أكد مصدر مسئول ل«روزاليوسف» أن القاهرة أجرت اتصالات مكثفة مع إسرائيل والفصائل الفلسطينية، لاسيما حركة حماس والجهاد الإسلامي لاستئناف التهدئة التي اخترقتها إسرائيل بشن غارات علي قطاع غزة أودت بحياة تسعة فلسطينيين بينهم سبعة كوادر من الجهاد التي ردت بهجمات صاروخية أسفرت عن مقتل إسرائيلي وإصابة أربعة آخرين. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته: إن الوضع في غزة سيعود إلي ما كان عليه بعد أن تدخل التهدئة بين الفصائل وإسرائيل بوساطة مصرية حيز التنفيذ خلال ساعات. وبينما أعلنت حركة الجهاد الإسلامي «التجاوب» مع الجهود المصرية لوقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة أكدت حماس وجود توافق بين الفصائل الفلسطينية علي استعادة التهدئة. وقال المتحدث باسم سرايا القدس المكني «أبو أحمد» في بيان صحفي: تجاوبنا مع جهود التهدئة التي بذلتها مصر مع الاحتفاظ بحقنا في الرد علي العدوان الإسرائيلي في حال تواصله علي قطاع غزة. واعتبر أبو أحمد أن المقاومة خلقت «توازن رعب» مع العدو وهو من استجدي التهدئة. من جهته أعلن مشير المصري القيادي في حماس وجود توافق بين الفصائل الفلسطينية لاستعادة حالة التهدئة في قطاع غزة وتجنب التصعيد العسكري مع إسرائيل في هذه المرحلة. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر في حماس قولها: إن هناك اتصالات واسعة قادها جهاز المخابرات المصري مع الفصائل الفلسطينية من أجل إفساح مجال للتحرك السياسي، مشيرة إلي وجود توافق لدي الفصائل الفلسطينية نحو وقف متبادل لإطلاق النار. علي الجانب الآخر أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يوآف مردخاي أن جهات دولية من بينها مصر تعمل من أجل تهدئة الأوضاع في غزة، مشيراً إلي أن الجيش الإسرائيلي يواصل في الوقت ذاته التصدي لإطلاق القذائف الصاروخية علي البلدات الإسرائيلية. وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن يكون الرد علي الصواريخ الفلسطينية أكثر قوة كلما اقتضت الضرورة. وطلب نتانياهو من رؤساء البلديات أن ينقلوا إلي سكان مدن وقري الجنوب تقديره لقدرتهم علي الصمود بوجه التصعيد الأمني الحالي. من جانبه دعا رئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست الإسرائيلي شاؤول موفاز إلي استهداف قادة حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة وضرب البني التحتية للمقاومة هناك بشكل متواصل. وقال: يجب علي إسرائيل أن تستعيد قوة الردع التي فقدتها إذ إن هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان وقف القصف الصاروخي الفلسطيني. وأردف موفاز في مقابلة إذاعية: لا يجوز إفساح المجال أمام التنظيمات الفلسطينية لجعل سكان جنوب إسرائيل رهائن كلما أرادوا ذلك. واتفق معه الوزير يتسحاق أهارونوفيتش قائلاً خلال جولة ميدانية في الأماكن التي تعرضت للقصف بمدينة أسدود: يجب الرد بصرامة علي الهجمات الصاروخية وإصابة كل من يطلق الصواريخ علي التجمعات السكنية الإسرائيلية. بدوره حذر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان من رد إسرائيلي قوي إذا ما استمر إطلاق الصواريخ من غزة علي جنوب إسرائيل. ونقلت صحيفة «هاآرتس» عن ليبرمان قوله: إسرائيل لا تسعي إلي مواجهة مع الفلسطينيين ولا تريد تصعيد الموقف الحالي، إلا أنها لن تسمح بقصف بعد قصف دون رد. وأضاف: إذا استمرت نيران الصواريخ سيكون هناك رد فوري خلال أيام. وفي السعودية رفع الأمير خالد بن طلال بن عبدالعزيز إلي عشرة أضعاف قيمة مكافأة بمائة ألف دولار كان عرضها مواطنه الداعية عوض القرني لمن يأسر جندياً إسرائيلياً لمبادلته بأسري فلسطينيين، وعرض علي أثرها إسرائيلييون مكافأة بمليون دولار لمن يقتل القرني. وأوضح الأمير خالد وهو الابن الثالث للأمير طلال بن عبدالعزيز وشقيق الأمير الوليد في اتصال هاتفي مع قناة «الدليل» التي تبث من السعودية أنه عرض المكافأة تضامناً مع الداعية القرني، ورداً علي التهديدات بقتله. وقال الأمير: خالد القرني عرض 100 ألف دولار لمن يأسر جندياً إسرائيلياً لكنهم - الإسرائيليون - ردوا عليه برصد مليون دولار لمن يقتله، وأنا أقول للقرني أتضامن معك وأدفع 900 ألف دولار، كي يصبح المبلغ مليوناً لمن يأسر جندياً إسرائيلياً كي يطلق سراح الأسري. من ناحية أخري تظاهر عشرات الآلاف في إسرائيل احتجاجاً علي غلاء المعيشة وللمطالبة بالعدالة الاجتماعية، وهم بذلك يواصلون تفعيل هذه الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة في تاريخ إسرائيل، والتي رأت النور خلال الصيف. وكان أكبر تجمع للمتظاهرين في تل أبيب وخرجت مظاهرة مماثلة في القدس وموديعين وكريات شمونا وإيلات وهود هشارون، بينما ألغيت مظاهرة كانت مقررة في مدينة بئر السبع في الجنوب بسبب تعرض المناطق هناك لقصف صاروخي من قطاع غزة، وأكد المتظاهرون أن هذه الاحتجاجات تمثل انطلاقة جديدة في إسرائيل بعد انقطاع استمر شهرين.