سمعتم بعد قيام ثورة (25يناير) عن (لجان) تشكلت تحت مسميات كبيرة (لجنة الحوار الوطني)، و(لجنة الحوار القومي)، و (لجنة الوفاق)، و(وغيرها من لجان شعبية ووطنية)! سمعتم عن هذه اللجان وترأس هذه اللجان مرة (المحروس) الأستاذ الدكتور "يحيي الجمل" (المعارض سابقاً) ونائب رئيس مجلس الوزراء (لاحقاً) وأشياء أخري كثيرة لا مجال لذكرها اليوم، فالرجل قد اختار أن "يريح ويستريح" (الحمد لله)، بعد أن ملأ الدنيا صخباً بلجانه، ووزرائه (أصدقائه القرابي) وكذلك لجانه التي ضم إليها كل معارفه، وعلي الهواء مباشرة كانت تُبثْ تلك العبقريات والعنتريات الفارغة من مضمونها! ولعل المصريين لا يجب أن ينسوا كيف كانت لهذه اللجان بعد الثورة (شنة ورنة) وانعقد أمل الكثيرون في مصر علي نتائج حواراتها ونقاشها وتوجيهاتها، إلا أنه كما جاء في المثل العربي (تمخض الفيل فولد فاراً). ونتذكر أيضاً تلك اللجان إبان تشكيلها كان هناك غضب كبير من بعض المثقفين المصريين وكتاب الرأي وأصحاب القيم الرفيعة الذين لم يتذكر الدكتور " الجمل"، ظناً من هؤلاء بأن تلك اللجان سوف تقود البلاد إلي المستقبل، وعزَّ عليهم ألا يشاركوا بما لديهم ومع ذلك كانت الدلائل منذ أول لحظة بأن الموضوع كله (هزار) و(خيبة أمل راكبة جمل) كما كتبت حينها في مقالات متعددة! وأنا لا أريد أن يكون مقالي تقليباً للمواجع وإعادة ما سماه البعض (الهجوم علي الدكتور الجمل) حاشا لله، فأنا من أشد المعجبين بالرجل، وقدراته في مجال عمله الأساسي، كأستاذ جامعي، وكاتب لعمود رأي! ولكني أذَّكِرْ القارئ الكريم، بأن من بداية الثورة الشعبية، والتي تمخض عنها غياب (رأس الدولة) ومعاونيه، وناهبي شعب مصر ممن حوله، ووضعهم أمام قاضيهم الطبيعي بعدالة ونزاهة وحضارة لا يحسد عليها الشعب المصري، فهو مُبْدِعهَا كما جاء علي لسان السيد "بيرلسكوني"(رئيس وزراء إيطاليا) واصفاً الثورة المصرية! ولكني أذَّكِرْ بأن كل ما تم بعد قيام هذه الثورة هو (سمك ،لبن، تمر هندي) أي أننا لم نعلم ولم ندرك ما هو الطريق الذي يجب أن نسلكه للخروج من عصر الظلمات إلي عصر النور والازدهار، حتي اليوم، ما زالت الأمور غامضة، وغير معلوم لنا نقاط محددة للوصول إلي بدايات الإفاقة مما نعيشه اليوم! مثل مظاهر الخلل الاقتصادي، والخلل الأمني، وإشاعة الفوضي وعدم الطمأنينة في نفوس المصريين، كل هذا غير معلوم، بل أتحدي أن يدلي أحد برأي يقنع المصريين بأن هناك أملاً قريباً!! واستدعائي للجان (الجمل وحجازي) كان علي سبيل التدليل، بأننا ضيعنا وقتنا في كذب واضح، من أول لحظة، وضياع الوقت في مثل هذه الظروف التي تعيشها مصر، خسارة فادحة وكبيرة، يعبر عنها مؤشر الاقتصاد الهابط، ونزيف الخزانة العامة من احتياطياتها، وكذلك الترويع المتزايد للشعب المصري من البلطجة المنظمة، كما كتبت الخميس الماضي في نفس العمود! والسؤال لأي أحد، لأن المسئولين علي ما أعتقد لا يقرأون، أي أحد لديه أمل في الغد، برجاء كتابته، أو إعلانه، نحن في أشد الاحتياج للطمأنة من أي مُبشر بالخير، أو منبئ عن المستقبل، وكذب المنجمون ولو صدقوا!