بقلم خالد لطيف سعيد بالأجواء الديمقراطية التي تعيشها مصر حالياً بعد ثورة 25 يناير المجيدة، والتي فتحت لنا ولأول مرة عرس الديمقراطية بمعناها الحقيقي، وليس المزيف الذي عايشناه طوال السنوات «العجاف» الماضية. عمري 38 سنة، لكني أشعر أنني أولد من جديد هذه الأيام خصوصاً بعد نجاح المرحلة الأولي من انتخابات مجلسي الشعب والشوري وسط مشهد حضاري بديع فاق تصور الجميع، أن يقدم المواطن المصري هذه اللوحة المبهرة والمتحضرة بهذا الكم من التواجد، ولا أخفي سراً، أنني سأكون من بين هؤلاء لأول مرة في المرحلة الثانية، لأنني لم أعتد علي النزول للانتخابات من قبل رغم سني المتقدمة لأننا جميعاً كنا ندرك كيف كانت تدار ولصالح من. اليوم أصبح المشهد مختلفا، ويستحق المساندة بكل حب، فبعد أن كان المواطن المصري همه الأول التعرف علي قوانين لعبة كرة القدم، بات الآن همه التعرف أكثر علي الأحزاب وقوانينها المختلفة، ودور كل حزب في الحياة السياسية، وفكر كل مرشح، فضلاً عن اهتمامه بالدستور نفسه، وطرق التصويت، تمهيداً لاختيار نائبه تحت قبة البرلمان، لذلك لم أكن مبالغاً حينما وصفتها بالأجواء غير المسبوقة. كان النظام السابق يحرم الشعب عن عمد حقه في ممارسة كل هذه الأجواء الرائعة، وأنا من هنا أناشد الجميع بالمبادرة للتواجد والنزول إلي صناديق الأقتراع، بغض النظر عن وجود غرامات مالية من عدمها، لأن المرحلة القادمة فارقة في حياة مصر والمصريين وأي تخاذل أو تهاون سينعكس بالسلب علينا جميعاً. حان وقت الاختيار بعقولنا وليس عن طريق العاطفة كما كان شائعا، وعلي كل مواطن دراسة فكر كل مرشح وحزب حتي يتسني له الاختيار المناسب للمرحلة القادمة التي تحتاج إلي بناء العقول والأفكار وحتي لو لم يحالف المواطن التوفيق لمرشحه الذي اختاره عليه أن يكرر التجربة مع آخر في جولة الإعادة حتي يستقر علي الشخص المناسب من وجهة نظره. إذا تمسكنا بحقنا في الديمقراطية واختيارنا لن تكون هناك ثغرة ينفذ منها الفلول إلي أجوائنا مرة ثانية وحتي نحافظ علي هوائنا نظيفا، علينا محاسبة أنفسنا أولا قبل محاسبة الآخر، برفض الهدايا والوعود البراقة التي لن تسمن ولن تغني من جوع في المستقبل القريب بعد أن تغير الشعب للأفضل. لقد وضعتنا الثورة أمام مسئوليتنا التاريخية التي لن تغفر لنا الأجيال القادمة عدم تصدينا لها أو تهاوننا في الدفاع عنا، فبناء وطن ديمقراطي حديث مهمة ليست سهلة وتستدعي من كل فرد في هذا المجتمع أن يقوم بدوره علي أكمل وجه لرضاء ربه ثم ضميره.