الإعلام بمختلف إصداراته المرئية والمسموعة والمتمثلة فى القنوات الفضائية والصحف الورقية سلاح ذو حدين يجب الحذر فى استخدامه والالتزام بمعايير مهنية وأخلاقية فى إدارته والتنزه عن أى محاولات لاستقطابه وتوجيهه، لكن كل هذه المعايير هدمت وتم انتهاكها من قبل أبواق إعلامية دولية انتهكت استقرار مصر وأمنها، وتعاونت مع الإرهابيين فى تشويه سمعتها، واستسلمت لتنفيذ رؤية الممولين الذين أنفقوا الأموال الطائلة لاستقطابهم. منبر قطرى فى قلب أمريكا يصنف معهد «بروكينجز»، أحد أشهر المراكز البحثية الأمريكية، نفسه على أنه واحد من أهم المعاهد وأكثرها تأثيرًا، إلا أنه بدأ فى فقدان مصداقيته عقب فضيحة الكشف عن تلقيه تمويلات خارجية، وقد تم تسريب آلاف الوثائق الخاصة بمعهد بروكينجز تكشف صلته بأصحاب المال والشركات الكبرى فى الولاياتالمتحدة ومدى تأثيرها على أبحاثه، حيث يتم مناقشة نتائج تقاريره مع المانحين الفعليين قبل اكتمال البحث، ويتم مشاركة الأبحاث قبل صياغتها معهم، وتحدد آراء المانحين صياغة التقارير النهائية وكيف يمكن أن يتم استثمارها فى تحقيق مصالحهم وأهدافهم. جدير بالذكر أن بروكينجز له فرع فى العاصمة القطرية الدوحة تموله بنسبة كبيرة الحكومة القطرية، تأسس فى 2008، ويرأسه حمد بن جاسم وزير الخارجية القطرى الأسبق، واعتاد باحثوه نشر التقارير والدراسات المساندة للإخوان والرافضة للتحولات الأخيرة فى مصر.
منبر إعلامى فقد مهنيته ومصداقيته وتاريخ من الأكاذيب والتحريضات اعتادت «بى بى سي» الإساءة لمصر والتحريض ضدها منذ أكثر من 73 عاما حيث ضربت تلك القناة بالمهنية عرض الحائط و اتخذت سياسات معادية للدولة المصرية ومزيفة للحقائق و تعبر عن وجهة نظر من يمولونها. وفى واقعة لا ينساها التاريخ عندما وثقت مكتبة عبد الناصر التاريخية فيديو يرد فيه الزعيم الراحل على إهانات هيئة الإذاعة البريطانية المتكررة لشخصه وللشعب المصرى والوطن. وفى وثيقة نادرة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بخط يده، هاجم فيها إعلام بريطانيا وفضح مخططها بأنها من صنعت إسرائيل وأسست جماعة الإخوان الإرهابية وهى التى تريد القضاء على القومية العربية.. وقال إنه لا يخفى على أحد أن معظم المحررين بغرفة أخبار «بى بى سي» عربى أعضاء سابقون بجماعة الإخوان ، فلم يكتفوا بصنع الإخوان قبل 80 عاما، فمازال لديهم طموحات أن تهيمن الجماعة على الشرق الأوسط ليحكموهم من خلف الستار. وسقطات «بى بى سى» كثيرة منها نشرها فيلما وثائقيا فى 2018 أعدته مراسلة بريطانية زوجة المدير السابق لمكتب «رويترز» بالقاهرة، المطلوب من جهات التحقيقات المصرية، بشأن تقرير مفبرك أعده فى قضية الشاب الإيطالى ريجيني، ادعت فيه تعرض الفتيات للتعذيب والاغتصاب داخل السجون المصرية، واختفائهن قسريا، BBC وتم تكذيبه بخروج الفتاة نفيها هذه الأكاذيب وإقرار والدتها بأن مراسلة القناة هى من لقنتها هذا السيناريو، كما وقعت ال بى بى سى فى سقطة مهنية خلال تغطية حادث اشتباكات الواحات الذى وقع فى 2017، حيث رفضت وصف العناصر الإجرامية المخربة بالإرهابية، ووجهت حينها الهيئة العامة للاستعلامات احتجاجا شديد اللهجة إلى الشبكة البريطانية، ونجحت فى إقصائها عن تلك التغطية. فى 2016 بثت تلك القناة فيلما وثائقيا ادعت فيه تعرض أفراد الأمن المركزى للإساءة من قادتهم، ولم يجد هذا الفيلم رواجا إلا بمنابر إعلام الإخوان، وكأنه اتفاق مسبق بينهم على إنتاج وترويج هذا الفيديو. معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط تمويل يهودى يحارب الدول الناهضة يشن معهد واشنطن حربه ضد مصر من خلال الباحثان ديفيد بولوك وستيفن كوك، إذ نشرت تقرير أواخر العام الماضى تقول فيها ما يغاير الحقيقة، وهو أن فى مصر، لا يزال ثلث الشعب يميل إلى جماعة «الإخوان المسلمين». ويسخر المعهد من الباحث ستيفن كوك لانتقاد إنجازات مصر أيًا كانت، سواء على المستوى الاقتصادى أو الاجتماعى، فعلى الرغم من إشادة المؤشرات الدولية بالمستوى الذى أنجرته مصر اقتصاديا، كتب كوك عشرات المقالات التى تسخر من ذلك ويدعى فيها أن الكلام عار تماما من الصحة بدلائل مغلوطة، ويكفى أن نعرف أنه تم تأسيس معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى على يد «مارتن إنديك» والذى كان سابقا مديرًا للبحوث فى «لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية» (إيباك)، كبرى جماعات الضغط والسياسة الإسرائيلية، ويرتبط المعهد بقوة ب«مركز جافى للدراسات الاستراتيجية» فى جامعة تل أبيب من خلال فريق عمله المتشابك. وقد رأس المركز لفترة طويلة الجنرال «أهارون ياريف» الوزير السابق فى الحكومة الإسرائيلية، وأما التمويل من الجماعات اليهودية فى الولاياتالمتحدة.
صديقة الإرهابية حرضت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية مئات المرات على مصر، كما أنها ابتعدت كثيرًا عن الزمن الذى كانت توظف فيه مراسلين استقصائيين مخضرمين لديهم معرفة عميقة بالمواضيع التى يكتبون تقارير عنها. وللصحيفة الأمريكية إخفاقات؛ إما عبر نشرها تقارير غير دقيقة حول الموضوع، أو على سبيل المثال، توفيرها منصة لقادة الإخوان المسلمين للتعبير عن أنفسهم وللتفاعل مع القراء ، كما أنها حرضت رؤساء أمريكيين سابقين على قطع المعونة عن مصر كنوع من الضغط عليها. وفى يوليو 2007، اشتركت مجلة النيوزويك وصحيفة واشنطن بوست لإدارة «محادثة تفاعلية بشأن الدين» بعنوان:«المسلمون يتحدثون» والتى وفرت منصة للعديد من الإسلاميين البارزين حول العالم، من بينهم «الزعيم الروحى» لحزب الله «حسين فضل الله». وفى سبتمبر 2011، كتبت الصحيفة تقرير عن مسجد «دار الهجرة» فى العاصمة واشنطن وتحدثت عن إمام المسجد «جوهرى عبدالمالك» لكنها لم تذكر العلاقات الوثيقة بين المسجد والإخوان، كما تجاهل المقال أيضًا انتماء عدد من المتحدثين فى هذا المسجد لجماعة الإخوان فى الولاياتالمتحدة. وفى يناير 2014، نجح زعيم جماعة الإخوان التونسية «راشد الغنوشى» فى خداع الواشنطن بوست، وأن الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين ليس «سياسيًا» بالرغم من ترؤسه من جانب «القرضاوى».
مراسلها فى الشرق الأوسط «كاذب» ومتورط فى نشر أخبار مغلوطة دأبت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية على تخصيص مساحات من مقالاتها للهجوم على مصر، وتحريض الإدارة الأمريكية لقطع المساعدات الاقتصادية والعسكرية عن مصر، وربطها بعودة جماعة الإخوان الإرهابية إلى الحكم مرة أخرى، ووصل بهم الأمر إلى السماح لعدد من قياداتهم بأن يبثوا سمومهم على صفحات الرأى بها، ولكن كل هذا يصبح منطقيًا عند إدراك حقيقة العلاقة بين الصحيفة والإخوان، عبر وساطة الأموال القطرية، فما تقوم به الصحيفة ضد مصر ما هى إلا سياسة ممنهجة ومدفوعة الأجر. وسقطات الصحيفة كثيرة منها : رفضها محاولة أحد رجال الأعمال المصريين نشر إعلان فى الصحيفة عن الثورة المصرية فى 30 يونيو بحجة أن الإعلان مخالف لتوجهاتها، وبعدها بيوم فتحت الصحيفة الباب لإعلان إخوانى مدفوع الأجر. ما قام به مراسلها الصحفى «ديفيد باتريك» بتزييف الحقائق وإدعاء وجود تسريبات لتسجيلات فى حوزته لضابط مخابرات مصرى مزعوم يقدم فيها توجيهات إلى عدد من مقدمى البرامج التليفزيونية فى مصر بشأن تناول موضوع «القدس» فى الإعلام المصرى، وتم إثبات كذبه ورفعت العديد من الدعاوى على الصحيفة.
إحدى الأذرع الإعلامية الإخوانية تعد مجلة «نيوزويك» الأمريكية بوقًا إخوانيًا بجدارة، فقد نشرت المجلة مقالًا تحريضيًا كتبته ابنة الإخوانية علا القرضاوى تدعو فيه نائب الرئيس الأمريكى مايك بنس الذى زار حينها استغلال الزيارة لإطلاق سراح والديها المحتجزين على ذمة قضية تمويل ودعم جماعة إرهابية ومناقشة اضطهاد الأقليات الدينية، وأيضا إطلاق سراح السجناء السياسيين. محاولة عمرو دراج القيادى فى جماعة الإخوان «الإرهابى» بالتحريض على مصر وقلب نواب الكونجرس الأمريكى وغيرهم من صناع القرار فى أمريكا على مصر، عن طريق مقاله فى مجلة «نيوزويك» الأمريكية، التى رحبت به ومن خلالها دعى لثورات ربيع عربى جديدة، ودعى الغرب للتدخل فى الشأن العربى والمصرى خاصة وهجومه على الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لعلاقاته الوثيقة مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهجومه على تلك العلاقات ووصفها بأنها لن تضمن الاستقرار الإقليمى ولا تعزز المصالح الأمريكية.