أحد بيوتات أهل بيت رسول الله "صلي الله عليه وسلم "، في القاهرة المحروسة، هذا المسجد العظيم، له مريدوه وله مكانة ومكان، لأهل مصر، فقد أحبت السيدة نفيسة المصريين، فأحبوها، وأصروا علي دفنها في المحروسة، في نفس المكان الذي كانت تلتقي فيه بمريديها، وأغلبهم من علماء المصريين. لذا اشتهر هذا المسجد العظيم بجمع من المثقفين المصريين ضمن شعب مصر كله. من مريدي السيدة نفيسة العلم "رضي الله عنها" وزيارة مقامها والصلاة في مسجدها والدعاء لله أمامها. ويقال بأن كرامات هذه السيدة الجليلة "رحمها الله" ، كثيرة ، ولعل انتشار بيوت "أهل البيت " في مصر المحروسة ، أعطي لمصر صبغة دينية حميمة ، سواء للمصريين أو للمسلمين في جميع أرجاء المعمورة. إن مقام السيدة نفيسة (رضي الله عنها) محبب لقلوب مريديه وقبلة المظلومين ذوالساعين للسؤال عند الله ،في بيت من بيوته ، ومحبب لرسول الله صلي الله عليه وسلم. وقد قامت مصر منذ الفتح الإسلامي لها بتقديم كل العون إلي الإسلام، من جند، ومن حضارة، أضافت إلي الحضارة الإسلامية الكثير وهذا ليس مجال سرد مشاركة المحروسة في إثراء الحضارة الإسلامية. ولكن أيضا كان لمصر دور عظيم في تنوير الأمة الإسلامية من الجزيرة العربية (أرض رسول الله صلي الله عليه وسلم) إلي ابعد بلاد العالم المتدينة بدين الإسلام، ومازال ذلك يتم عن طريق المجلس الأعلي للشئون الإسلامية، بتبنيه الدعوة، وإعداد الدعاة، والمساهمة في انتشار الإسلام والحفاظ عليه. ولعل المحمل المصري والذي كان يعد في المحروسة ويخرج وراءه حكام مصر، والشعب كله والذي يحمل علي الجمال، وعلي متنه بجانب كسوة الكعبة والتي كانت تصنع بدار الكسوة بالقلعة تحمل أيضا الأموال والطعام والدواء لأهل مكة والمدينة المنورة. وتحملت مصر في حقبات الزمن، وقبل ظهور البترول في الأراضي الحجازية، مهمة إرسال المدرسين والأطباء والمهندسين والعمال لكي تقيم في الأراضي المقدسة، حضارة، وتقدم وترسخ الاستقرار، والتقدم، في الأراضي المقدسة أرض رسول الله "صلي الله عليه وسلم" إن مصر كانت ومازالت هي منارة الإسلام وهي المعلم، وهي القدوة، وهي حلم كل مسلم وكل عربي علي الأخص، بتحقيق الحلم بزيارتها أو الارتباط بها إما عن طريق الزواج أو العمل بها، أو الاستثمار فيها أخيرا. ولم تبخل مصر أبدا علي أمتها الإسلامية والعربية في أي طلب - وفي أي أزمة تواجهها، رجالا، ومالا، ولا تضن بغال أو رخيص في سبيل دعم الأمة الإسلامية، ولعل القضايا العربية والإسلامية، نجد أن مصر هي المتحمل الأول لكل هذه القضايا وهي المتصدية لأي عدوان، ولعل فلسطين هي أكبر الأمثلة علي تضحية مصر سواء في مراحل الحرب أو حتي حينما كان السلام هو الطريق، فقد وقفت مصر في حروبها نيابة عن الأمة بأعز أبنائها وكل أموالها. إن بركات أهل البيت في مصر كثيرة وعديدة، والرحمة والبركة، هي عبق تاريخ هذا الوطن. حفظ الله مصر، وحفظ المصريين، مسلمين، ومسيحيين، إخوة ونسيج واحد، لأعز الأوطان.