جابر عصفور: حريق المجمع تقصير متعمد وأطالب بحماية الجمعية الجغرافية صرح علمي لا يقل في قيمته عن مكتبة الإسكندرية، بما يحويه من مخطوطات ونوادر المطبوعات العلمية والتاريخية ومئات الكتب للرحالة العرب والغرب الأجانب. نحن بحاجة إلي تاريخ فوق التاريخ لاستعادة صرح بناه عالم وأحرقة جاهل ووقف يرقص علي انقاضه فرحا .. بدعوي انها مجموعة من الاوراق القديمة ليست اغلي من ارواح البشر متجاهلا سنوات كفاح ونضال وتاريخ وطن لمن سطر هذه الأوراق بدمائه. أوراق لكنها لا تشبه غيرها فهي أثمن من ان يتم تقدير قيمتها فالكتب النادرة و الخرائط التي تحمل تاريخ مصر لا يمكن تعويضها..فالنيران التي التهمت أعظم الكتب في العالم كادت ان تشفق علي مايحدث لمصر من بعض الجهلاء الذين لا يقدرون هذا التاريخ العظيم. بحزن شديد تحدث د.جابر عصفور احد أعضاء المجمع العلمي عن هذه الحادثة الصادمة للجميع مؤكداً ان المجمع تم تأسيسه علي يد نابليون بونابرت مع بدء الحملة الفرنسية علي مصر حيث حضر عدد كبير من العلماء آنذاك و استمر عمل المجمع بمدينة الاسكندرية حتي 1922 ليتم نقله الي القاهرة في مقره الحالي بشارع الشيخ ريحان ليكون تاريخ هذا المجمع أكثر من مائة عام و يعد واحدًا من الآثار المملوكة للدولة لذلك يتبع وزارة الآثار ومن ثم تحول الي إحدي الجمعيات العلمية فاصبح يتبع وزارة الشئون الاجتماعية. واوضح د.جابر ان المجمع كان يضم بين اركانه النسخة الاولي المطبوعة لكتاب «وصف مصر» الذي ألفه اعضاء المجمع الفرنسي وتحتوي علي 12 مجلدًا، بالإضافة الي مجلدات اخري ملحقة به لكافة خرائط مصر تشمل علي اماكن دور العبادة و مناطق الاثار التاريخية كما انه يضم مكتبه نادرة بها 292 الف كتاب «مجموعة كبيرة منها» لا يوجد منها نسخ اخري و البعض الاخر تم تسخها علي اسطونات مدمجة بالاشتراك مع مكتبة الاسكندرية . تقصير متعمد مكتبة المجمع من اندر مكتبات العالم لذلك يعتبر حرق المجمع مصيبة وكارثة وطنية بكل معني الكلمة ويعد هدمًا لهرم مهم في مصر واشار د.جابر الي ان الحريق هو تقصير متعمد في حماية المجمع وطالب بمحاسبة المسئولين عن ذلك وهم من يديرو شئون البلاد متسائلاً كيف تحمي القوات المسلحة مجلس الوزراء و الشعب و لم يستطع المتظاهرون المساس بهم في حين يترك المجمع للحريق يلتهم كل ما به. ورفض ان ينسب هذا العمل المشين الي الثوار الشرفاء الذين يحملون شهادات جامعية و قدراً كبيراً من التعليم الذي يمنعهم عن هذا الفعل مشيراً الي ان الحريق تم بفعل فاعل وحذر من عدم الانتباه الي مقر الجمعية الجغرافية و حمايتها او نقل ما بداخلها الي اماكن آمنة فهي لا تقل اهمية عن المجمع العلمي. اوضح د.عاصم الدسوقي-استاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان ان مقر المجمع انتقل من الإسكندرية الي حي السيدة زينب في إحدي الحارات هناك ومن ثم استقر في مقره الحالي المحترق و يضم الآلاف من المخطوطات النادرة لذلك لا يعتبر مجرد مكتبة عادية انما إثر قيم المفترض ان كانت تتعامل الدولة بشكل افضل من خلال حراسات مسلحة مثل ما يجري مع المتاحف المتواجدة في أنحاء الجمهورية . ويتوقع د.عاصم ان تقوم منظمة اليونسكو بإرسال مذكرة احتجاجية للحكومة المصرية اعتراضاً علي ما حدث من تقصير وإحراق لهذا المجمع العلمي الذي يضم اقدم واعرق الكتب حول العالم.