقت الوزارة وقدم العرض أمام ثلاثة آلاف سجين فى مايو 1971 لاقى العرض ردود فعل قوية وأصداء واسعة ثم قدمت الفرقة فى الشهر التالى نفس العرض بسجن القناطر وسهر المساجين فى سجن القناطر إلى الساعة الحادية عشرة مساء لأول مرة فى تاريخ السجن الذى لم يكن يسمح بالتواجد فيه خارج الزنازين بعد غروب الشمس، وكانت تعتبر المرة الأولى التى يقدم فيها عرض مسرحى للمساجين، تعرضت الفرقة إلى أزمة أخرى مع عرض «مطلوب لمونة » لمؤلفه الإذاعى أحمد سعيد ففى يوم الافتتاح تقرر إغلاق العرض بسبب أزمة بين أحمد سعيد والسلطة التى حالت دون تقديم عرضه ووقع وقتها جورج سيدهم فى ورطة لأنه كان يريد تقديم هذه المسرحية بشدة لكنه قرر آسفا إعادة التذاكر إلى الجمهور بينما حدث موقف غريب رفضت الجماهير بشكل جماعى استرداد النقود وقالوا«:إنها مقابل مقاعدنا فى عرضكم المقبل».

وجوه جديدة

ساهم الثلاثى فى تقديم العديد من النجوم بالساحة الفنية بدأت بعرض «حواديت وبراغيت » عام 1967 قدموا سهير البارونى، زكريا موافى، هدى فريد، وأحمد نبيل، ثم «حدث فى عزبة الورد» 1968، و«طبيخ الملايكة» 1969 قدموا هالة فاخر، سناء ماهر، وأسامة عباس واستمر معهم نفس فريق العمل فى مسرحية «أحدث إمرأة فى العالم»، «كل واحد وله عفريت»، «الراجل اللى جوز مراته»، أما فى عرض «فندق الأشغال الشاقة عام 1970 قدموا الممثلة الشابة صفاء أبو السعود التى شاركت فيما بعد فى أشهر مسرحيات الفرقة « موسيقى فى الحى الشرقي»، «عارضة الأزياء بريجيت » بالإضافة إلى الممثلة الشابة فادية عكاشة، كما قدموا سبعة أطفال فى عرض «موسيقى فى الحى الشرقي» 1972، وفى مسرحية «جوليو وروميت » سنة 1973 أسندت الفرقة البطولة النسائية إلى الوجه الجديد بوسى فى أول بطولة فى حياتها الفنية كما قدمت نجاح الموجى فى عرض «حواديت»، وفى فندق الثلاث ورقات» 1974 قدموا نسرين وصلاح ذو الفقار بعد الانسحاب الأول المفاجئ للفنان سمير غانم ثم فى «من أجل حفنة نساء» قدموا لأول مرة الفنانة معالى زايد ومعها الفنانة فريدة سيف النصر لعبوا نفس الدور فى «المتزوجون»، «حب فى التخشيبة»، «لو انت قط أنا فار«.

لحظات الانكسار

مر الفريق بفترات انتصارات وانكسارات ربما تعتبر فترة انطلاقه للساحة الفنية والنجاح الكبير الذى حققوه معا فى البداية هى أوج انتصاراتهم وفرض نفوذهم ككوميديانات لهم بصمة واضحة بالمسرح والسينما والتليفزيون، بينما بدأت مرحلة الانكسار بوفاة الضيف أحمد الذى أكد عنه سمير غانم أنه كان عقلية فنية هامة ومحركة للفريق وأخرج لهم بعض عروضهم أهمها «الراجل اللى جوز مراته» و»كل واحد له عفريت » وهو آخر عرض شارك به مع الفريق حيث توفى أثناء البروفات النهائية لهذا العرض وهو يوصى سمير غانم بضرورة حضور البروفة فى موعدها قال سمير غانم عن هذه الواقعة ..«كنا عائدين من الأردن وبعد وصولنا لمطار القاهرة ظل يوصينى على ضرورة الحضور غدا فى موعد البروفة حتى أننى تعجبت من صرامته ثم تركنا ووقف وحيدا شاردا وفى منتصف ليل نفس اليوم فوجئت باتصال هاتفى من جورج سيدهم يخبرنى بوفاة الضيف أحمد كانت صدمة كبيرة لنا جميعا وغير متوقعة على الإطلاق لأننا كنا بدأنا حلما ومستقبلا نتمنى أن نكمله معا وبالتالى لم أقبل بأى شكل من الأشكال ملء مكانه الفارغ بأى شخص آخر مهما بلغ حجم التشابه بينه وبين الفنان الراحل وبالفعل تقدم لنا كثيرون منهم يشبهونه للغاية لكننا رفضنا بشدة وتمسكنا بأن يبقى اسم الثلاثى كرمز فأنا ممثل لكيان الثلاثى بمفردى وكذلك جورج سيدهم»؛ كتب أيضا الضيف أحمد فيلم «ربع دستة أشرار»، ولحن بنفسه اسكتشات فيلم «30 يوم فى السجن؛ بعد صدمة وفاته بقى شبح الخلاف المادى وأزمة الإدارة الذى طارد الفريق؛ استكمل الثنائى جورج سيدهم وسمير غانم المسيرة بمسرحيات «المتزوجون»، «فندق الأشغال الشاقة»، «موسيقى فى الحى الشرقى»، «جوليو وروميت»، «أهلا يا دكتور » وتعتبر آخر الأعمال التى جمعتهم سويا بعده انفصل الفنان سمير غانم تماما عن الفريق غازله العمل وقتها مع فريق «النيل» لصاحبه مطيع زايد وبالفعل قدم معهم أكثر من عرض مسرحي؛ بينما ظل جورج مخلصا لاسم وسمعة فريقه فقدم ثلاث مسرحيات باسمه «لو انت قط أنا فار»، «حب فى التخشيبة»، «نشنت يا ناصح» وبالتالى تعرض الفريق لأزمات فنية ومادية شديدة تسببت فى أزمة قلبية للفنان جورج سيدهم نقل على إثرها إلى لندن لإجراء عملية فى شرايين القلب على يد الدكتور مجدى يعقوب وكانت سبب مراحل الانكسارات المتتالية وفاة الضيف أحمد المفاجئ، ثم إصرار سمير غانم على الانسحاب من الفريق ومطالبته بمستحقاته المادية، تلاه الحريق والخسائر التى لحقت بمسرح الهوسابير بعد أحداث الشغب فى منتصف الثمانينات والتى تسببت فى خسارة مادية كبيرة لجورج سيدهم حيث تضاعفت الديون على الفريق فقام شقيقه أمير سيدهم برهن مسرح الهوسابير لأحد البنوك وحجز البنك على المسرح لعدم سداد القرض، ثم هاجر أمير سيدهم مدير الفرقة والمسئول المالى والإدارى إلى أمريكا فتحمل جورج بمفرده سداد جميع الخسائر والديون ثم أصيب بجلطة خفيفة فى المخ وبعدها جلطة كاملة أعجزته عن الحركة والكلام منذ عام 1997، وهكذا انطفأ حلم الفريق بمرور الأزمات والزمن ولم يبق سوى ذكريات الأيام الجميلة التى جمعتهم معا.

مسرحيات سيدهم

تدرج عمل الراحل جورج سيدهم بالمسرح كما ذكره الناقد عمرو دوارة تاريخيا حيث عمل منفصلا أحيانا عن فريق « ثلاثى أضواء المسرح» بعروض فى مسرح الدولة، المسرح الحديث «المصيدة» عام 1963، المسرح العسكرى «العروبة» الأستاذ كالون 1964، مسرح الحكيم «الرجل اللى ضحك على الأبالسة» 1966، وفى فريق الثلاثى قدم «حواديت.. أبناؤنا فى الخارج_زفة العروسة»، «براغيت» 1967، «حدث فى عزبة الورد» 1968، «أحدث زوجة فى العالم»، «طبيخ الملائكة»، «كل واحد وله عفريت» 1969، «الراجل اللى جوز مراته»، «أنت اللى قتلت عليوة»، «آخر موضة» 1970، «فندق الأشغال الشاقة» 1971، «موسيقى فى الحى الشرقي» 1972، «جوليو وروميت» 1973، «موسيقى فى الحى الشرقى» 1972، «فندق الثلاث ورقات» 1974، «من أجل حفنة نساء» 1975، «المتزوجون» 1976، «أهلا يا دكتور» 1980، «لو انت فار أنا القطة» 1985، «حب فى التخشيبة» 1992، «نشنت يا ناصح» 1995، ومن المسرحيات المصورة للتليفزيون شارك سيدهم فى بطولة عروض «ضيوف فوق العادة»، «مين فينا الغبى»، «الراجل يخاف من خياله، «أزواج بلا ماضى»، «فى انتظار جودة»، «غرفة للإيجار»، «منطقة ممنوعة»، «درويش يتألق فرحا»، «جواز مع الاشتراك فى الأرباح»، «كلام خواجات»، «ثمانية على الهوا» تعاون مع مخرجين كبار مثل محمد سالم، عبدالمنعم مدبولى، نور الدمرداش، محمود السباع، جلال الشرقاوى، حسن عبدالسلام، «نجيب سرور، أحمد حلمى، الضيف أحمد، عوض محمد عوض، شاكر عبداللطيف، محمد فاضل، شاكر خضير، عصام السيد، وسمير سيف.
3116


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.