إمبراطورية مالية ضخمة لجماعة الإخوان الإرهابية تتكون من تبرعات واشتراكات ولكنها تتسلح بالسرية والخداع باسم الدين منذ نشأتها على يد حسن البنا مؤسس الجماعة عام 1928، إلا أن فضائح الجماعة المالية خرجت عن السيطرة التنظيمية بعد التسريب الأخير لأحد عناصر الجماعة الإرهابية الذى كشف عن كيف يتصرف الإخوان فيها. سرقة الأموال موجودة من زمن حسن البنا وبالتزامن مع الثورة الفلسطينية من عام 1936 إلى 1939، لعبت جماعة الإخوان على وتيرة ضرورة دعم المجاهدين فى فلسطين، لينتشر أعضاؤها فى البلاد يجمعون تبرعات مالية لهذا الغرض إلا أنها كانت تصرف على نشاط الجماعة الإرهابية، وفى مارس 2014 اتهم عبدالمنعم أبوالفتوح، رئيس حزب مصر القوية بصفته المدير العام التنفيذى للجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة الأطباء المصرية، والأمين العام للجنة الإغاثة لنقابة الأطباء العرب بالنصب على المواطنين واستغلال التبرعات التى كانت تجمعها «لجنة الإغاثة» فى تمويل عمليات إرهابية. أما آخر وقائع التبرعات الإخوانية التى طفت على السطح قبل أيام، عندما نشر عمر حسن، قيادى الجماعة الهارب إلى تركيا، تسجيلا صوتيا لأمير بسام عضو مجلس شورى الإخوان، كشف فيه صراحة عن سرقة قيادات الجماعة لأموال التبرعات وشراء شقق وسيارات خاصة لهم، وكشف أن محمود حسين اشترى سيارة BMW بمئة ألف دولار، كل هذه الوقائع تؤكد أن التنظيم الإرهابى يمتلك أموالا ضخمة. من جانبه قال إبراهيم ربيع، القيادى الإخوانى المنشق: إن حسن البنا انتقل الى القاهرة عام 1932 وقسم التنظيم إلى 3 أجنحة، الجناح الدعوى بقيادته ومعه شباب الأزهر والمتميزين بسمت السماحة والهدوء، والثانى هو الجناح العسكرى والذى أعطاه للمراهق عبدالرحمن السندي، أما الجناح الاقتصادى فنصب عليه عبدالحكيم عابدين زوج أخت حسن البنا، مشيرًا إلى أنه بدأ النشاط الاقتصادى بدائيا بعد بناء الجامع الإخوانى حيث كان يتم بيع العطور والعسل، ثم تطور الى إنشاء مطبعة وكيانات تعليمية واقتصادية، ودائمًا كان يقول لاتباعه 9 اعشار الرزق فى التجارة، «تجارة العملة وتجارة الجملة» نفس سيستم اليهود البنوك وشركات التأمين، مشيرا إلى أن 70% من شركات الصرافة تبع الاخوان. وأضاف ربيع أن الرجل التالى فى الجناح الاقتصادى هو يوسف ندا من مواليد 1931 ودخل 1947 وعاصر حسن البنا وتم سجنه سنتين فى حادثة محاولة اغتيال عبدالناصر، وتم الإفراج عنه وخرج إلى ليبيا، وتم توطيد علاقته بالملك إدريس السنوسي، وتم تكليفه بإعمار ليبيا 1960 حتى تم إطلاق عليه ملك الأسمنت، ثم التقطته المخابرات الإيطالية ثم بعدها الأمريكية والإنجليزية ظل فى ليبيا إلى 1969 حتى ثورة الفاتح من سبتمبر وخرج مختبئا فى مركب وترك شنطة نقوده تحتوى على مليون دولار مع قبطان السفينة التى هرب فيها إلى إيطاليا التى تمتاز بالعلاقة الممتازة مع السنوسي، وبدأ تأسيس البيزنس فى إيطاليا واستوطن الجزء الذى بين إيطالياوسويسرا، واشتغل وكون بنك التقوى فى جزر البهاما فى سويسرا تحت عين كل دول الشر وكان هو المغسلة الأولى لغسيل الأمول 960 مليار دولار من نقود الإخوان على مستوى العالم وإيداعات وزكاة أهل الخليج الموقوفة لمشاريع خيرية على مستوى العالم. وأشار ربيع إلى أن المشروعات عبارة عن تجارة العملة والسلاح مع رؤساء دول فى إفريقيا بعدما هربوا نقودهم لدى بنك التقوى بالحقائب الدبلوماسية، مشيرا إلى أن النقلة الثانية كانت فى 2001 بعد ضرب البرجين فى أمريكا وضع الأمريكان أيديهم على أموال بنك التقوى، ويوسف ندا، وغالب، وقامت أمريكا بإصدار قرار فى مجلس الأمن بتاريخ 7 نوفمبر 2001 وتحديد إقامته فى بيته، وتم تشكيل لجنة من المخابرات الأمريكية والإيطالية والسويسرية، ومجلس الأمن لمحاكمة يوسف ندا، وظلت الأموال المصادرة وقيمتها 970 مليار دولار تحت يد أمريكا إلى 2009، وتم فك الحصار والمساومة على أن يأخذ 25% ويترك 75% وشبكة غسيل الأموال فى العالم مقابل العفو عنه فى اتفاق سرى، وأعلن أن أمريكا صادرت أموال البنك وتم إغلاق البنك. وتابع ربيع أن يوسف ندا هو محرك أموال الإخوان فى مناطق الاوف شور تم الحكم عليه فى 2008 هو وغالب همت بالحكم عشر سنوات بالمحكمة المصرية وتم العفو عنهم بواسطة مرسى بعد 20 يوما من توليه الرئاسة، واتصل خيرت الشاطر بيوسف ندا وتم تأسيس 32 شركة فى مصر والعالم العربى، منوهًا بأن الشاطر لديه 8 بنات وولدان، و26 حفيدا كل واحد عنده شركة أو مشارك فى شركة، واستكمل: شركة زاد لتوزيع المواد الغذائية، وجميع شركات العقار، وشركات الصرافة، ومجموعة المدارس الدولية، والمستشفيات الفاخرة، ومخازن المواد الغذائية للجملة، كبرى شركات فى شارع المطراوى بالمطرية، وسوبر ماركت فتح الله، الحسن والحسين، وحجم الأموال المستثمرة للتنظيم الدولى 400 مليار دولار سنويا فى مصر 50 مليار دولار الشاطر يدير النصف، ولم يفتحوا مصنعا ولا مزرعة بل تجارة الجملة والعملة. السرقات قديمة منذ نشأة الجماعة وأكد هشام النجار، الباحث فى شئون الحركات الاسلامية، أن قصة السرقات قديمة منذ نشأة الجماعة ومؤسسها نفسه حسن البنا تم اتهامه بالاختلاس بنهب أموال الجماعة، وتم تقديم بلاغات ضده للنيابة وكان ذلك من أسباب أول الانشقاقات عن الجماعة، مشيرًا إلى أنه حدثت انشقاقات كثيرة بالجماعة خاصة بعد حراك يناير 2011م وزادت ووصلت للذروة مع بروز الصراع بين جناح الكماليين وجناح الحرس القديم، حيث تم استخدام هذا الملف لابتزاز الطرف الآخر وفضحه للضغط عليه وتحقيق مكاسب فى الكثير من الأمور منها التمويل وإشراك تيار الشباب فى الإدارة ومسعى إقصاء بعض القيادات التى صارت مرفوضة عن مشهد القيادة مثل محمود حسين وغيره. وأضاف أن جماعة الإخوان المسلمين تشهد أزمة بعد تداول التسجيلات الصوتية التى اتهم فيه قادة إخوان مصر فى تركيا باختلاسات وتسجيل عقارات وشقق وسيارات بأسمائهم وأسماء أبنائهم، اللافت أن الجماعة فى بيانها هددت أمير بسام بالعقاب على تسريب التسجيل الصوتى، موضحًا أن الانشقاقات والخلافات عادت مجددًا داخل الجماعة وهو ما كشفه بيان مجلس شورى الجماعة الارهابية الذى لم ينجح فى محاولاته تكذيب أمير بسام، عضو مجلس شورى الجماعة، وكانت الجماعة قد أكدت أن التسجيل المتداول على وسائل التواصل الاجتماعى بصوت بسام أثار حالة من اللغط واللبس والإساءة إلى الجماعة، ثم إلى مجموعة من أعضائها. الإرهابية تنفى صحة التسجيلات المسربة وناقضت الجماعة الإرهابية نفسها فى البيان، فبعد أن نفت صحة التسجيل الصوتى عادت لتؤكد أنها أصدرت قرارات وتوصيات اللجنة التى شكلتها الجماعة من أعضاء مجلس الشورى العام للجماعة لدراسة ما أسمته المزاعم والافتراءات التى أثيرت من خلال ما نشره أمير بسام من قبل، وقالت الجماعة المتناقضة: إن اللجنة لاحظت أن رسائل أمير الأولى والثانية والثالثة تحت عنوان «شهادتى»، مليئة باتهامات خطيرة ومتنوعة، تطعن فى العدالة وتقدح فى الذمة وتسقط المروءة، كما احتوت على نقد شديد وجارح لكثير من رموز وكيانات الجماعة، دون تقديم أية أدلة أو براهين أو بيانات أو اثباتات على ادعاءاته ونقده واتهاماته، كما أن بعضا من المعلومات التى وردت فى هذه الرسائل معلوم أنها إما غير صحيحة أو مكذوبة أو غير متيقن منها. اوصت الجماعة مؤسساتها المختصة باتخاذ إجراءات حازمة وصارمة لمنع تكرار مثل هذا الأمر واجتثاث أسبابه، وانتقدت قيام د. أمير بسام بنشر اتهاماته للجماعة على وسائل التواصل الاجتماعى، وحاولت الجماعة التخفيف من تأثير وقع الاتهامات على الشباب والقيادات، حيث أكدت أن ما أثاره بسام معروض على مؤسسات الجماعة لاتخاذ الإجراءات المؤسسية اللازمة وفق قواعد ونظم عمل وأدبيات الجماعة، مع التأكيد على رفضنا وإدانتنا للمنحى الذى سلكه أمير بسام. عضو بالجماعة يفضح الإرهابية بالاختلاسات ورد أمير بسام، القيادى بجماعة الإخوان صاحب التسريب الصوتى الذى اتهم فيه قادة إخوان مصر فى تركيا باختلاسات وتسجيل عقارات وشقق وسيارات بأسمائهم وأسماء أبنائهم، وأكد صحة التسريب وصحة الاتهامات، وقال فى رسالة لقيادات الجماعة: إن اتهاماته صحيحة وتداولها مع عدد من زملائه ولكن تم تسجيل ما قاله وتسريبه عبر مواقع التواصل دون موافقته أو علمه، مطالبا من وصفهم بحكماء الجماعة بإجراء تحقيق موسع، يشمل تقييم الأداء التنظيمى للجماعة بالخارج خلال الأعوام التى أعقبت الإطاحة بحكمهم فى مصر وسبب تغييب مؤسسات الجماعة. ودعا بسام إلى تقييم الأداء السياسى للجماعة خارج مصر والتحقيق فى المسارات المالية ومصارفها خلال الأعوام الستة الماضية، والتحقيق مع من نشر تسجيلا خاصا به كان للتداول الداخلى بعد أربعة أشهر من تسجيله، وكشف القيادى بالإخوان عن غياب مؤسسة الشورى بالجماعة، وعدم انعقاد مجلس شورى الجماعة، مجددا ما ردده فى التسريب من اعترافه بمحمد بديع كمرشد عام وليس أحد غيره، مواصلا أن القيادات تستولى على أموال الجماعة، وأموال التبرعات، وتشترى عقارات وشققًا سكنية فخمة بأسمائهم وأسماء أبنائهم، سواء فى تركيا أو فى غيرها. وطالب بسام الجماعة بتقييم الأداء التنظيمى للجماعة بالخارج خلال الأعوام القليلة السابقة، داعيا لتقييم الأداء السياسى للجماعة فى خارج مصر وخاصة فيما يخص ملف الثورة المصرية، إضافة إلى التحقيق فى المسارات المالية ومصارفها خلال ال 6 أعوام المنصرمة. السرقة خلقت أزمة بين شباب الجماعة والقيادات اللافت أن الاختلاسات خلقت أزمة بين شباب الجماعة والقيادات وانتهت بحرب اتهامات، ففى عام 2016 أصدرت جبهة «الهارب» محمود عزت القائم بأعمال المرشد قرارا من هذه النوعية بتجميد عضوية 8 من قيادات الجماعة المحسوبين على «جناح الشباب»، من بينهم عمرو دراج، ويحيى حامد، فما كان من جبهة الشباب تلك إلا أنها ردت الضربة بمثلها فقررت هى الأخرى إيقاف 8 من قيادات الجماعة فى مقدمتهم محمود عزت نفسه وتحويلهم للتحقيق، إعمالا بمقولة مافيش حد أحسن من حد والبادئ أظلم. الواضح فى الأمر ليس إحالة عزت والذين معه إلى التحقيق، ولكن حالة التشكيك الواسعة التى طالت ذمة «كبار الجماعة» مكتب إرشادها، وبالتالى الضرب فى ضميرهم الدعوى، وهم الذين أداروا دفة الجماعة طويلا وجمعوا أموالها تحت راية «الموت فى سبيل الله أسمى أمانينا». وقال الشباب فى الاتهامات التى وجهوها وقتها إن «جبهة عزت استخدمت الأموال التى تخرج من جيوب الإخوان المسلمين (كأداة للضغط والابتزاز لإنجاح التوجهات التى تدعو للشق والخلاف، ولقد فاض الكيل بعد ترسيخ تلك الممارسات وتعطيل الصف والعمل فى هذا المسار بلا كلل أو ملل، وهو ما دعا لاستصدار القرارات الخاصة بوقف القيادات الثمانية عن أى مسئولية تنظيمية وإحالتهم للتحقيق وإبلاغ مسئولى الأقطار الموجودين بها بهذا القرار». وأوضح الشباب أن واقعة الفساد ليست الوحيدة التى طالت قيادات الجماعة، فقد سبقتها وقائع مماثلة بعدما اتهم شباب الإخوان محمود غزلان، ومحمود حسين، باختلاس أموال الجماعة، وهو ما أكد عليه غير مرة عمرو فراج، مؤسس شبكة «رصد»، بقوله محمود حسين يواجه بعض شبهات فساد مالى كبيرة داخل الجماعة.