جدل شديد أثارته أفلام شاركت فى موسم عيد الأضحى السينمائى التى تعدت إيراداتها 150 مليون جنيه, استطاعت تحقيقه فى أقل من شهر, حيث اختلف الجمهور والنقاد حول تقييم أفلام العيد فالبعض يراها من أفضل المواسم السينمائية خاصة من ناحية النجاح الجماهيرى وشباك الإيرادات والبعض الآخر يراها واجهت حالة من الإفلاس الفكرى بسبب تقديم 3 أفلام لأجزاء ثانية كنوع من استثمار نجاح الأجزاء الأولى. عن تقييم أفلام العيد نستطلع آراء عدد من النقاد: فى البداية يقول الناقد والمؤرخ السينمائى محمود قاسم: بالنسبة لفيلم الفيل الأزرق هو نوع جديد من النصوص لم تقدمها السينما المصرية, حيث كانت تقدم أفلامًا عن الظواهر الخرافية، ولكن هذه المرة تقدم عن المرضى النفسيين والهلوسة التى تتبع تعاطى بعض المخدرات. وأوضح أن أحمد مراد كان دارسًا الرواية بشكل جيد وقدمها هذه المرة بشكل خيال علمى ويدخل المشاهد إلى هذا العالم، لذلك أحب الشباب هذا النوع من الأفلام، بالإضافة إلى ذلك المخرج مروان حامد هو شخص ذكى استطاع أن يصل هذه الصورة بسهولة للمشاهد، كما أن الفنانة هند صبرى قدمت الدور بشكل جيد فى الفيل الأزرق على عكس ما يقول البعض. وعن فيلم أولاد رزق قال: إن مخرجه من أهم ثلاثة مخرجين موجودين على الساحة وهو طارق العريان, فهو يتقن عمله بشكل جيد ويمكن أن نطلق عليه مهندس السينما المصرية. وأشار قاسم إلى أن المخرج «شريف عرفة» الذى أخرج فيلم الكنز من أفضل المخرجين لأن المخرج دائمًا يشع على الممثلين وهو سر نجاحهم والذى يحركهم مثل «الماريونت». الناقد السينمائى «عمرو الكاشف» شعر أن أفلام عيد الأضحى فيها تكرار جزء أول وجزء ثان وأيضا نوع من «الشللية» ولا يوجد بها أى تجديد، حيث ينطبق هذا على فيلم الفيل الأزرق والكنز 2 الذى كرر نفس الممثلين ويمكن تشبيه فيلم الكنز بأنها أكلة «ديلفرى» عديمة الفائدة ربما نستمتع بها مؤقتا بل إنها قصة قد تكون مضرة عقليًا أو صحيًا، وبالنسبة لفيلم أولاد رزق هى محاولة اجتهادية من فريق عمل الفيلم لكن لا يوجد مضمون قوى له تأثير ولكنها تقليدية ليس بها أى تجديد؛ ويرجع السبب فى ذلك فى تقديرى الشخصى إلى إتباع منهج. وأشار إلى أن الأسلوب التجارى فى السينما وهو استخدام نفس الوجوه وجوه الممثلين بهدف حظ أكبر من المكاسب للتصارع بين المنتجين والمخرجين والممثلين كمتجددين مع بعض من أجل من الفيلم الذى يحصد المركز الأول ومن يحقق أعلى إيرادات, لكن السينما المصرية أصبحت مفتقدة القصة والمضمون الهادف والتجديد فى الوجوه السينمائية؛ وأوجه كلمة للجميع أن يهتموا بالقصة والمضمون ويركزوا عليها أكثر من الإنتاج والمكسب والخسارة وأن تستوعبوا كل الطاقات التمثيلية وأعطوا للشباب الفرصة. فيما قال طارق الشناوى الناقد السينمائي: إن فيلم الكنز2 هو أشبه باستراحة داخل الفيلم حيث طال زمنه الدرامى فى مياه فكرية ودرامية وجمالية مختلفة عن تلك التى تعود عليها جمهور سينما هذه الأيام. وأضاف أن محمد رمضان هو قطعًا الاسم الأكبر على الأفيش ولكن فى سينما شريف عرفة لا يتم وضع هذا فى الاعتبار، فهو فيلم ينتمى أساسًا لمخرجه، رمضان مثل كل النجوم ينتظر الرقم فى شباك التذاكر، فهو يتابع نجومًا على الميمنة والميسرة مثل كريم وعز وكرارة يتنابذون بالأرقام بينما هو يغنى (ظلموه)، وروبى أراها فيضًا من الحضور الطاغى. وأكد أن الجزء الثانى من أولاد رزق يأتى محملًا بتساؤل!! هل سيتفوق رقميًّا على الأول؟ الإجابة مع الحفلات الأولى للفيلم نعم، هل هو أكثر متعة؟ نعم أيضًا، خاصة لو أنك فى سينما طارق العريان، التى تتكئ فى قسط وافر منها على الجذب البصرى، بالإضافة إلى عدد من النجوم لا تستطيع حصرهم، والكثير من التساؤلات تتوالد أمامك، وهو ما أراده طارق العريان فى فيلمه، حيث جاءت مشاهد النهاية وهى تعدك بالمزيد الذى سوف تراه أيضا فى الجزء الثالث الذى لم يولد بعد. وتابع: عمرو يوسف تعامل بهدوء مع الشخصية، كما أعجبتنى غادة عادل فى مشاهدها القليلة، قدمتها بخفة ظل.. وأيضا نسرين أمين بطبيعتها. وعن الفيل الأزرق, أكد الشناوى أن هند صبرى واحدة من أفضل جيلها، هذه المرة لم تكن فى أفضل حالاتها وطبعا تلك مسئولية المخرج، والشخصية الرئيسية فى الفيلمين كريم عبدالعزيز. هو عالم خاص جمع بين الكاتب والمخرج، يحلق بجناحين بعيدا عن الواقع، لكنه أيضا يقف بقدميه على أرض الواقع، السيناريو فى جانب منه يبدو فى لحظات عشوائيا، والحقيقة أنه يصدر لنا تلك العشوائية عامدًا متعمدًا، ليصبح هذا هو القانون (العشوائية المنضبطة)، الفيلم كان يرقص برشاقة بكل تلك المفردات السينمائية. وأكد الشناوى, أن فيلم خيال مآتة لأسباب متعددة يُواجَه بضربات تحت الحزام لإقصائه عن الجمهور، وفى سابقة خطيرة يتأخر عرضه يومى العيد، ولا يجد أيضًا حلمى لأول مرة الدفء والحفاوة الذين تعود عليهما من دور العرض، إلا أن السبب الأول للتراجع عن المقدمة هو محتوى (خيال المآتة).