كتب: ناجح إبراهيم • حققت ثورة التحرير الثانية نتائج كبيرة جدا ً لا تقل عن نتائج ثورة 25 يناير أهمها تحديد موعد ملزم لانتخابات رئاسة الجمهورية.. وانتهاء حكم العسكريين لمصر إلي الأبد.. وبداية حكم المدنيين لها عن طريق الانتخاب الحر المباشر.. وهذا الحكم بدأ بعد ثورة 23 يوليو 1952م. • لماذا يصر ثوار التحرير علي احتلال مبني وزارة الداخلية؟ • وهل ستتم الانتخابات في موعدها إذا احتلت الداخلية؟ • وماذا سيفعل البلطجية في ربوع مصر إذا احتل الثوار الداخلية؟ • وماذا سيفعل الثوار بضباط الداخلية والأمن المركزي إذا قبضوا عليهم وسيطروا علي أهم مركز أمني مصري؟ • وماذا سيفعلون بالمبني هل سيحرقونه أم يدمرونه وهم في هذه الحالة من الهياج والثورة.. أم ماذا؟ • وما مصير الوضع الأمني المصري إذا انهارت الداخلية.. ومن سيحفظ الأمن في البلاد ويمنع السرقات.. أسئلة مهمة تحتاج لتفكير متعمق. • بعض أبناء الحركات الإسلامية تمردوا علي قادتهم وذهبوا إلي ثورة التحرير الثانية رغمًا عن إرادة جماعتهم.. حيث رأوا أن ثورة 25 يناير كانت تحتاج إلي استكمال أو ثورة أخري.. أو تعاطف مع قتلي وجرحي التحرير.. أو انسياق وراء العقل الجمعي في الميدان الذي يسوق أقوي العقول للبقاء فيه. • هناك فرق بين هذه الثورة وثورة 25 يناير.. حيث لم يتعامل شباب التحرير في ثورتهم الثانية بالأدب أو الحلم أو إكبار ذوي الفضل من العلماء مثل د/ سليم الذي جاء لينصحهم في اليوم الأول بتغليب حقن الدماء علي ما سواه.. وكان ينبغي علي فضيلة د/ العوا أن ينأي بنفسه عن النزول إلي شباب هائج ثائر رأي الجرحي والقتلي أمامه.. ولن يتحلي أبدا ً بضبط النفس أو تحكيم العقل. • كل من يأتي إلي التحرير الآن ويقول أي رأي يخالف رأي الثوار هناك يتعرض للضرب المبرح. هل الشعب التونسي أذكي وأكثر تطورا ً من الشعب المصري.. بحيث يستطيع أن يستفيد من ثورته أقصي استفادة.. ويحرك قطار الديمقراطية ويجري الانتخابات الحرة النزيهة مع محافظته علي تماسك دولته. أم أن القوي السياسية التونسية أكثر نضجًا ووعيا ومحافظة علي مصالح الوطن من القوي السياسية المصرية التي أظهرت انتهازية شديدة وحرصًا مضاعفًا علي مصالحها دون أن تقدم مصالح الوطن علي مصالحها. وهل الإسلاميون في تونس أكثر وعيا وحرصًا علي وطنهم من الإسلاميين في مصر.. الذين أظهروا نوعًا من النشوة والاستعلاء وإظهار القوة وعدم التدرج في الخطاب السياسي والإعلامي.. مما استفز القوي العلمانية واليسارية داخل مصر والقوي الغربية والأمريكية والإسرائيلية وبعض القوي العربية خارج مصر لإفشال وصول الإسلاميين إلي أهدافهم. كيف تجري الانتخابات البرلمانية في الإسكندرية ومديرية الأمن محاصرة فيها.. وكيف ستنزل الشرطة لحماية الانتخابات وهي محاصرة في قلعتها.. وتلقي عليها زجاجات المولوتوف والحجارة من المتظاهرين. يبدو أن متظاهري التحرير أكثر ذكاء ً من الأمن المركزي بشهادة معظم الصحفيين الذين يتابعون الموقف هناك. فالمتظاهرون في شارع محمد محمود يتبادلون الراحة مع زملائهم في ميدان التحرير.. وقد يذهب بعضهم للمبيت في بيته.. ثم يأتي في اليوم التالي في قمة النشاط. أما جنود الأمن المركزي في الشارع نفسه فهم في حالة مزرية من الإرهاق والتعب والنصب لأنهم منذ عدة أيام وهم ينامون بأحذيتهم وفي أماكنهم.. ليعيد للأذهان ما حدث لهم من انهيار نفسي وصحي نتيجة عدم النوم أيام 25 يناير. لماذا يصر المتظاهرون علي اقتحام وزارة الداخلية وحصار مديريات الأمن في محافظات معروفة هي التي ستجري فيها الانتخابات.. هل الهدف تعطيل الانتخابات أو منعها أو وقفها أو تأجليها؟ وإذا حدث ذلك.. فكيف تتحول مصر إلي دولة ديمقراطية بدون انتخابات؟ أم أننا سنأتي برباعي جاهز يقود مصر ويتوق لذلك منذ بداية الثورة؟ تعرض ضباط المنطقة الشمالية العسكرية لسيل من الشتائم البذيئة من بعض المتظاهرين أمام المنطقة.. ولم يرد أحد من هؤلاء الضباط علي ذلك. ولا أدري لماذا هذا الأسلوب المتدني أخلاقيا في التعامل مع ضباط أهم مؤسسة وطنية تحمي مصر علي مر العصور.. وهل هذه أخلاق الثورة والثوار؟