اتفق المشاركون بجلسة «الذكاء الاصطناعى كمحفز للابتكار»، التى أقيمت ضمن فعاليات الدورة ال 23 لمعرض القاهرة الدولى للتكنولوجيا Cairo ICT، الذى عقد فى الفترة من 1 إلى 4 ديسمبر 2019، بمركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة، تحت شعار «The Digital Experience»، على ضرورة استعانة المؤسسات والشركات بتطبيقات الذكاء الاصطناعى AI بأسرع وقت ممكن لتطوير أعمالها ورفع كفاءة موظفيها وزيادة كميات الإنتاج فى المستقبل. فى بداية الجلسة قال المهندس أحمد البحيري، رئيس واكندايا، إن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى ستلعب دورًا كبيرًا فى تغيير الحياة اليومية اعتمادًا على التطبيقات التقنية الحديثة، مشيرًا إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعى تعتبر تطويرًا لتكنولوجيا التعلم العميق، والتى حاز ثلاثة علماء أمريكيين جائزة نوبل عن أبحاثهم بها خلال العام الماضي. وكشف البحيرى عن وصول ناتج الاقتصاد العالمى لنحو 100 تريليون دولار حاليًا، متوقعا أن يضيف الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعى نحو 16 تريليون دولار فى خلال 10 سنوات، لافتا إلى أن الصين ستستحوذ على 7 تريليون دولار منهم بينما تصل حصة الولاياتالمتحدةالأمريكية منها نحو 3.7 تريليون دولار بينما تبلغ حصة إفريقيا 1.2 تريليون دولار فقط. وقال إبراهيم الدفتار، رئيس قطاع الذكاء الاصطناعى والتحليلات فى شركة إريكسون، إن الذكاء الاصطناعى سيساعد مصر على زيادة حجم الناتج القومى الإجمالى بنسبة 9% مشيرًا إلى أن هناك أكثر من مليون خبير وعالم بيانات data scientist ببلدان مختلفة مثل مصر وإسبانيا والهند والسويد. أضاف الدفتار، أن شركته تعمل على استخدام الذكاء الاصطناعى فى أنشطتها وأعمالها منذ 10 سنوات لافتا إلى أن الهدف الرئيسى لتطبيقات الذكاء الاصطناعى فى إريكسون ينقسم لمحورين الأول خاص بالموظف العامل لدى شركتنا من أجل تطوير قدراته لزيادة إنتاجيته وسرعة إنجاز مهامه لدعم جانب خدمة العملاء، والمحور الثانى خدمة عملاء الشركة بما فيهم مشغلى خدمات المحمول، والتى تشمل استخدام الهاتف المحمول وتصفح وسائل الإعلام الاجتماعى كذلك عمليات الشراء والتسوق الإلكترونى وغيرها من العمليات، التى يدعمها الاعتماد على الذكاء الاصطناعي. وقال عماد الأزهري، نائب رئيس فودافون مصر، إن شركته تمتلك نحو 10 علماء بيانات Data scientist متابعًا أن وظائفهم تقوم على 3 محاور الأول تطوير البرمجيات والثانى الإلمام بالعلوم الحسابية ، والثالث إدارة المنصات Domain فضلًا عن الخبرة بالجانب التسويقي. وأكد الأزهرى أن عمل شبكات الجيل الثانى والثالث والرابع بالشركة يعتمد على عدد ضخم من الأجهزة، وأن الاعتماد على علماء الداتا وتقنيات الذكاء الاصطناعى يتيح التنبوء بتراجع مستوى الشبكات فى مختلف المناطق والتعرف على أفكار الموظفين كذلك فى مجال خدمة العملاء بسرعة التعرف على مشكلات العملاء قبل تقدم العملاء بها. من جانبه شدد أحمد حسان، مدير البيانات والتحليلات فى أورنج مصر، على تشبع السوق باستخدامات وحلول الذكاء الاصطناعي، والذى ظهر بقوة فى جانب التعامل الأونلاين مثل غرف الدردشة المختلفة، التى تستخدمها أغلب الشركات على مواقعها ومنصاتها الإلكترونية كإحدى وسائل «الكول سنتر» بدلا من الموظف التقليدي. وقال حسان إن شركات الاتصالات تواجه تحديا صعبا بسبب كمية البيانات الهائلة التى تمتلكها لافتاً الى صعوبة اختيار البيانات المؤثرة فى النتائج بالإضافة إلى صعوبة العمل عليها والاستفادة القصوى منها لأن كميتها كبيرة لذلك تلجأ الشركات إلى حلول البيانات الضخمة big data وتطويعها فى عملية تحليل البيانات لتكون أكثر جدوى للمجتمع والشركات كذلك دعم قدرات المستثمرين. وقلل فادى هاني، نائب رئيس شركة أفايا بالشرق الأوسط وتركيا، من خطورة تطبيقات الذكاء الاصطناعى عل الموظفين، مشيرًا إلى أنها لن تقلل من وظائف البشر، ولكن ستستحوذ على وظائف من لا يعتمدون عليه من البشر والمؤسسات، موضحًا أن الذكاء الاصطناعى يعد تجربة تعلم طويلة الأمد من خلال تيسير الأجهزة للتعرف على ما يدور حولها بما يمكنها من اكتساب الخبرة. وكشفت سها رزق، المدير الفنى الرئيسى بشركة سيسكو شمال إفريقيا والشام، عن استحوااذ الشركات التى ستعتمد على تطبيقات الذكاء الاصطناعى على نحو 1.2 تريليون دولار من حصص وأعمال الشركات، التى لن تعتمد عليه فى المستقبل، مشيرة إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعى ليست جديدة لكن زادت نسبة الانتباه لأهميتها مؤخرًا بسبب الحاجة لتطوير الأعمال وزيادة الإنتاج. كما كشفت رزق عن أن 75% من مدراء الشركات ممن لم يدركوا أهمية الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعى لن يتمكنوا من تحقيق مصادر أرباح بشركاتهم خلال 2020 مشددة على أهمية الإدراك والوعى بأهمية تقنيات الذكاء الاصطناعى بشكل عام. وأوضحت المدير الفنى الرئيسى بشركة سيسكو شمال إفريقيا والشام، أن شركته نجحت على مدار 10 سنوات فى تدريب 106 ألف فرد على مختلف البرامج بمجالات الشبكات والبرمجيات والبنية التحتية وغيرها من المجالات التكنولوجية مضيفة أن شركتها تستهدف حالياً تدريب 50 ألف فرد خلال عامين فقط. فى الوقت نفسه أكد هشام علي، رئيس قسم القطاع العام بشركة مايكروسوفت، على أن الشركات تحتاج لتخصيص ميزانيات ضخمة للإنفاق على شراء حلول وتطبيقات الذكاء الاصطناعى خاصة أنها تحتاج لدعم منصات وقواعد بيانات وعلماء بيانات، مشيرا إلى أن شركته تقدم خدمات جاهزة لتلبية حاجة الشركات من تقنيات الذكاء الاصطناعى بتكلفة أقل . من جهته كشف بول مكارتن، نائب رئيس مبيعات التطبيقات بشركة أوراكل فى الشرق الأوسط وأفريقيا، عن تمتع مصر بفرصة هائلة لسباق الكثير من الدول المتقدمة اقتصاديا من خلال الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعى بشرط وضع استراتيجية محددة قابلة للإدارة تنفيذها فى إطار من الجودة والسياق المنظم، لافتا إلى دور الذكاء الاصطناعى فى دعم الصناعات المختلفة مثل تطوير السيارات ذاتية القيادة كذلك تعزيز مجال الكاميرات والمراقبة والعلاج عن بُعد والتعلم الإلكتروني.