قد يعتقد البعض أن قضية المرض لا ينبغى أن نقابلها بالمواجهة لأنها ابتلاء لغير المسلم واختبار ورحمة للمسلم، وهو اعتقاد خاطئ، حيث ان الأمراض لا تفرق بين مسلم وغير مسلم، ولا علاقة لها بالإيمان، وفى هذا يؤكد د محمد مختار جمعة أن الأحداث الكبرى التى تحدث فى الكون إنما تحدث بقدر الله وإرادته، على أننا لا يجب أن نحملها على معانى الإيمان والكفر، وإلا فماذا عن الزلازل التى تصيب بعض الدول الإسلامية أكثر مما تصيب غيرها، ولو كان الأمر على الإسلام والكفر ألم يكن الله (عز وجل) قادرًا على أن يمنعه عن المسلمين وبلادهم ؟!، فالأمر لا ينبغى أن نحمله أبدًا على قضية الإيمان والكفر، كما لا يمكن أن نحمله على الانتقام، لأن الله (عز وجل) يقول : «وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً», أى إنذارًا وتنبيهًا، ولم يقل سبحانه إلا انتقاما .، وشدد على ضرورة الأخذ بأقصى الأسباب الإجرائية الاحترازية والوقائية والعلاجية من الجهات المختصة الرسمية. إن الوقاية من الأمراض والفرار منها هو من صميم الدين وجزء من الإيمان لأنه استجابة لتعاليم الدين التى أمرتنا بالتداوى، حيث ورد عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: «تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ مَعَهُ شِفَاءً إِلَّا الْهَرَمَ» رواه ابن ماجه .. كما أن سيدنا عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) كان فى طريقه إلى الشام فبلغه أن وباء حل بها فعاد إلى المدينة، فقيل له : أنفر من قدر الله يا أمير المؤمنين فقال : بل نفر من قدر الله إلى قدر الله. إن الدين يوجب علينا الأخذ بكل أسباب العلم وإجراءاته وعدم نسيان خالق الأسباب والمسببات، فعندما حدث زلزال بالكوفة وكان فيها سيدنا عبد الله بن مسعود (رضى الله عنه ) قال : إن الله (عز وجل ) يستعتبكم فاعتبوه، أى ينبهكم إلى مرضاته فارضوه، فالمؤمن من يأخذ العظة والعبرة من الأحداث الكونية ويدرك ما فيها من تذكير وتنبيه للغافل.