قرية تونس التابعة لمركز يوسف الصديق بالفيوم، من القري التي لا يكاد يخلو منزل فيها إلا وتجد عددا من أفراده يعمل في مجال صناعة الخزف والفخار، فالقرية بها أكثر من 13 ورشة لتعليم هذه الحرفة التي يتقنها معظم المقيمين بها، وتعد مزارا سياحيا تقصده الوفود العربية والأجنبية، ويقام فيها مهرجان سنوي تشتهر به المحافظة، ادخلت هذه الصناعة »إيفلين بوريه» السويسرية الجنسية التي أقامت في القرية في أوائل الستينيات من القرن الماضي بعدما تزوجت وقتها من الشاعر الغنائي سيد حجاب، وأقامت في القرية لأكثر من 40 عامًا. يقول أحمد عبدالعزيز 40 سنة: فور أن جاءت »إيفلين» إلي القرية كنا نعتمد في مصدر رزقنا علي بعض الأعمال الهامشية وفور استقرارها بالقرية ابتكرت مهنة صناعة الخزف والفخار وأقامت في البداية ورشة صغيرة جمعت فيها عددا من أهالي القرية وكان وقتها الجميع يعمل في الصيد أو المعمار، والبعض الأخر يعمل في »الفلاحة»، وعقب بدء صناعة الخزف والفخار بدأت تتوالي علي إيفلين عمالة من جميع أنحاء القرية أطفال وشباب وشيوخ يريدون تعلم المهنة حتي أصبح معظم أهالي القرية يتقنون هذه الصناعة بكل أشكالها وأنواعها. ولا يتطلع أحد من أبناء القرية إلي الهجرة سواء كانت داخلية أو خارجية نتيجة لتوافر فرص العمل في هذه المهنة مربحة .. وتقول راوية عبدالقادر 39 سنة »صاحبة ورشة فخار وخزف»: إنها تعلمت هذه المهنة منذ الصغر في مدرسة »إيفلين بوريه»، مشيرة إلي أنها تدرجت فيها حتي تزوجت وبعدها قررت اقامة ورشة مماثلة لما تقوم به »إيفلين» لصناعة الخزف وتعرض منتجاتها في معارض المحافظات المختلفة والتي تلقي رواجا كبيرًا. وأشارت »راوية» إلي أن ورشتها يعمل بها 15 شابا وفتاة، قامت بتعليمهم فن صناعة الفخار والخزف فضلا عن تواجد 13 ورشة أخري، وأصبح غالبية سكان القرية يعملون في هذه الصناعة، حتي اصبحنا قرية منتجة ومنا من يقوم بتصدير المنتجات الخزفية إلي بعض الدول.