أكد الدكتور حازم الببلاوي نائب رئيس الوزراء ووزير المالية أن الأزمة التي تواجهها مصر حاليا ترجع لعاملين الأول نقص مستويات السيولة للموازنة العامة ، وهناك الكثير من الإجراءات التي تتخذها الحكومة لمواجهة تلك المشكلة بما لا يؤثر علي أوضاع السيولة المتاحة للقطاع الصناعي.. والعامل الثاني هو عامل نفسي راجع لشعور البعض بعدم اليقين حول مستقبل السياسات الاقتصادية والسياسية.. وقال إن الخروج من الأزمة لن يكون إلا من خلال استعادة الثقة في الأداء الحكومي والإجراءات والقرارات التي تتخذها الحكومة وان يعود مبدأ حسن النية ليحكم العلاقة بين أفراد المجتمع. جاء ذلك خلال لقاء د.الببلاوي مع مجلس إدارة الاتحاد العام لجمعيات المستثمرين برئاسة محمد فريد خميس وعدد من رؤساء جمعيات المستثمرين من معظم انحاء مصر منها بدر والسادات والعاشر وأكتوبر وسوهاج وأسيوط وأسوان وسيناء.. وقال الوزير: إن رجال الصناعة هم المستقبل الحقيقي لمصر، من خلال جهودهم في تحديث الصناعة وادخال التكنولوجيا المتطورة في النشاط الصناعي ، مشيرا إلي أن التكنولوجيا هي المدخل الحقيقي لاحداث نهضة اقتصادية لمصر ..فكل تجارب الدول التي شهدت نهضة كبيرة اعتمدت علي الصناعة والتكنولوجيا.. والاهتمام بالصناعات المغذية باعتبارها محرك الصناعة وقاطرة نموها. ورحب د.الببلاوي بالاقتراحات التي قدمها الاتحاد العام لجمعيات المستثمرين ، والتي شملت مقترحاً عرضه محمد فريد خميس لرفع معدل ضرائب الدخل إلي 30% علي صافي الارباح بدلا من 25% الحد الاقصي للضريبة حاليا، والاسراع في تطبيق ضريبة القيمة المضافة بدلا من نظام ضريبة المبيعات المطبقة حاليا، باعتبار الضريبة علي القيمة المضافة تحقق عدالة ضريبية اكبر وتدر ايرادات للخزانة العامة اكبر من المستويات الحالية. وأكد د.الببلاوي انه بشكل عام مع الاتجاه لفرض ضريبة تصاعدية علي الارباح، ولكنه كان يتحفظ علي الوقت حتي لا ترسل الحكومة المصرية اشارات خطأ بأن السياسة الاقتصادية تنحرف عن سياسة السوق الحرة وهو أمر غير حقيقي، مشيرا إلي أن الحكومة ستدرس جميع الاقتراحات التي قدمها المستثمرون ورجال الصناعة سواء رفع الضرائب أو ادخال المزيد من التيسيرات في نظم العمل. وقال انه برغم الأزمة التي تشهدها مصر حاليا فإن هناك الكثير من الاشارات المطمئنة حول مستقبل مصر ، منها أن الحياة تسير بوتيرتها الطبيعية في اغلب انحاء الجمهورية كما لا توجد سلع اختفت من الاسواق ، كما ان ما نتعرض له من تراجع في الاحتياطيات الدولية لمصر والتي انخفضت بنحو 12 مليار دولار بعد ثورة 25 يناير، تعود إلي انخفاض حجم الاستثمارات الاجنبية المباشرة الجديدة ،بجانب تراجع السياحة الوافدة وليس بسبب تعرض الاقتصاد العيني لعمليات تخريب او تدمير.. وبالنسبة للمظاهرات والمطالب الفئوية اكد الببلاوي انها تأتي في الوقت الخطأ، ولكنها تدل علي تنامي شعور لدي المواطنين بأن مصر بلدهم فعلا ولذا يطالبون بحقهم فيها، ومن هذا الشعور نفسه وجه الببلاوي رسالة لافراد المجتمع بضرورة التكاتف مع الحكومة لمساعدة مصر علي الخروج من ازمتها، وبعدها سيتم النظر في الكثير من هذه المطالب التي يمثل معظمها حقوقاً مشروعة للمواطنين واكد نائب رئيس الوزراء ان كل هذه المشكلات امر طبيعي ومرت بها الثورات التي شهدتها دول العالم من قبل.