تواصلت الظروف المعاكسة فى مطاردتها للمدير الفنى للمنتخب الوطنى حسام البدري، حيث أبدى انزعاجه الشديد من ضعف القدرات التهديفية للمهاجمين فى مسابقة الدورى العام الممتاز، خصوصا فى القطبين الأهلى والزمالك المشاركين فى دورى أبطال أفريقيا، ومن خلفهما المصرى البورسعيدى وبيراميدز المشاركان فى «الكونفدرالية»، حيث تأكدت الظاهرة أيضا فى المشاركات القارية، الأمر الذى قد ينعكس بالسلب على المنتخب فى المستقبل القريب، فى ظل ارتباط «الفراعنة» بتصفيات مصيرية على الصعيد القارى سواء المؤهلة نحو بطولة الأمم الأفريقية بالكاميرون «كان 2021»، أو كأس العالم بقطر «مونديال 2022». ويعيش البدرى منذ أن تولى مسئولية المنتخب فى أزمة كبيرة، فيما يخص بعض النواقص خصوصا فى جبهة اليسرى والهجوم، فى ظل حالة الندرة الشديدة التى تضرب منطقة رؤوس الحربة فى جميع الأندية دون استثناء، وهو ما برهنه لقاء الزمالك الأخير أمام مازيمبى الكونغولي، الجمعة الماضية، فى الجولة الخامسة، حيث خرج على أرضه ووسط جماهيره بنقطة التعادل السلبي، بعد محاولات لم تكلل بالنجاح من مهاجميه، بما فيهم المهاجم الدولى الشاب مصطفى محمد غير المحسوب فى المقام الأول على قائمة البدري، كونه أحد رجال المدير الفنى للمنتخب الأولمبى شوقى غريب الأساسيين، والذى تنتظره هو الأخر سلسلة أنشطة دولية ورسمية استعدادا لدورة الألعاب الأولمبية فى طوكيو، المقرر انطلاقها يوم الجمعة 24 يوليو وحتى الأحد 9 أغسطس 2020. ويعانى البدرى بشدة من غياب المهاجمين المميزين فى ظل اقبال الأندية وتحديدا القطبين على التعاقدات مع أجانب، كما فعل الأهلى مؤخرا بالتعاقد مع السنغالى أليو بادجى المنضم حديثُا من نادى رابيد فيينا، بدلا من المهاجم المغربى وليد أزارو الذى تمت إعارته لمدة ستة أشهر إلى نادى الاتفاق السعودي، وكذلك الزمالك الذى أبرم صفقة وحيدة تعد قديمة بالنسبة له خلال فترة الانتقالات الشتوية فى يناير الجاري، باستعادة مهاجمه الكونغولى كابونجو كاسونجو، بعد فسخ عقد إعارته من الزمالك مع الوداد البيضاوى المغربي، الأمر الذى دفع البدرى لمهاجمة مسابقة الدورى قبل عدة أسابيع، واصفا إياها بغير المفيدة بالنسبة للمنتخبات الوطنية، لما تعج به من لاعبين يفتقدون الصفة الدولية من ناحية، والعمل كحضانة للأجانب من ناحية أخرى، وكلاهما مر بالنسبة له كمدير فنى للمنتخب الوطني. ويدرس البدرى مع جهازه المعاون أمام ضيق الوقت التركيز على العناصر الدولية المعروفة، لصعوبة الرهان على تجربة عناصر جديدة لإكسابها الصبغة الدولية، لذا خرج مؤخرا بتصريح رحب فيه بضم أى لاعب متفوق فى الفترة المقبلة، بما فيهم المحترف بصفوف بلاريسا اليونانى عمرو وردة، صاحب أشهر قضية تحرش فى الكرة المصرية، والتى أسفرت عن استبعاده مؤخرًا، ليرد اللاعب بعد ساعات من التصريح فى لقاء فريقه بتسجيل هدفين، وينقذ فريقه بتعادل أمام بانيتوليكوس بالجولة ال20 من الدورى اليوناني، وهو اللقاء الذى شهد الظهور الأول للمصرى الأخر على غزال، كما تظل الفرص والحظوظ قائمة أمام مهاجم الأهلى مروان محسن، رغم تعدد اصابته، بجانب مصطفى محمد مهاجم الزمالك، إذا لم يكن هناك تعارض مع أجندة المنتخب الأولمبي، كما يظهر فى الصورة مهاجم سموحة حسام حسن، ومهاجم الأهلى المعار إلى انبى محمد شريف، ثانى هداف مسابقة الدورى برصيد 8 أهداف، بعد عبد الله السعيد صاحب الصدارة برصيد 12 هدفا. وكان البدرى يمنى النفس بعبور أزماته بتحقيق بداية قوية مع التصفيات القارية المؤهلة للمونديال المقبل، لتصحيح الصورة السلبية لدى الجماهير عنه، بعد أن تعرض لعدة أزمات متلاحقة، بداية من سوء نتائج التصفيات المؤهلة للأمم الأفريقية، وم رورا بتراجع الترتيب فى عهده بالتصنيف الشهرى الصادر عن الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، حيث خرج «الفراعنة» من قائمة أفضل 50 منتخبا عالميًا، بعدما بدؤوا المشوار بتعادلين الأول بهدف على ملعب برج العرب بالإسكندرية أمام كينيا، سجله محمود عبد المنعم «كهربا»، والثانى تعادل سلبى أمام منتخب جزر القمر على أرضه ووسط جماهيره، ضمن الجولتين الأولى والثانية من تصفيات المجموعة السابعة، خلال شهر نوفمبر الماضي، لتحتل مصر المركز الثالث برصيد نقطتين، بعد جزر القمر المتصدر ب4 نقاط، وكينيا نقطتين، وأخيرا توجو بنقطة واحدة، الأمر الذى يظل مرهونا بجولة جديدة من المنافسات أمام توجو، وبحسب المواعيد الجديدة سوف تنتهى مرحلة التصفيات فى شهر سبتمبر بدلا من نوفمبر، على أن يواجه منتخب توجو مرتين فى الجولة الثالثة والرابعة خلال الفترة من 23 وحتى 31 مارس المقبل، وستكون المباراة الأولى فى القاهرة، ويتم تحديد موعدها من قبل مسئولو الجبلاية، بينما يحدد اتحاد الكرة التوجولى موعد المباراة الثانية لاحقا. وساهم رئيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم «كاف» أحمد أحمد فى ارباك أجندة البدرى أكثر، بعدما قرر تغيير موعد بطولة الأمم الأفريقية المقرر إقامتها فى الكاميرون، لتنطلق فى يناير وفبراير كعادتها دائما بداية من العام المقبل بدلا من يونيو من نفس العام، وهو الأجراء الذى صنعه أحمد أحمد ونجح فى تطبيقه فى النسخة الأخيرة بمصر العام الماضي، لكنه سرعان ما أعلن فشله ليقرر المكتب التنفيذى ل«كاف» تغيير موعد البطولة، ومن ثم استبدل مواعيد مباريات التصفيات القارية المؤهلة نحو كأس العالم المقبل فى قطر 2022، والتى كان محدد لها مسبقا فى مارس ويونيو بنظيرتها الخاصة بالتصفيات القارية المؤهلة إلى بطولة الأمم، على أن يتم ترحيل انطلاق تصفيات كأس العالم إلى أكتوبر المقبل، لذا طالب الجهاز الفنى بسفر المنتخب عبر طائرة خاصة خوفا على اللاعبين من الإجهاد والإصابات فى ظل ضغط المباريات وأهميتها القصوى، بعد أن تسربت أربع نقاط فى أول جولتين بتعادلين هذيلين مع ضربة البداية، ليصبح البدرى مجبرا على العودة للتركيز فى التصفيات المؤهلة لبطولة الأمم، وسط رفض لطلبه بتوفير فترة زمنية لعمل معسكرات ولو داخلية قصيرة، بسبب ضغط مباريات الأندية. وتنافس مصر ضمن المجموعة السادسة فى التصفيات المؤهلة للمونديال بجانب الجابون وليبيا وأنجولا، حيث كان مقررا أن ينطلق الدور الثانى من تصفيات أفريقيا فى مارس ويختتم فى أكتوبر 2021، حيث يشهد الظهور الأول للمنتخب المصرى بالتصفيات كونه من المنتخبات الأفضل تصنيفًا فى القاهرة، وفى الدور الثالث المقرر فى نوفمبر 2021 الفرق العشرة الفائزة بمجموعات الدور الثانى ستقسم بالقرعة لمباريات إقصائية يضمن الفائزون الخمسة منها التواجد فى قطر 2022، على أن يتأهل 5 منتخبات إلى نهائيات كأس العالم التى ستقام فى قطر خلال الفترة من 21 نوفمبر وحتى 18 ديسمبر 2022، قبل أن يعدل أحمد أحمد موعد بطولة الأمم الأفريقية ليزيد الأزمات الفنية لدى جميع المدربين دون استثناء.