تونس بالفيوم، واحدة من القرى التى تشبه الريف الأوروبى وتعج بالسياح من كل لون ، لكونها تمثل لوحة طبيعية خلابة على ضفاف بحيرة قارون، الهواء النقى والطبيعة الساحرة. قرية تونس، أبناؤها يعملون فى مجالات الحرف اليدوية، والتسويق السياحى، إلى جانب الزراعة وصيد الأسماك. ترجع حكاية قرية تونس إلى أربعينيات القرن الماضى، حيث امتلك خواجة يدعى كرم مساحات شاسعة من الأراضى وزار دولة تونس للاستشفاء، ثم عاد بصحبة صديقه الذى رأى جمال المنطقة يشبه المقاطعات التونسية. أيفلين بورية، سيدة سويسرية تزوجت من الشاعر الغنائى سيد حجاب، تعلق قلبها بالريف الفيومى، وبنت منزلا هناك، وأنشأت مدرسة لصناعة الخزف والفخار، وبعد طلاقها من حجاب، تزوجت من السويسرى ميشيل بستور، وأنجبا أنجلو وماريا. بورية استنبطت من الطين الذى شاهدت الأطفال يلعبون به، ويشكلونه على هيئة كور وعرائس، ليكون بدايتها مع صناعة الخزف والفخار، لتصبح واحدة من نجوم الصناعة فى مصر والعالم. السيدة السويسرية تعشق الشعب المصرى، خاصة البسطاء من أبناء قرية تونس التى تشبه إلى حد كبير ريف بلدها، وأن الاختلاف يرجع فقط فى وجود ناموس بسبب قارات المواشى وسط منازل الفلاحين. أيفلين تعانى الأمرين عند تجديد إقامتها، رغم أنها تجيد اللهجة المصرية، وتتمنى الحصول على الجنسية لتدفن فى مصر، فابنتها ماريا متزوجة من مصرى. مدير مدرسة أيفلين للخزف، محمد الجمال، كشف أن المدرسة لتى أنشأت في 1990 ضمت فى بدايتها حوالى 23 شابا من أبناء القرية، وبعد فترة أصبحت القرية تحوى مئات من أكفأ صناع الخزف فى العالم. محمود عبدالعليم المشرف على مدرسة الفخار بالقرية قال إن أيفلين ساهمت فى القضاء على البطالة بنسبة 100% بعد انتشار مدارس الفخار والتى زادت عن ال20 مدرسة، إلى جانب تحسين المستوى الاقتصادى، ليصل متوسط دخل الفرد ل2000 جنيه، بالضافة إلى مساهمتها فى تطوير مبان القرية، التى تحولت إلى ملتقى للمثقفين، وعشاق الإبداع. اللواء عصام سعد، محافظ الفيوم، أكد أن قرية تونس قطعة من الريف الأوروبى بالفيللات والحدائق، كما تزيد جمالا خاصة أنها قبلة لعاشقى الجمال، كما جرى تطوير شوارعها ومد خطوط الصرف الصحى، وتمديد الطرق الداخلية، إذ إن تونس أصبحت مركزا لصناعة الحرف اليدوية فى مصر وأن هناك مهرجانا سنويا لهذا الغرض.