القاهرة والخرطوم.. نسيج واحد

فى زيارة رسمية هى الأولى إلى «الخرطوم» بعد تشكيل الحكومة السودانية الجديدة، عقد وزير الخارجية، سامح شكرى، أمس 3 لقاءات مع الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادى السودانى، ود. عبدالله حمدوك، رئيس وزراء السودان، وأسماء عبدالله، وزيرة الخارجية السودانية، وذلك لبحث آليات تعزيز مجالات التعاون الثنائى بين البلدين، وتناول سبل دعم السودان خلال المرحلة الانتقالية.
«اللقاءات الثلاث»، تناولت سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين فى جميع المجالات، والوقوف على أوجه الدعم اللازمة للحكومة السودانية الجديدة اتصالًا بأولويات عملها خلال الفترة المقبلة، بما يفضى إلى تحقيق التكامل الحقيقى والمستدام بين شعبى وادى النيل، حيث تضمن اللقاء بحث أنشطة اللجان الفنية المشتركة، ومن بينها اللجنة القنصلية، والهيئة العليا لمياه النيل، ولجنة النقل النهرى، واللجنة المشتركة فى مجال السلع الغذائية، وغيرها من اللجان لتعزيز العلاقات بين البلدين وتنسيق العمل فى مواجهة التحديات المُشتركة، كما تم التشاور حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، ومنها مفاوضات سد النهضة.
المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، صرح بأن شكرى استهل اللقاء بنقل رسالة دعم للسودان من الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى أخيه الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، معربًا عن تقدير القاهرة لنجاح السودان فى الانتقال بشكل سلس إلى المرحلة الجديدة، وبدء مسار العمل الحقيقى نحو تحقيق آمال وتطلعات الشعب السودانى الشقيق، مؤكدًا حرص مصر على عودة السودان لدورها الطبيعى فى محيطها الإقليمى والعربى والإفريقى، مُقدمًا التهنئة على تشكيل الحكومة السودانية الجديدة وفقًا للوثيقة الدستورية، وصدور قرار رفع تعليق عضوية السودان داخل الاتحاد الإفريقى.
رئيس المجلس السيادى السودانى، طلب خلال اللقاء نقل تحياته إلى الرئيس السيسى، معربًا عن تقديره الكبير لدور مصر الداعم للسودان خلال المرحلة الأخيرة، وبما أسهم فى تجاوز صعوبات تلك المرحلة، مؤكدًا تطلع السودان لمواصلة تدعيم العلاقات الراسخة والاستراتيجية مع مصر.
وزير الخارجية قدم التهنئة لرئيس الحكومة السودانية الجديدة على توليه منصبه، وكذا الإعلان عن تشكيل الحكومة، بما يعكس النجاح الذى يحققه السودان فى تجاوز تلك المرحلة المهمة من تاريخه، وإيذانًا ببدء مرحلة جديدة من النمو والازدهار تحقق آمال وطموحات الشعب السودانى الشقيق، مؤكدًا دعم مصر الكامل للحكومة السودانية الجديدة خلال تلك المرحلة سواء على الصعيد الثنائى أو من خلال جميع المحافل الإقليمية والدولية.
وعلى صعيد آخر، شدد وزير الخارجية على تضافر الجهود مع الأشقاء بالسودان فى مواجهة أزمة السيول الأخيرة، مشيرًا إلى أنه جار العمل على قيام مصر بإرسال مساعدات لتخفيف الأعباء عن متضررى السيول، وذلك فى إطار الروابط الأخوية والتضامن المتبادل بين البلدين.
رئيس الوزراء السودانى، رحب من جانبه بزيارة وزير الخارجية إلى الخرطوم، معربًا عن اعتزازه بالعلاقات المتميزة التى تجمع البلدين، مستعرضًا أولويات عمل حكومته الجديدة خلال الفترة الانتقالية، مؤكدًا الأهمية التى توليها الحكومة السودانية لتعزيز علاقاتها فى محيطها الإقليمى والدولى، وفى مقدمتها علاقاتها الاستراتيجية مع مصر، بما يحقق المصالح المشتركة ويلبى تطلعات شعبى البلدين.
من جانبها، أعربت وزيرة الخارجية السودانية عن تقدير السودان لعمق وخصوصية العلاقات مع الشقيقة مصر، مشيدة بالأجواء الإيجابية التى يشهدها مسار التعاون والتضامن بين البلدين خلال المرحلة الجديدة من تاريخ السودان، مؤكدة تطلع الحكومة السودانية الجديدة إلى الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين إلى آفاق أرحب.