من أمام باب دار الإشارة بشارع الثورة فى مصر الجديدة، وعند الانحناء إلى طريق النصر، نتجه يسارا إلى تقاطع شارع عمر بن الخطاب، ومع أول انحدار جهة اليمين نتجه مرة أخرى قاصدين شارع 306، حيث ملحمة من الجهد والعرق لعدد من الشباب المصرى الذى تحول من باعة جائلين بشوارع مصر الجديدة إلى أصحاب مشروعات استثمارية، تجمع الشاب بجوار الفتاة، دون فرق، فالاثنان واحد، إلا أن الرغبة فى التطور والانطلاق والعمل على تكسير الصعاب وتحطيمها على جبل الآمال، كان سببا لصعود هؤلاء الشباب من الهاوية إلى القمة. قد تتردد فى الوهلة الأولى عندما تنظر إلى يسارك لترى شارات شارع 306 الممهورة بتوقيع الإنتاج الحربى، حيث فخامة المكان الذى قد لا تساعدك إمكانياتك فى قضاء وقت ممتع مع الأسرة وعمل «فسحة» أو كما يقولون عنها «Picnic»، إلا أن مجرد دخول البوابة إيذانا بدخول الشارع، إلا وتجد الابتسامات تتوزع إليك من كل جانب، من شباب طموح يسعى، فقط، لأن يثبت للجميع أنه فعل شيئا، وعلى حد تعبيرهم «وجدوا اليد الحانية التى استمعت، وشعرت بآلامهم، فاستجابت، وكانت معهم يدا بيد للانطلاق لتحقيق الآمال وتقديم نموذج ناجح وأيضا سعى لعمل شىء، فلم يتواكل ولم يتوقف عن محاولات السعى، رغم تكرار حالات الإخفاق، التى صادفوها وطالما فشلوا»، إلا أنهم سرعان ما نهضوا مرة أخرى إلى حيث الآمال والمستقبل، حتى وإن كانت طموحاتهم تتعلق كمثلهم بوظيفة الحكومة، إلا أنهم أكدوا أنهم وجدوا طريقهم وكيانهم والحصول على الفرصة بشكل لائق ودون امتهان لكرامتهم، فلم يكونوا فى السابق يعملون شيئا سوى أنهم يريدون الحصول على أرزاقهم بشكل غير مهين، ودون أن تتعرض معداتهم وعرباتهم، التى تمثل البنية التحتية لهم، إلى التحطيم، وتحطيم الآمال معها، بالإضافة إلى أن بعض العاملين بالمشروعات، الذين لايزالون طلابا بالجامعات، يساعدون أنفسهم. وداخل الشارع تجد نماذج متعددة لمشروعات متشابهة، متعددة الأشكال والأحجام، وتختلف تكلفتها من مشروع لآخر، إلا أنها فى النهاية نماذج ممكنة التحقيق، وبتكلفة بسيطة تكون انطلاقا لمشروع استثمارى كبير. ساعة الصفر عام ونصف العام ذاق فيه الشباب مرارة الانتظار، فيما كان يحصل البعض منهم على الدورات التدريبية، فى فن معاملة العملاء والضيوف والنزلاء لتأهيلهم لسوق عمل قادم، فيما كان البعض منهم يتمتع بتلك المهارات، تعرضوا خلالها لكثير من المواقف والإخفاقات فى حياتهم والتصدى لمعركة الحياة، عازمين على مواجهة الظروف والاستمرار فى الانتقال بأنفسهم من عالم الإحباطات إلى عالم من الآمال، وهو ما كان مفاجأة لهم قبل 48 ساعة من افتتاح الشارع، و أعدوا العدة وتجهيز أدواتهم وإعداد عرباتهم ونماذج مشروعاتهم، انتظارا لإشارة الانطلاق، التى لم يكونوا على علم بتوقيتاتها، حيث تقدموا بأوراقهم المطلوبة وذللت لهم العقبات الورقية، سواء فى محافظة القاهرة أو فى صندوق تحيا مصر، ولم يكن لديهم التوقع بأن يجلس معهم وزير التنمية المحلية ليشد من أزرهم، ويؤكد لهم أن أحلامهم ستتحقق، ليس فقط بالحصول على ترخيص لعربات الأطعمة الخاصة بهم وتروسيكلات تقديم المشروبات، ولكن بتمكينهم من تأثيث البنية لمشروعات استثمارية، كلها تعمل فى مجال واحد عملت به فكرة الشارع، ليجمع أصحاب الفكرة الواحدة والتى تقدم الخدمة الكاملة للزائر، من خلال نزهة فى أجواء خريفية، وتناول أطعمة فى المتناول، وكما كتب أحد الشباب على عربته «أكل شديد وعلى أد الإيد»، مع تناول المشروبات بأسعار متفاوتة تناسب جميع الأذواق والرغبات والفئات. نظام جديد البيع والشراء فى شارع 306 له طريقة خاصة، مستحدثة فى مصر، فلا يتم التعامل المباشر مع العميل، حيث يقوم، من خلال مكان محدد للدفع، بدفع أية قيمة بدءا من خمسة جنيهات، يتم شحنها إلى المحمول الذى يحمله العميل مباشرة، ليحصل على ما يفيد الشحن، ثم يختار العميل أى عربة أو خدمة يرغب فى الحصول عليها، سواء طعاما أو شرابا، ليتم خصم القيمة المشتراة من الرصيد الذى تم شحنه إلى المحمول، وإذا رغب العميل فى الحصول على باقى قيمة السلعة المشتراة، يتم طلبها، كما يمكن الإبقاء عليها داخل المحمول لاستخدامها مرات أخرى، مع الأخذ فى الاعتبار أنه يتم استخدام قيمة الشحنة فى شارع 306 بأى منطقة أو محافظة. مسرح المنوعات لكل إنسان فى الحياة قصة، إلا أن الشباب فى شارع 306 تجمعهم قصص نجاح وآمال وتخطى الصعاب من أجل الوصول للأفضل، فبينهم من كان يملك من الأموال الطائلة وفقدها فى صفقة لم يجد قوت يومه، ليبدأ من جديد من الشارع بظهر زوجته بنت البلد، وكذلك ابن الأكابر الذى ترك شركة والده الكبرى، ليشق طريقه بذاته، وبائع الكتب، الذى طالما كان يحلم، فقط، بأن يقف دون أن يطارده موظفو الإشغالات بالحى، ليتمتع بمرور المواطنين لقراءة العناوين، فى زمن عزت فيه القراءة. تريلا نبيل معتمد عبد الغنى، مدير منطقة بمطعم «تريلا»: نقدم طعام صحى بالكامل، وتم التعاقد مع تحيا مصر للعمل فى 306، والإنتاج بالكامل مصرى خالص، ولدينا أسعار مقبولة جدا، لكى يقوم الجميع بالتنزه، وهناك خطة لفتح فروع أخرى مطلوب شباب للعمل بها، ولم أرفض الفرصة للعمل بالشركة بمجرد أن عثرت عليها. ويوجه نبيل نصيحته للشباب بالسعى والاجتهاد وعدم رفض أى فرصة عمل، وبلا شك أن الله يخبىء ما هو أحسن. الشيف طاهر هريدى، شيف: بعد تأثر السياحة فى مصر فكرت فى التقدم لمحافظة القاهرة للحصول على أحد المشروعات ونظرا لخبرتى فى الطهى، تقدمت للحصول على عربة لبيع الأطعمة، وأنا أقف فى مكان لا يضايقنى فيه أحد ومكان آمن وبه جميع الخدمات وتم توفيرها من جانب الدولة، وبدلا من اتجاه الشباب لأى توجه يتم تقديم الخدمة للشباب، ومجرد أنه تم قبول الأوراق تم البدء فى تنفيذ إجراءات إنشاء كل عربة فى مكانها، ولدينا أمل كبير فى نجاح المشروع، ولم نجد أية صعوبات فى التقديم للمشروع ورقيا، وتكلف المشروع 70 ألف جنيه، عبارة عن معدات وجميع متطلبات العربة، ويمكن أن يبدأ الشاب بقيمة صغيرة جدا، وهناك مشروعات قامت من خلال تروسيكل قيمتها 7 أو 8 آلاف جنيه، وبحسب التصميم الذى يرغب فيه الشاب تنفيذه، وخلال ساعات قلائل من بعد الافتتاح، كان مفاجأة للجميع باهتمام رسمى كبير من جانب قيادات الدولة لتشجيع الشباب، تأكيدا على أهمية المشروع، وكذلك سيجد الزائر الأمان الكامل له ولأسرته، وعلى كل شاب تنفيذ الفكرة التى يرغب فيها وليس هناك ما يسمى صعب، وإذا كانت هناك صعوبة ستكون صعبة بداخله وهو الذى وضع الصعاب أمام نفسه، فلا بد من وضع الهدف والسعى لتنفيذه. ورصدت «روزاليوسف» تروسيكل لأحد الشباب بالشارع، تم تصنيعه خصيصا، لتقديم أحد أنواع المأكولات أو المشروبات، داخل المشروع، لتوفير فرصة عمل. الشغل مش عيب «عمر»، أول من يقابلك فى الشارع لتقديم الأطعمة، يقول: أعمل مع مشروع 306، بدأت فى شارع مصر وانتقلت إلى هنا، وعندما علمت أنهم يرغبون فى عمل شباب تقدمت للعمل وأنا أدرس فى الجامعة، وتم التقدم فى شارع مصر ولم تقابلنى عقبات على الإطلاق، وكنت أعمل فى شركة بالتجمع الخامس وبمجرد أن وجدت تلك الفرصة اتجهت إليها فورا، وينصح عمر الشباب بالعمل ولأنه ليس به عيب، كما أنه يجد الفرحة عندما يرى زملاءه وأصدقاءه الذين يعرفهم فى شارع 306، لأنه مشروع جيد جدا للشباب. بائع الكلام يعمل بإحدى المكتبات الكبرى، فكر فى أن يكون له مشروعه الخاص، ولا يمكن أن يكون بعيدا عن مجال الكتب، تغذية العقول، يقول عنه: المشروع الأول من نوعه فى مصر والشرق الأوسط، وكانت تقابلنا العقبات بأنه كان يتم طردنا من الشارع، وانتظرنا عامين وهى فكرة جديدة على الناس بيع كتب بالشارع، قرر هو وشريكة سابقة له، النزول للجامعات وفكرنا أن نشترى سيارة، فكان ذلك مكلفا جدا، فاشترينا تروسيكل بتكلفة بسيطة، ومع كل خطوة نبحث المشاكل التى واجهتنا ونعالجها، ووجدنا مساعدة كبيرة من أشخاص عديدين لإنجاح الفكرة، وتم التقديم لشارع مصر، وحصلنا على وعود من وزير التنمية المحلية، بإيجاد مكان، وتحققت، وكان للرقابة الإدارية دور فى اختيار مكان للبيع من خلاله، وتم تنفيذ الفكرة فى 3 مواقع. محمود عبد الله، 28 سنة، يعمل بكبينة الدفع عن طريق الشحن قال: لم ينتظر وظيفة الحكومة، وما أن انتهى من مدة التجنيد الإلزامية، إلا وبحث عن فرصة العمل مباشرة، ولم يتعالى على أى فرصة، وتحدى نفسه ليحصل على تلك الفرصة ويطمح فى الوصول لدرجات أعلى فى مهام وظيفته، بعد أن تحول الحلم لحقيقة ووجد من وضع قدمه على الطريق الصحيح، وأصبحت الآمال مبشرة بمستقبل كبير، موجها كلمة للشباب بألا يرفض فرصة عمل، ثم يبحث عن الفرصة التى يتمناها، ويسعى لتحقيقها. نجاح بالإكراه طه محمد، 28 سنة، يعمل بكبينة الدفع المسبق، تقدم للعمل بأماكن كثيرة ولم يوفق فى الحصول على وظيفة، وما أن أعلمه صديق له بأن هناك فرصة عمل بالشركة القائمة على منفذ التحصيل، إلا قام بتقديم استمارة عمل للحصول على الوظيفة، وأنه طالما تقدم لوظائف والتحق بها بالفعل، ومع كل مرة لا يكتمل العمل، لا يتوقف ويبحث عن آخر، وأنه عازم على النجاح. أحلام حقيقية يعمل لدى مالك لمشروع عربة لبيع المشروبات الساخنة لكافة الفئات بأسعار فى متناول الجميع، ينتظر الفرصة ليكون مالكا لمشروع مماثل بعد أن تحولت الأحلام إلى حقائق، هذا ما يشير إليه أحد الشباب العامل بالشارع، وأنه لم يتعال على فرصة العمل، ويطمح فى أن يكون صاحب عمل، وهو نفس المشروع الذى كان يتمنى عمله، وما أن تكون هناك فرصة للتقدم بمشروع فى 306 لن يتوانى فيها، وطالما تعرض لإحباطات ولكن وقف مرة أخرى، موجها حديثه للشباب بأنه عليهم البحث عن العمل، وأن فرص العمل كثيرة، والعمل ليس عيبا، ما دام بالحلال، وقابله كثير من أصدقائه ويتمنون الحصول على الفرصة، ولا يجد حرجا من العمل، وأصدقاؤه الذين ينتمون لطبقة أعلى يشجعونه على العمل والاستمرار فى الجد والاجتهاد، ومنحه الطاقة الإيجابية. زيكو الشعبى عمر محمد على، اختار لمشروعه اسم زيكو، فى شارع 306، يقدم أطعمة شعبية فى متناول يد الجميع، يقول: كان لى مشروع وأقف فى الشارع وجاء عرض المسؤلين عن شارع 306 بأن يتم الانتقال إليه، وكان حلم أن يكون على أرض الواقع وأوضح لنا المسئولون كل شىء عن المشروع، وحصلنا على دورات تدريبية متقدمة فى معاملة العملاء، ونجد هنا الأمان فى ظل عدم وجود ترخيص، وانتقلت من بائع جائل إلى صاحب مشروع، وأصبح لنا عميل من نوع خاص أرقى من السابق، وعندما كانت هناك استفسارات كنا نجد الإجابة عليها، وبلغت تكلفة المشروع ما بين 30 ألف جنيه و35 ألف جنيه، شاملة جميع المكونات اللازمة للمشروع وتجهيزاته. لم تكن لى القدرة قبل ذلك تحقيق الحلم الذى أتمناه خوفا من التحطيم لمواجهة التعدى على الشارع العام، والآن تحقق الحلم، والراغب فى تحقيق شىء يفكر فى عملها ولا يلقى بالمشاكل على أحد وليس هناك مستحيل، فهى من صنعنا. معدات بسيطة ومن أمام مقهى «Bike» فى شارع 306، قدم الشاب عبد الله أحمد، تجربته، مع تزايد الطلب على المقاهى، ومع الأسعار المرتفعة التى تقدمها المقاهى، تم تحديد أسعار فى متناول الجميع ونقدمها لجميع الطبقات دون تفرقة، وبمعدات بسيطة تم تجهيز المشروع، حيث يقوم كل شاب باختيار الخامات التى يرضى عنها، فكل الأسعار متاحة لشراء المعدات المطلوبة لإقامة مشروع، باختلاف المنطقة التى يتم افتتاح المشروع فيها، وعلى الشباب السعى لإقامة مشروعات مماثلة، ويمكن عمل أى مشروع، المهم أن نتحرك، وليس هناك مستحيل. المهندس البائع تخرج في كلية النظم والمعلومات عام 2014، عمل مهندسا للاتصالات، إلا أن الدخل لم يكن يكفيه، «اللى جاى على قد اللى رايح»، ففكرت فى الاتجاه إلى شارع مصر فى شيراتون فكانت فكرة جيدة وفى صندوق تحيا مصر تم التقدم بالأوراق المطلوبة للمشروع وتمت الموافقة على اسمى ضمن الشباب الذين تم قبولهم فى الشارع، وتم التصريح بنوع المشروع وحجم العربة المستخدمة، ولم تواجهنا أية عقبات لتنفيذ المشروع، فلم أخجل من العمل بمشروع بيع الأطعمة، الذى تشاركه فيه شقيقته، التى لم تجد من أن تنزل للشارع وهى سيدة منزل وتساعد فى بيتها بأمر مرضى من مشروع جيد، موجهة النصح للشباب بأنه يجب النزول للشارع والعمل والتقدم للحصول على المشروعات، المهم أن نعمل. أحلام Oops استوقفت «روزاليوسف» تلك العربة ذات الطراز الكلاسيكى، التى كتبت بها لافتة تحمل اسم المشروع «Ops» ومعلن عليها عن فروع العربة، فى، مصر، وباريس، ولندن، وإيطاليا، ودبى، وما كان من مالكها ألفونس يوسف، إلا قولا واحدا، من شارع 306 ستكون الانطلاقة إلى أن تكون نفس العربة بمواصفاتها الكاملة فروعا فى تلك الدول، بالإضافة إلى أثينا، وهو ما سيتم، حتى وإن طال زمن تحقيقه، فقد كان تنفيذ العربة لتكون فى هذا الشارع حلما، حيث كان يعمل لدى بازار بجوار مقهى ولفت انتباهه تزايد الطلب على ارتياد المقاهى، فتساءل لماذا لا يكون صاحب مشروع لتقديم المشروبات بنكهة خاصة بأسعار فى متناول الجميع، فى ظل تلك الأرقام التى يدفعها رواد المقاهى. بدأ ألفونس فى تنفيذ العربة بيده بعد أن تقدم بأوراقه للحصول على موقع فى شارع 306، وكانت المفاجأة عندما تم إعلامه ببدء التنفيذ، كما تم تدريبهم لكيفية معاملة العملاء، بما يتناسب ومشروعاتهم، فيما يقف على مسافة متساوية شقيقه عزيز ليقدم المشروبات هو الآخر، والتى علق عليها أحد الرواد الذى جاء إليه من المعادى، أنه جاء للشارع بعد تناوله المأكولات والمشروبات بعد الافتتاح، حيث الهدوء والمستوى اللائق، ويحتاج إلى القليل من الدعاية كالإشارات الإرشادية، خلال الطرق المؤدية إليه، لإظهار هذا النموذج الناجح بشكل صحيح، والتسهيل على الزبائن فى الوصول إليه. الأيدى الناعمة آية محمد عاطف، 29 سنة، تخرجت فى كلية الآداب قسم الأثار، تملك مشروعها «Bite» لتقديم المأكولات السريعة، طالما حلمت بأن يكون لديها مشروع خاص بها، فوجدت التشجيع من جانب زوجها، الشاب، واستغلت خبرتها فى الطهى الذى تعلمته من والدتها، بالإضافة إلى أن العملاء يطمئنون دائما للحصول على الأطعمة من اليد الناعمة، مما شجعها أكثر لأن تنشىء عربة طعام بأحد شوارع مصر الجديدة، وطالما تعرضت للمواقف الصعبة، لعدم حصولها على ترخيص بالعربة أو بيع الطعام، وطالما تعرضت لإحباطات، كانت تنام مستسلمة لواقعها وأنها ستترك الأمر، إلا أنها سرعان ما تستيقظ وقد ولد الحلم من جديد بطاقة إيجابية أكبر، لتستمر فى مشروعها وأنها لا بد وأن تعمل مهما كانت الظروف. تواصلت آية مع الجهات التنفيذية للمشروع، لتحقيق حلمها فى أمان، بعيدا عن مطاردات الإشغالات، حيث تحقق حلمها على أنغام الوطن، مطالبة بمنح الشباب تراخيص مؤقتة، لحين تكرار نموذج شارع 306 مرة أخرى، فالبائع الجائل، هو شاب أو فتاة يبحثون عن فرصة عمل، منهم من حصل على الدكتوراه، ولم يستسلم وبحث عن الفرصة، لتحقيق ذاته. رأس المال تروسيكل وفى عربة« Asian Grill» وهى عبارة عن تروسيكل بسيط ذي ثلاث عجلات تم تصميمه بشكل لائق وجميل، ذلك هو رأس مال المشروع، بالإضافة إلى مستلزمات المشروع الطبيعية، من أجل تشغيله، يقف عامل شاب لدى المالك للمشروع، مؤكدا أنه ما لم يتهاون يوما فى البحث عن فرصة عمل، دون أن يحدد نوع أو شكل هذه الفرصة، لتكون وظيفة بمواصفات خاصة، فجاءت المساعى بالعمل لدى هذا المشروع، الذى لم يجد أزمة فى أن يكون عملائه من أصدقائه وزملائه، الذين يتمنى الكثير منهم توفير نفس الفرصة. طعام الملوك ومن شارع السباق بمصر الجديدة إلى شارع 306 استقر»»Ostr ليكون أول من يقدم لحوم النعام فى مصر، حيث بدأ مالكه ببيع 2 كيلو فقط، لتكون تجربة جديدة وانطلاقة فى عالم الإستثمار والتميز، وهو ما كان بالفعل، وكان حلما لديه بأن يقف بأمان فى مكان يبيع فيه ويعمل باحثا عن فرصة عمل، وهو ما نجح فيه بالفعل، بعد أن امتدت إليه الأيادى لتحقيق حلمه، وما أن جاءت الفرصة وسمع عن التقديم للحصول على فرصة فى الشارع، لم يتردد لحظة فى أن يحصل عليها، ليكون مستقرة فى هذا الشارع، حالما بأن يكون لديه فروعا أخرى، ويكبر الحلم، ليكبر معه المشروع، الذى انطلق من شارع 306. الأخوان أكرم وعمر الشقيقان أكرم وعمر، لم يتوان أحدهما فى أن يجد فرصة عمل، ولم توقفهما الصعاب فى البحث والحصول على أية فرصة، نفعا لهما، حيث يعملان فى مشروع لتقديم الأطعمة السريعة، وقد اجتذب كل منهما الآخر، لسوق العمل، ولم يرفض أو يتردد أى منهما فى الاتجاه نحو بوصلة الشارع لتوفير تلك الفرصة، حالمين بأن يكون لهما مشروعاتهما الخاصة بهما. منفذ بيع الشاورما اكرم بائع الشاورما، لدى منفذ بيع الشاورما فى شارع 306، لم يتوان فى أن يحصل على فرصة عمل وما أن توافرت له الفرصة التى سمع بها بالمنفذ توجه إليها فورا بحثا عنها ومستقرا فيها، حالما بأن يكون لديه مشروع خاص، حيث أنه وجد الآمال قد تفتحت أمامه ورأى نماذج ناجحة وقد أصبح هناك من يأخذ بيد الشباب ويحنو عليهم. 7 نماذج محافظ القاهرة، اللواء خالد عبد العال، أعلن مؤخرا أن هناك 7 نماذج سوف يتم افتتاحها بالقاهرة، فيما صرح نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، إبراهيم صابر، إنه تم تحديد أربعة أحياء لتنفيذ الفكرة فيها بشرق القاهرة، بالإضافة إلى 3 أحياء شعبية، لافتا إلى أنه تم اختيار موقعين فى حى النزهة أحدهما بجوار الأكاديمية البحرية، والثانى بشارع أنقرة، وأيضا سيتم افتتاح نموذج بالمعادى بجوار كلية النصر، وكذلك، شرق مدينة نصر، بالإضافة إلى المطرية، فيما يتم اختيار موقعين إضافيين. واشار صابر إلى أن تكلفة التنفيذ محدودة جدا وقامت على الفكرة، فقط، حيث أن الشارع من الطبيعى أن يتم تركيب بردورات به، وكذلك الإضاءة تتم بشكل طبيعى، ودهان السور الخلفى للشارع، مع إضافة بعض اللمسات الجمالية، مع استغلال الشارع استغلال أمثل.