والله نكتة أن يظل مبارك نائما عاما كاملا وقد استيقظ فيه الشعب ولما كان الشعب يغط في النوم ثلاثين عاما كان مبارك «صاحي جداً» لا ينام «مصحصح» حتي في أشد حالاته مرضا كان زي الفل. إزاي مبارك ينام لما البلد تصحي ويصحي والبلد نايمة؟ مين يجي له نوم؟ إزاي يجي له نوم والبلد مولعة كده؟ شهداء ودماء وجرحي وثكلي وجنازات.. فلول وتليفزيون مصري وبلطجة وإخوان مسلمون ومعتقلون ومهانون. في أحداث مثل هذه يصحو أهل الكهف بينما مبارك نائما علي سريره لا يرفع الرأس محاطاً بأمن وجيش الوطن. حينما قامت الثورة منذ عام طالبنا بسقوط الرئيس لكنه سقط نائماً من التعب أو الذل أو الخوف أو المراوغة ولم يسقط مغشياً عليه من جرائمه الكثيرة ولم يسقط ميتا من العدل وأيضا لم يسقط رئيسا فمازال رئيسا يحيطه قواته ومحاكموه ومناصروه «سقط مبارك نائمًا وترك نظمه صاحي جداً» مستيقظاً عنيفاً كما هو. سوف يحكي القصص الشعبي حكايات الأميرة النائمة والرئيس النائم الذي لم يحك لنا حتي الآن عن أحلامه وكوابيسه وسوف يكون هو الرئيس السابق الأوحد الذي لم تصدر له مذكرات بل كوابيس أو أحلام ليس فيها «رز» ولا ملايكة فقط صفحات بعنوان «أحلام المخلوع». كانت أحلامه آوامر ولاتزال كان هو الوحيد المسموح له بالحلم والنوم الهنيء ولايزال نعم لايزال رئيسا نائماً محاطاً بالجند والحاشية.. كان فقط عليه أن يحلم بأن يري معارضيه في السجون فيراهم في السجون، كان يحلم أن يري منتقديه مشردين ملطخي السمعة فيتم ذلك سمعاً وطاعة ولايزال.. كان يأمر جلاديه وسجانيه وجنده وحماته أن يسحلوا الشعب ويسجنوا الشعب فيفعلوا له ذلك فقط عليه أن ينام ويرتاح ويحلم وتتحقق أحلامه، والسؤال هو أمتي سيستيقظ مبارك.. نحن لن ننام ثانية و هو لا يستيقظ أبدا. حينما ينام الوطن هو ينام الآن عاماً كاملاً مثل الديب، وعيناه صاحيتان ينتظر الانقضاض علي فريسته والديب نائم في أمان حيث لا شرك ولا صياد ولا سهم ولا رصاصة. متي سيستيقظ رجل نام لمدة عام؟ وليس في نومه آية ولا موعظة فهو ليس العذير ولا أحد أصحاب الكهف والرقيم لكنه الرجل الذي قتل أمته ولم يحاسبه أحد هو الوحيد القادر علي النوم في بلد استيقظ وأيقظ العالم كله.