كانت هناك خصومة مستحكمة بين الله – من جهة - والإنسان من جهة أخرى! وظهرت هذه الخصومة فى نتائج كثيرة لخطية أبينا آدم فى الفردوس، ومنها أننا طردنا من جنة عدن، كعقوبة، فالله لا يقبل عشرة الخطاة المذنبين، قبل أن يتوبوا ويتجددوا، ومن جهة أخرى أن الله لم يشأ فى محبته أن يبقى أبوانا الأولان فى الجنة، ويأكلا من شجرة الحياة، فيعيشا إلى الأبد فى الطبيعة الفاسدة، التى أصابها الشيطان فى مقتل! وهكذا قال الرب - بعد سقوط آدم وتوبيخه. «هوذا الإنسان قد صار كواحد منا، عارفاً الخير والشر، والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة ويأكل ويحيا إلى الأبد (فى فساد)، فأخرجه الرب الإله من جنة عدن، ليعمر الأرض التى أخذ منها، فطرد الإنسان، وأقام شرقى جنة عدن ونتج عن سقوط آدم أمران أساسيان حكم الموت: إذ إنه سقط تحت سيف الحكم الإلهى «النفس التى تخطئ هى تموت»، وفساد الطبيعة: إذ تلوثت طبيعة الإنسان وفسدت بفعل الخطية. وهكذا تم الصلح بين السماء والأرض، بين الله والإنسان، وهذا ما رأينا بشائره فى التجسد، تمهيداً للفداء فالسماء أرسلت جبرائيل ليبشر العذراء بالمخلص، الذى سيدعى «اسمه يسوع، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم وظهر النجم للمجوس، ليقودهم إلى وليد المزود، حيث قدموا له الهدايا «ذهباً ولباناً ومرا» وكان الملاك دائم القيادة والتوجيه ليوسف البار، ليقبل الحبل البتولى المقدس، وليهرب من هيرودس إلى مصر، حيث قضت العائلة المقدسة ثلاث سنوات وأحد عشر شهراً، يبارك فيها الرب مصرنا الحبيبة، ومعه أم جميع القديسين، ويوسف البار خادم سر الخلاص. ثم قاده الملاك أيضاً فى طريق العودة. بل إن السماء مفتوحة الآن أمام كل إنسان يصلى، إذ ينادى الرب كل نفس بشرية قائلاً: «أرينى وجهك، اسمعينى صوتك، لأن صوتك لطيف، ووجهك جميل.. وهكذا تتحول مصالحة السمائيين مع الأرضيين إلى وحدة كاملة سمائية خالدة، حيث «نكون كل حين مع الرب».