بلمسة فنان.. زخارف «أزنيق» تنافس وحوش «المينائى» على سطح الخزف

اتسمت الفنون التى ظهرت فى الحضارة الإسلامية بالتنوع، ولم يترك الفنانون المسلمون أى شىء فى حياتهم إلا وتركوا عليه بصمة فنية، حتى أطباق الطعام زخرفوها وتفننوا فى صناعتها حتى باتت كنوزا لا تقدر بثمن، ويقتنى المتحف الإسلامى بالقاهرة مجموعة منها، كشف لنا حكاية بعضها د.ممدوح عثمان مدير عام المتحف.
قال لنا: فى قاعة 3 يوجد طبق من الخزف ذى البريق المعدنى باسم القائد غبن أحد قادة الخليفة الحاكم بأمر الله «مصر – العصر الفاطمى - القرن 5ه/ 11م»، ويعتبر هذا الطبق أكبر الأطباق الخزفية فى الفنون الإسلامية، وتزينه زخارف نباتية محورة وكتابات كوفية على الحافة من الداخل.
وفى قاعة 12 صحن من الخزف صناعة مدينة ازنيق «القرن 10ه/ 16م»، حيث تنوعت المنتجات الخزفية العثمانية ما بين الأطباق والسلطانيات والأباريق والأكواب والقنينات والمزهريات والزمزميات وبيض المشكاوات، وقد بلغ الخزف العثمانى درجة عالية من الدقة والإتقان، ولاق رواجًا كبيرًا فى الأسواق الأوروبية.
وتُنسب هذه المجموعة إلى مدن تركية مختلفة منها ازنيق، وقد زُخرفت التحف بالألوان المتعددة على أرضية بيضاء تحت الطلاء الزجاجى الشفاف، قوام زخارفها رسوم أزهار اللاله، والقرنفل، والورقة الرمحية المسننة ذات التعريشات، وقد لعبت الزخارف النباتية دورًا مهمًا فى الفنون العثمانية، حيث نُفذت بكثرة على منتجاتهم الفنية، وكان لبعض هذه الزخارف دلالات رمزية خاصة عند العثمانيين.
وفى قاعة 15 صحن من الخزف المينائى «إيران - القرن 6-7ه/12-13م»، ويقصد بالخزف المينائى ذى الألوان المتعددة تحت الطلاء الزجاجى الشفاف، وقد تميز بتعدد موضوعاته الزخرفية، وعمد الفنان إلى تنفيذ موضوعات تصويرية كاملة على هذا النوع من الخزف، مستوحاة من القصص الأدبية الإيرانية، مثل قصة الأميرات السبع، وقصة بهرام گور وأزده هذا إلى جانب تصاوير لأمراء وأميرات بين رجال الحاشية ونسائها، أو رسوم صيد وقتال وطرب،وتميز هذا النوع برسوم حيوانات مثل الجمال والأسماك وغيرها، بجانب أشكال خرافية قوامها شكل جسم أسد ورأس آدمى، وزينت حواف الأطباق أحيانًا بشريط من الكتابات يشير إلى الموضوع الزخرفى المنفذ على التحفة.