كشفت أسماء محمد صلاح الباحثة ومفتشة الآثار بميت رهينة سر وضع تماثيل «الأوشابتي» فى مقابر الفراعنة قديما، حيث أشارت إلى أن الغرض من التماثيل هو خدمة المتوفى فى العالم الآخر. وقد ظهرت لأول مرة فى الدولة الوسطى؛ حيث كانت تُزوَّد المقبرة بواحد أو اثنين منها، وذلك للقيام بالأعمال المختلفة نيابة عن المتوفى. وتابعت: كانت تلك التماثيل تأخذ شكل المومياء، وكانت تُصنع من خامات مختلفة كالأحجار، والبرونز، والخشب، والفخار، والشمع، والقاشانى الأزرق أو الأخضر، وكان الأخير هو الأكثر شيوعًا، وعُرفت هذه التماثيل أيضًا باسم «الشوابتي» أو «الشابتي» منذ الدولة الحديثة أى التماثيل «المجيبة». إذ إن كلمة «وشب» فى اللغة المصرية القديمة تعنى يجيب ومن هنا اشتق الاسم، أى لإجابة أو خدمة المتوفى، وكان يُكتب على هذه التماثيل جزء من الفصل السادس من كتاب الموتى، ويمثل مناجاة المتوفى للأوشابتي؛ بحيث يكلفه بأداء المهام الموكلة إليه. ففيه يقول: «إذا نوديت لتؤدى أحد الأعمال الموكلة إليك فلتقل ها أنا ذا، أنا موجود لرى الأرض، وزراعة الحقل ونقل الرمال من الشرق إلى الغرب». وقالت: أخذت أعداد هذه التماثيل فى التزايد حتى بلغ عددها فى الدولة الحديثة 365 أى بعدد أيام السنة، على أن يقوم كل واحد منها بالخدمة ليوم واحد من أيام السنة، وفى فترة لاحقة أضيفت إليها ستة وثلاثين تمثالاً تمثِّل مشرفيها، ليبلغ إجمالى عدد التماثيل 401 بالمشرفين. وكان كل مشرف يتابع عشرة من الأوشابتى العاملين، وكان المشرفون يُصوَّرون بملابس الأحياء لكى يتم تمييزهم عن العمال، أما تماثيل العمال فغالبًا ما كانت تُزوَّد بأدوات أعمالهم؛ مثل السلاسل والحقائب وأدوات الصيد، كما ظل بعضهم بلا أدوات، وكانت مجموعات الأوشابتى تحفظ داخل صناديق خشبية لحمايتها.