مؤخرا خرج علينا الداعية السلفى أبوإسحاق الحوينى ، والذى يعد أحد أكبر كهنة السلفية ورموزها المقدسة، بمقطع فيديو يعتذر فيه عن فتاواه السابقة وآرائه وبعض كتبه التى قال إنه كان متسرعا ومحبا للشهرة وكان يفضل أن ينتظر حتى يستوى وأنه سيصحح ما قام به ما دام حيا حتى لا يندم الشباب مثله على ما فعله، غير أن اعتذار الحوينى أشبه بدس السم فى العسل ليعيد تصدير، وإنتاج نفسه من جديد بعد أن تمت محاصرة كثير من آرائه الشيطانية التى جذبت الشباب وكانت موردا أساسيا لهم للذهاب صوب التطرف والانضمام للدواعش والجماعات الإرهابية الأخرى. فالحوينى بعد أن أصبح قعيداً، وسافر للعلاج واستقر فى الدوحة والآن يجلس على كرسى متحرك، يعتذر عما قام به، من من فوق فراش المرض وفى أحد مساجد قطر، وفى ظل وجود عناصر الجماعة الارهابية فى قطر، التى تخطط وتسعى لتدمير واستهداف الدولة المصرية ، فلماذا خرج الحوينى الآن؟ ولماذا أعلن توبته الكاذبة مما دمر به عقول الشباب؟ ومن يحاسبه على فتاواه التى ارتبطت بدم، وأودت بعقول أناس كانوا أسوياء؟ أكثر ما يقودنا إلى أن اعتذار الحوينى مجرد وسيلة لإعادة انتاجه من جديد ، هو فتاوى نجله المتشددة الداعية السلفى حاتم الحوينى، والذى سبق وأن اتهم دار الإفتاء المصرية بالجهل، فى تعقيبه على تحريم دار الإفتاء المصرية ختان الإناث، حيث قال: «هذا الحكم على إطلاقه بالحرمة لا يقوله إلا جاهل لم يقرأ كتابًا فى الفقه؛ فختان النساء مشروع كختان الرجال، لكنه أكد فى حق الرجال، وقد اتفق الأئمة على أنه مشروع، وإن اختلفوا فى كونه واجباً أو مستحباً، لكنه مشروع يا دعاة الباطل».. وبالتالى لو كان الرجل صادقا لكان قادرا على تعديل ما زرعه فى عقل نجله وليس فقط شباب مصر والعالم العربى. الحوينى واحد من أخطر العناصر التى تغذى جماعات الإرهاب حيث قام بتزكية العديد من الشباب الذين انضموا لداعش، باعتباره يمثل جهة موثوقة للتنظيم الإرهابى.. ردود الأفعال الدينية على ما ذكره الحوينى كانت واضحة حيث ذكر الشيخ خالد الجندى معلقا على الأمر فى أحد برامجه التليفزيونية: «أن الحوينى يُقارن نفسه ب ابن حجر العسقلاني، ويقول إن العسقلانى كان يحضر دروس علمه عدد قليل للغاية، بينما هو يحضر له أكثر من 20 ألف شخص.. معتبرا هذه حالة تضخم غير طبيعية، فكل الناس بالنسبة له جهلة وفسقة ومرتكب الكبيرة كافر، وجاى دلوقتى يعتذر، طب مين يدفع فاتورة الأوطان اللى تم تمزيقها، ومين يدفع فاتورة حق الشهداء اللى أسيل دمهم، مين يدفع فاتورة انتهاك عرض الوطن». «مين يدفع حق كل تاجر خسر تجارته بسبب فتوى، مرة يقولك الفلانتين حرام، رغم أن دار الإفتاء المصرية قالت عيد الحب مفهوش مشكلة، وتبادل الهدايا يزود الحب بين الناس، ده الرسول عليه السلام قال تهادوا تحابوا، لو شوفتوا ناس بتحتفل بعيد الحب بأشياء غير أخلاقية أنصحه مش تقفل عليهم بالضبة والمفتاح وتقول عيد الحب حرام». وعن اعتذار الحوينى مؤخرا، رد الجندي: «الاعتذار صفة الناس القوية، ولكن هناك اعتذارا يقبل وهناك أعذار لا تقبل، الاعتذار عن أضرار المواطنين لا يصح، لازم تدفع فاتورة الدم، فاتورة الدم لا تسقط بالتقادم أو الندم أو الاعتذار». حجازى يوسف الذى يكنى نفسه بأبى اسحاق الحوينى كالثعالب فى المراوغة، فهو يحيط بنفسه بهالة من نور مطلقا على نفسه لقب فخم رنان يضفى على شخصيته شيئا على غير، لم يلتحق الحوينى بالأزهر الشريف او اى من معاهدة ، كما لم يلتحق بكلية اصول الدين أو غيرها من كليات العلوم الشرعية فهو خريج كلية الالسن قسم اللغه الاسبانية وحصل العلم عن طريق جلسات متناثرة وعلى يد مشايخ مختلفين وناقش تحصيله العلمى كما ذكر على موقعه الرسمى. الأكذوبة الكبرى ادعاؤه أنه خليفة الشيخ الألبانى وأنه محدث العصر، حيث اطلق شائعة أن الشيخ الألبانى مدحه وقال: خذوا العلم من بعدى من الشيخ أبى إسحاق وهو ما نفاه الشيخ الألبانى حينما سأله احد الطلبة قائلا: شيخنا جرى بينك وبين أبوإسحاق الحوينى حوار قلت له إنه خليفتك هل هذا صحيح؟ الشيخ مقاطعا: لا ما قلت له. فتاوى الحوينى الإرهابية استند عليها تنظيم داعش الإرهابى فى حرق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة حين روى قصة حرق على بن أبى طالب لمجموعة من الوثنيين وتأكيده أن الواقعة مذكورة فى موضعين داخل صحيح البخارى كما استند التنظيم الارهابى على فتاوى للحوينى يذكر فيها أهم شروط البيعة لخليفة المسلمين وقالوا إن جميع تلك الشروط التى ذكرها الشيخ السلفى تنطبق على أبوبكر البغدادى. كما حرم دخول كلية «الحقوق» قائلا فى فتوى سابقة له لا يجوز دخول كلية الحقوق لأن الحكم بالأحكام الوضعية حرام إلا فيما يتعلق بقائمة الأحوال الشخصية على ما فيها لكنها ترد فى نهاية الأمر إلى الشرع على ما فيها من أقوال مرجوعة وضعيفة لكن الحكم فى دماء الناس وأعراضهم بما لم يشرعه الله حرام. كما كانت له فتوى اثارت الجدل بشأن الاقتراض من الصندوق الاجتماعى لتمويل المشروعات بأنه ربا وغير جائز وغيرها من الفتاوى الشاذة كما اعتبر قراءة القرآن الكريم على الميت بدعة لم ترد فى الشرع. وقال هشام النجار الباحث فى شئون الحركات الاسلامية ان اعتذار اسحاق الحوينى لا يصح اعتباره اعتذارا عن مجمل أفكاره وفتاواه على غرار اعتذار بعض مشايخ السعودية كعائض القرني..مضيفا حتى لو قصد به الاعتذار عن فتاواه المتطرفة فهو منقوص ولا يقبل لأن ما فعله يرقى لمستوى تحريف الدين وتحميله ما لا يحتمل وتشويه صورته وتعاليمه السمحة من أجل الشهرة وتقديس الذات. وتابع الكثير من فتاواه هو وغيره سببت كثيرا من الكوارث وسفك بسببها الدم وأدخلت بلادا فى فوضى وحروب أهلية، وهذا كله وغيره لا يمحوه مجرد اعتذار خجول وغامض. وقال حسين مطاوع، الداعية السلفى أى تراجع يتحدث عنه الحوينى وما فعله ليس اعترافا بخطأ، فالرجل لم يتراجع عن منهجه المؤيد للثورات أو على الأقل الصمت الذى لازمه وعدم وقوفه صراحة مع بلده ضد المؤامرات التى تحاك ضدها، فهو صاحب منهج تكفيرى، وكذلك أبناؤه وإقامته فى قطر تجعله على تواصل دائم مع كل شيوخ الفتن المحرضين على الدولة المصرية، ودروسه التى تنقلها قناة الجزيرة أكبر شاهد على انحرافه.