حزب «النور» السلفي أحد ثمار ثورة 25 يناير، نشأ عقب الثورة مباشرة بعد فترة طويلة من القمع والكبت السياسي الذي عاشه السلفيون في عصر الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك من أكثر الأحزاب التي استفادت من الثورة علي الرغم من عدم مشاركتهم بها بشكل صريح ومحاربة بعض مشايخهم لها، مما فتح الباب أمام اتهامهم بأنهم ركبوا الموجة لتفريغ القمع السياسي الذي عاشوه بصورة أدت إلي ترويع المصريين خاصة من تصريحات بعض مشايخهم عن إقامة الحدود وفرض النقاب واللحية وتحريم خروج المرأة للعمل ورفضهم للدولة المدنية ورفض المجلس العسكري وحكومة الإنقاذ الوطني والمطالبة بإلغاء وزارة السياحة بغلق الفنادق للتأكيد أن السلفيين لم «يركبوا» الثورة بسبب عدم مشاركتهم فيها من البداية.. قال الدكتور محمد مصطفي أمين القيادي بحزب «النور» بمحافظة البحيرة: في تصريحات ل«روزاليوسف» أتحدي أن يقول أحد إن بداية الأحداث كانت ثورة وأن السلفيين وجميع التيارات الدينية تعاملت معها بصفتها مظاهرات شبابية تطورت فيما بعد إلي ثورة. حزب «النور» السلفي أحد ثمار ثورة 25 يناير، نشأ عقب الثورة مباشرة بعد فترة طويلة من القمع والكبت السياسي الذي عاشه السلفيون في عصر الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك من أكثر الأحزاب التي استفادت من الثورة علي الرغم من عدم مشاركتهم بها بشكل صريح ومحاربة بعض مشايخهم لها، مما فتح الباب أمام اتهامهم بأنهم ركبوا الموجة لتفريغ القمع السياسي الذي عاشوه بصورة أدت إلي ترويع المصريين خاصة من تصريحات بعض مشايخهم عن إقامة الحدود وفرض النقاب واللحية وتحريم خروج المرأة للعمل ورفضهم للدولة المدنية ورفض المجلس العسكري وحكومة الإنقاذ الوطني والمطالبة بإلغاء وزارة السياحة بغلق الفنادق«روزاليوسف» وضعت هذه التخوفات أمام الدكتور محمد مصطفي أمين «أمين حزب النور السلفي بمحافظة البحيرة» للتعليق عليها وتوضيحها عن نظرة السلفيين للعمل السياسي سابقًا ونظرتهم له الآن قال:في السابق كان عدم المشاركة في السياسة أو الترشح للبرلمانات هو السياسة في هذا الوقت، وأكبر دليل علي ذلك هو مقاطعة الأحزاب للمشاركة في العملية الانتخابية في برلمان 2010، موقفنا هذا كان موقفًا وطنيًا وسياسيًا وعدم مشاركة السلفيين في السياسة في الفترة الماضية كان مبنيًا علي عدة أشياء أساسها الحكم الشرعي، فمنذ عام 1996 صدر تفسير من المحكمة الدستورية العليا للمادة الثانية مفاده أن أحكام الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع وأن أي قانون غير مطابق لأحكام الشريعة فهو غير دستوري، ورأي السلفيون أن عدم مشاركتهم في السياسة في الفترة الماضية من مصلحتهم حتي لا يهدروا وقتهم فيما لا طائل من ورائه، فجميع الأحزاب كانت مهمشة والانتخابات كانت مزورة.. أما الآن فقد دخلنا السياسة من باب الإصلاح في السياسة وليس لإقصاء أحد حتي لو وصلنا إلي أقل عدد في البرلمان فالجميع سيشارك ومصر أكبر من أي تكتل وليس شرطًا أن نكون في الصدارة.. والحزب يخوض المعركة الانتخابية علي 35 مقعدًا 12 علي القائمة الأولي و18 علي الثانية و5 مقاعد فردي. وأوضح فكرة الخروج علي الحاكم» التي رأي البعض أنها كانت لصالح مبارك ضد الثورة قائلا طوال الفترة الماضية كان السلفيون مضطهدين وقضوا معظم حياتهم في السجون ورغم ذلك لا توجد أي كتيبات أو أي مشايخ أو أي أدبيات ولا صوتيات خاصة بأمر الخروج عن الحاكم فنحن لم نقل يومًا إن الرئيس مبارك المخلوع ولي أمر بل علي العكس كنا نقول إن كل من لا تثبت له الولاية الشرعية نخرج عليه ولم نكن ندين لمبارك أو لحكومته بالولاء لكن لم يكن من مصلحة السلفيين الخروج المسلح. - في مظاهرات ميادين التحرير قال: لا نشارك فيها إلا إذا اعتقدنا أن الأمر يستدعيها.. فنحن لا ننقاد وراء أحد في النزول للتحرير ومش كل واحد ينزل ميدان التحرير يحصل علي مشروعية المطلب، ولا نشارك في المليونيات إلا التي نقتنع بها وبأهدافها طالما مقتنعين بذلك. وأشاد الدكتور مصطفي بالوعي السياسي للناخبين مؤكداً أنه رغم قلة عدد المقاعد التي حصلنا عليها في المرحلة الأولي نراهن بكل شدة علي ذكاء ووعي الشعب المصري لأنه أدرك أن صوته أصبح له قيمة فنحن منظمون أكثر من الإخوان ولدينا تنظيم قوي وموجودون بأعداد غفيرة ليس في مصر فقط بل في كل دول العالم والدليل علي ذلك حصول مرشحي حزب «النور» علي مليوني صوت و370 ألف ناخب في المرحلة الأولي وحصلنا علي 6 مقاعد فردي و28 مقعدًا علي القائمة ولم نحصل علي أي مقعد للمرأة. وأكد القدرة علي التوفيق بين الدعوة والعمل السياسي قائلا: الدعوة لا تنفصل عن السياسة والدليل علي ذلك أن ثورة الخوميني لاقت تأييدًا وتشجيعًا من كل الناس ونحن كسلفيين لنا مواقف سياسية سابقة تجاه غزو العراق ومشكلة غزة. وعن موقف بعض التيارات السلفية من الأزهر قال: نحن لا نعادي الأزهر ولا نضطهده بل نرفض ونحارب تسييسه نحن نحترم الأزهر ولذلك ننادي بتحرير الأزهر والأوقاف من قبضة الأمن وهذا أحد مبادئنا كسلفيين ونريد استقلالية ميزانية الأزهر وعودة الأوقاف له. ثم تحدث عن أسس برنامج حزب «النور» بالبحيرة قائلا: حزب «النور» ليس للسلفيين فقط وليس للمسلمين فقط بل لكل المصريين سواء كانوا مسلمين أو أقباطًا طالما مقتنعين بأفكار الحزب، فالبرنامج الانتخابي لمرشحي الحزب مبني علي أسس منهجية علمية تؤمن بالتخصص ومنهجنا في الاختيار للمرشحين كان مبنيًا علي القوة والكفاءة والأمانة حتي إن لم يكن المرشح مسلمًا وإذا تم ترشيحه في أي وزارة كما يركز برنامجنا الانتخابي علي مسألة الثقافة والهوية الإسلامية في مصر فالإسلام ثقافة لجميع المصريين حتي إن كانوا غير مسلمين، كما يدعو البرنامج الانتخابي للحزب، إلي دولة المؤسسات التي يراقب فيها الشعب الحاكم وفيها يستوي الحاكم بالمحكوم في الحقوق والواجبات ونؤمن بتداول السلطة بشكل سلمي ونهتم بقضية سيناء والنوبيين المهمشين والمهدر حقهم. ونفي اتهام السلفيين بتلقي دعم مادي من دول عربية خاصة السعودية مؤكدا: نحن أقل حزب في حملات الدعاية الانتخابية لمرشحيه ولا نتلقي دعمًا من أحد سواء خارج مصر أو داخلها فنحن أقل الأحزاب في استخدام الدعاية والبوسترات ومن يريد أن يري المبالغات الدعائية فلينظر إلي حنفية إعلانات الوفد والمصريين الأحرار فتمويلنا لا يتعدي سوي العشرة جنيهات قيمة اشتراك العضوية في الحزب وقضية تلقينا أموالاً من الخارج لتمويل حملاتنا الانتخابية هذه ادعاءات باطلة لتشويه السلفيين من جهات من مصلحتها عدم تواجد السلفيين ولا حزب النور علي الساحة السياسية في مصر بل مصلحتهم في بقاء الفلول فيتساءل أمين حزب النور أين ال200 مليون دولار التي سلمتها أمريكا للقوي السياسية في مصر. وقلل من تأثير الإعلام علي مسيرة السلفيين قائلا: نحن كحزب وسلفيين نمر بمرحلة انتقالية غير مسموح لنا الاتصال بأي وسيلة إعلامية لأنها ستسبب ضعف الإقبال علينا.. والتناول السلبي من برامج التوك شو لنا كان وراء إقبال الناخبين علينا فالناخب عندما يعرف طبيعتنا يتحول إلي داعٍ لنا ونحن كل يوم نكسب أرضية بين المصريين لأننا فضلنا العمل علي أرض الواقع، ونحن كحزب سلفي نراهن علي الوعي السياسي للشعب المصري لأنه أذكي شعب في العالم. ورفض ما يروج عن تشدد السلفييين ورفضهم اللحية والنقاب وعزل المرأة قائلا: كل من يحتك بنا كحزب سلفي وكسلفيين يعرف أن هذه ادعاءات باطلة وشائعات من المنافسين ونحن لم ولن نفرض النقاب وإنني أطالب كل إنسان بأن يحترم عقله ويبحث عن مصدر القول وهل هناك دليل علي هذه الادعاءات فليس في نيتنا فرض اللحية أو النقاب أو عزل المرأة لم نقر ذلك نهائيًا فكل من قال هذه الادعاءات جاهل ومفترٍ. ورداً علي ما يشاع عن رغبة السلفيين نحن لا نحتكر الإسلام وأي مسألة أو قضية لها حكم شرعي فالحكم هنا للمؤسسة الشرعية الرسمية وأعلي مؤسسة شرعية في مصر هو الأزهر الشريف فأي قضية تحتاج المشورة فنحن نرضي بمفهوم مؤسسة محايدة مثل الأزهر ولكن نحن متمسكون بأن شرب الخمر حرام سواء كان للأجانب أو المصريين وكان هذا يفرض علينا سابقًا، أما الآن فلم يعد له ضرورة خاصة أن هناك مصادر أخري تدر دخلاً قوميًا لمصر أفضل من السياحة فنحن لن نطبق سياسة الصدام مع المجتمع ونحن أحرص الناس علي مصر. وبوضوح شرح مفهوم الدولة لديهم قائلا: التي نريدها دولة دينية حديثة ذات مرجعية إسلامية عصرية بها تداول سلطة وتقدم علمي ولا يحكمها العسكر ومرجعيتها الشريعة الإسلامية ونسميها «دولة إسلامية»، أما إذا كان المقصود بدولة مدنية بأن تكون دولة ثيوقراطية كهنوتية يحكم فيها الحاكم باسم الله قطعًا هذه الدولة مرفوضة فالإسلام هو الحرية لا يستطيع أحد مهما كان فكره أن يفرض شيئًا علي شعب مصر. ووجه رسالة لمن يحاول تشويه صورة السلفيين وترويع المصريين منهم مفادها أن الضربة التي لا تقتلني تقويني وعامة كلام الإعلام والنخبة الذي يشوهنا في واد وآراء الشعب في واد آخر والدليل علي ذلك الصندوق الانتخابي وإذ كان دور برامج التوك شو أثر علي السلفيين في قلة حصد مقاعد إعادة المرحلة الأولي للانتخابات فنحن لا نريد أكثر من 30% من المقاعد في هذه الدورة، وفي النهاية فليس المهم العدد بل المهم أن يفوز الأكفأ فطالما سيكون هناك من يحكم بما أريد فلا مشكلة في ذلك. وعن رأيه في منح الدكتور الجنزوري - رئيس حكومة الإنقاذ صلاحيات رئيس الدولة قال عامة أنا أري أن الجنزوري وحكومته مثل شربة زيت الخروع لابد من شربها لتقبلها لأنها حكومة مرحلية ستنتهي بمجرد الانتهاء من الانتخابات. هناك قول إن السلفيين ركبوا الثورة ولم يشاركوا فيها بل استغلوها لتحقيق مطامعهم ما تعليقك؟ أتحدي أي واحد بأن يقول إن البداية كانت لثورة في ميدان التحرير بل كانت عبارة عن وقفة احتجاجية تحولت إلي مظاهرة من مجموعة شباب طالبوا في البداية بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية وعندما تطورت القصة اكتشفنا أننا كنا مخطئين ولم نقدرها جيدًا وجميع القوي السياسية والتيارات الإسلامية لم تتوقع بأن المظاهرة تتحول إلي ثورة في ميدان التحرير تصل لخلع مبارك وإسقاط حكمه وحكومته. وأكد السلفيين أن دور المجلس العسكري هو حماية الحدود الخارجية لمصر وليس حماية الموارد الداخلية وعلينا العمل علي تقليل مدة حكمه لأن مدة حكمه السابقة لم تستفد منها الدولة. وانتقد الهجوم علي وضع صورة زهرة الياسمين بدلاً من صورة المرأة المرشحة بالنقاب في إعلانات الانتخابات قائلا؟ أنا لا أري خلافًا فأنا اختار بحرية تامة وهل من شروط الترشيح وضع صور المنتقبات. وأكد أنه لايوجد تحالف بين السلفيين والإخوان المسلمين في الانتخابات وإلا هناك تحالف فلماذا نزلوا بمرشحين أمام الدكتور عبدالمنعم شحاتة بالإسكندرية وأمام البدري فرغلي في بورسعيد. ونفي أن يكون السلفيون يستخدمون الخطاب الديني في التأثير علي الناخبين في المساجد مؤكدا لا نستخدم لغة الخطاب الديني في حملاتنا الانتخابية فنحن نتحدث باللغة العربية التي هي لغة الخطاب الديني ونعني بها المصطلحات الإسلامية ولم نستخدم أي منبر أو أي مسجد في حملاتنا الانتخابية.