لقى 38 شخصاً مصرعهم بينهم طفل وامرأة فى مواجهات مع قوات الأمن فى سوريا أمس، وذلك طبقاً لتقديرات الهيئة العامة للثورة السورية التى أشارت لاستمرار القتل مع ثالث أيام التوقيع على البروتوكول الذى أقرته الجامعة العربية بشأن المراقبين. ووقعت أعنف المواجهات وأكثرها دموية فى منطقة جبل الزاوية بمحافظة إدلب حيث تعرضت مخيمات لاجئين هناك لقصف عنيف بحسب الهيئة العامة للثورة. وذكر ميلاد فضل عضو المكتب الإعلامى لمجلس الثورة إن عدد القتلى تجاوز 160 قتيلاً، مشيرا إلى قصف بالدبابات يستهدف أى شيء يتحرك على الأرض وقطع الاتصالات والكهرباء، وهجوم لمن أسماها بعصابات الأسد. كما أكدت الهيئة أن من بين القتلى اثنين ماتا تحت التعذيب، وثلاثة فى حى العسالى بالعاصمة دمشق. وفى مدينة حلب، اعتدى رجال أمن على طلاب كلية الآداب بعد اقتحامها، كما اعتُقل ثلاثة محامين. واقتحمت قوات الأمن حى القدم بالعاصمة دمشق من عدة محاور، وقطعت الطريق المؤدى إلى الحى قبل تشييع جنازة احد القتلي، وأفاد ناشطون بسماع دوى انفجارات وإطلاق نار فى بلدة القصير فى حمص. بينما داهمت قوات الأمن والشبيحة مدن سهل الغاب وكرناز فى حماة. أما فى حمص، فقد تعرضت المدينة لقصف مدفعى عنيف من قبل قوات الجيش والأمن وعلى المنازل مع حملة اعتقالات عشوائية وانتشار عند دوار الحرية. فيما دعا الناشطون المطالبون بالديمقراطية فى سوريا إلى التظاهر اليوم تحت شعار «بروتوكول الموت» فى إشارة إلى بروتوكول المراقبين العرب الذى وقعته سوريا الاثنين الماضى مع الجامعة العربية معتبرين ذلك «مناورة» من النظام. وكتب الناشطون على صفحتهم على ال»فيس بوك» «بروتوكول الموت، رخصة مفتوحة للقتل». واعتبروا أن النظام استغل توقيع البروتوكول لتكثيف عملياته العسكرية «الهمجية» التى يخوضها ضد المدن المتمردة منذ بدء حركة الاحتجاج. من جانبه حذر المتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى النظام السورى من اتخاذ إجراءات دولية جديدة بحقه فى حال واصل انتهاك مبادرة السلام العربية التى وقعها، وقال إن الأعمال التى ترتكب بحق المدنيين تثبت أن الرئيس بشار الأسد لا يستحق حكم سوريا، داعيا إلى تطبيق المبادرة العربية. وأوضح كارنى أن بلاده قلقة حيال مواصلة نظام الأسد قتل العديد من المدنيين والمنشقين، عبر تدمير منازل ومتاجر واعتقال غير قانونى بعد يومين فقط من توقيع مبادرة الجامعة العربية التى وصلت بعثتها أمس. وأكد كارنى أن الوقت قد حان لإنهاء المعاناة والمجازر وتطبيق كامل بنود الخطة العربية وتسهيل وصول المراقبين ووسائل الإعلام الدولية لكل أنحاء سوريا. وفى باريس أدان المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «مجزرة ارتكبت على نطاق غير مسبوق فى سوريا» قتل فيها نحو 120 شخصاً. وشدد على ضرورة بذل جميع الجهود لوقف دوامة القتل التى قال إن الرئيس السورى يدفع شعبه إليها يوميا. وأكد المتحدث الفرنسى ضرورة إصدار مجلس الأمن قرارا حازما يطالب بإنهاء القمع فى سوريا. وفى سياق آخر تعرض السفير السورى حبيب على عباس فى السودان لاعتداء بالضرب من أحد أفراد الجالية السورية بحى الرياض وسط العاصمة السودانية. وفى الوقت الذى لم تعرف فيه بعد أسباب الاعتداء، قالت الشرطة السودانية إنها لا تزال توالى تحقيقاتها بشأن الحادث. أما وزارة الخارجية السودانية فقد أعلنت استنكارها الاعتداء، وأكد الناطق الرسمى باسمها العبيد أحمد مروح إن الحكومة السودانية جددت للسفير السورى تعهدها بحماية البعثات الدبلوماسية.