حالة من الجدل أثارتها الأخبار التى تم تسريبها بشأن لقاء ثلاثة من قيادات الإخوان فى 2014 بعناصر من فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى.. ثلاثى الإخوان كان بينهم رجل المهام الصعبة الإخوانى يوسف ندا والذى يعد مفوض العلاقات الدولية للجماعة، وهو بنك الإخوان المتنقل، وأغنى أغنيائها. اسمه الحقيقى يوسف مصطفى على ندا من مواليد محافظة الإسكندرية عام 1931، تخرج فى كلية الزراعة، انضم للإخوان مبكرا عام 1947 ليصبح أهم كوادرها الشابة فيها، وكان عضوا ذا أهمية فى النظام الخاص الذى كان يقوده فى تلك الفترة عبد الرحمن السندى، وقد تم تكليفه بالمشاركة فى بعض العمليات المصرية المسلحة فى منطقة قناة السويس ضد الإنجليز فى خمسينيات القرن الماضى. ألقى القبض على يوسف ندا لأول مرة فى تاريخه. فى أكتوبر 1954 اعتقله الرئيس جمال عبد الناصر على خلفية أحداث المنشية، ليقضى ندا عامين فى السجن، حتى أفرج عنه فى 1956، ثم غادر إلى ليبيا ومنها إلى أوروبا، بدأ بتأسيس أول شركة خاصة له مستفيدا بعلاقته مع الملك السنوسى فى ليبيا قبل انقلاب القذافى عليه، ومع هروب الإخوان لأوروبا وبداية تأسيس التنظيم الدولى فى الستينيات تحول ندا إلى وزير مالية التنظيم الدولى للإخوان. فى الثمانينيات أسس بالشراكة مع غالب همت، أحد أعضاء الجماعة السوريين، بنك التقوى الذى أصبح خزانة مال جماعة الإخوان، مستفيدا من حصوله على الجنسية الإيطالية للتحرك، والتى سمحت له بالتحرك بأريحية بين الدول الغربية، فتدفقت إلى بنكه أموال الجماعة والمتعاطفين معها، وأصبح يشرف على إمبراطورية من الاستثمارات والشركات أبرزها مؤسسة ندا الدولية ومجموعة التقوى للاستثمارات، ليكون ندا خازن أسرار المال الإخواني. وبسبب قوته الاقتصادية وعلاقاته المتعددة برؤساء الدول اختاره الإخوان مفوضا للعلاقات الدولية بالجماعة أى المسئول الأول عن العلاقات الدولية الخاصة بالإخوان، وهو ما حقق فيه نجاحا كبيرا، كان من نتيجته اعتراف بريطانيا بأهمية الجماعة لدرجة أنها رحبت بوجود تنظيم دولى للإخوان على أرضها، بخلاف مساهمته فى تأسيس الشركات الكبرى والمراكز الإسلامية بجميع أنحاء أوروبا. فى 1998 اتهمه أعضاء بالجماعة بتعمده إفلاس البنك الذى كانوا يضعون أموالهم فيه، وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وضع اسمه مع بنكه على قوائم الإرهاب، وهو ما دفع سويسرا لتجميد أرصدته قبل أن تعاود فك الحظر لعدم توافر الأدلة ضده.. غير أن الرئيس الأمريكى بوش اتهمه بشكل شخصى بأنه من القاعدة. فى كتابه «من داخل الإخوان» قال، أنه توسط لحل الخلاف بين اليمن والسعودية وبين السعودية وإيران نظرا لكونه صديقا مقربا من قادة إيران، فضلا عن أن الخمينى يحبه، وهو ما برر رفضه لأى محاولة للهجوم على إيران مستشهدا بعبارة حسن البنا الشهيرة «هناك مبدأ عام بين الإسلاميين نتمسك فيما نتفق عليه ونترك ما نختلف عليه»، علاقاته القوية مع النظام الإيرانى كانت سببا رئيسيا فى تأسيس فرع للإخوان فى إيران وامتلاك الجماعة علاقات قوية جدا مع طهران.. وبعد دخول القطريين على خط الجماعة جمعته علاقة قوية بهم أيضا. ويبقى أن الرجل الغامض للجماعة، حجم ما يعرف عنه لا يقارن بما هو مجهول عن هذا الرجل، خاصة فيما يتعلق بمقدار ثروته الفعلية، لكن فى التسعينيات وصلت أصوله إلى ما يقارب 12 مليار دولار.