قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشيه الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم).... حقا يا رجال الشرطة... يا حماة الوطن.. يا من تفضون أستار الجريمة وتكشفون غموضها فتباتوا تنصهرون جهدا وتضنون عرقا... يا كل ضابط وأمين ومندوب وجندى... يا تلك المؤسسة العريقة منذ قدم التاريخ. نخلد معكم ذكرى موقعة الإسماعيلية فى يوم 25يناير 1952، تلك الذكرى التى راح ضحيتها 50 شهيدًا وثمانون جريحًا من رجال الشرطة المصرية على يد الاحتلال الإنجليزى، بعد أن رفض قياداتكم وجنودكم تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزي.... يا لها من ذكرى عطرة تفحو من سيرتها مسك الشهداء وإباء العظماء على أن يقوموا بدور الخائن ولو على جسده وروحه. تقسمون يمين الولاء يوم تخرجكم لساحة الميدان... أقسم بالله العظيم، أن أحافظ على النظام الجمهوري، وأنا أحترم الدستور والقانون، وأرعى سلامة الوطن وأؤدى واجبى بالذمة والصدق... إنه لقسم لو تعلمون عظيم، حقا قسم عظيم لرجال أوفياء لفتية آمنوا بربهم، فما ينكر دوركم إلا خائن ولا يكلل جهودكم بأقل ما يقال كلمة شكر إلا داني، فأنتم الحامون والراعون والحافظون للمال والنفس والولد مهما عصفت بكم الظروف فأنتم باقون على مدار اليوم فى اليوم كآلة متحركة لا تتوقف أبدًا، لا تعبأون بشمس حارقة ولا برد قارس ولا ليل مظلم، فأنتم الأعلون مهما تدنى النقد، وأنتم الأشجعون مهما تجبن الزبالات ونواقص الأخلاق، فقافلتكم تسير مهما كلاب أهل النهار عوت، فأنتم ورجال الجيش ذراعى الشعب.... رموز الأجراس والمآذن، حافظوا التاريخ والأصالة والحضارة لشعب علم البشرية معانى التوحيد، يا رجال اخلصوا للأرض والتراب والعرض. كل عام وأنتم حماة الوطن وراعين أراضيه، كل عام وأنتم الساهرون على راحة المواطن المصري، كل عام وأنتم حاضنو الهلال والصليب، كل عام وأنتم أصحاب البطولة والشجاعة والإقدام والإيثار، كل عام وأنتم العز والفخر، كل عام وأنتم الحقيقة فى عنفوان كذب الخائنين والمرتائين بالدين، كل عام وأنتم ناصرى المظلوم والمسروق والمغتصب والمقتول، كل عام وأنتم لمصر وبمصر تحت قيادة مؤمنة لا تخشى فى الحق لومة لائم، حفظكم الله وسدد خطاكم ورحم الله الشهداء الأنقياء وحسن أولئك رفيقا.