كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوبسيناء إشراقات الحضارة الإسلامية على أرض سيناء، فقد دخل عمرو بن العاص رضى الله عنه مصر عن طريق سيناء ووصل الفرما فى شهر(ربيع الأول سنة 16ه، يناير 640 م)، وتعرض الفاطميون عن طريق سيناء لخطر الصليبيين فتقدم بلدوين الأول (512ه، 1118م) بجيش عن طريق شمال سيناء، ووصل غزة ثم العريش وبحيرة سربنيوس التى عرفت فيما بعد باسمه (بحيرة البردويل)، وعجز أن يتابع سيره داخل مصر فعاد من حيث أتى ومات بسيناء ثم حمل جثمانه للقدس ودفن بكنيسة القيامة. وتابع قائلًا: وفى عهد الأيوبيين خرج صلاح الدين الأيوبي عام (566 ه، 1170م) عن طريق سيناء بمراكب مفككة حملها على الإبل ولما وصل إلى أيله (العقبة) ركب تلك المراكب وأنزلها البحر وقاتل أيله برًا وبحرًا حتى فتحها، وترك بها حامية أيوبية وعاد لمصر وشيد صلاح الدين بسيناء قلعته الشهيرة بجزيرة فرعون وقلعة الجندى برأس سدر وكان له طريق خاص بوسط سيناء يسمى طريق صدر- أيلة هو الممر الرئيسى لجيوشه من القاهرة ويبدأ من السويس إلى وادى الراحة بوسط سيناء ثم عين سدر عند قلعة الجندى، ثم إلى التمد حيث يتفرع فرعين أحدهما يسير جنوب شرق إلى قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون والآخر يستمر شرقًا حتى يلتقى بدرب الحج عند نقب العقبة. وتابع ريحان أنه فى عهد المماليك البحرية «648 – 784 ه، 1250 – 1382 م» استرجع السلطان بيبرس البندقدارى أيلة بعد أن أعاد الصليبيون احتلالها، وزار مكة بطريق السويس - أيلة وصارت هذه الطريق هى طريق الحج المصرى منذ ذلك الوقت وحتى عام 1884 م حين اتخذت طريق البحر الأحمر إلى جدة، وفى عهد السلطان منصور قلاوون مهّد نقب العقبة فى درب الحج المصرى، وفى عهد الملك الناصر محمد بن قلاوون حجّ إلى مكة متخذًا هذا الطريق. وفى عهد المماليك الجراكسة «784 – 922 ه، 1382 – 1516 م» بنى السلطان قانصوة الغورى القلاع على درب الحج،ومنها قلعة نخل بوسط سيناء وقلعة العقبة، ومهّد دبة البغلة ونقب العقبة التى تقع على هذا الطريق، وفى العصر العثمانى «923 – 1213 ه، 1517 – 1798 م» بنى السلطان سليم الأول قلعة الطور المندثرة الآن، وبنى السلطان سليمان «926-974ه، 1520-1566م» قلعة العريش ورمم قلعة نخل والسلطان مراد الثالث «982-1003 ه، 1574-1594م» رمم قلعة نخل ووسعها ورمم قلعة العقبة والسلطان أحمد الثالث بن السلطان محمد الرابع رمم قلعة نخل «1117ه، 1705 م».